الثلاثاء، 19 فبراير 2013

لعنة النفط


ابدى الناشط البيئي مازن عبّود خشيته من اللعنة التي ترافق عادة اكتشاف الثروات الطبيعية في البلدان الاقل نموا في العالم.  وسأل "هل يستطيع نظام، يعجز عن انتاج قانون انتخابي من دون تدخل خارجي، ان يدير ملفا شائكا كملف التنقيب عن النفط في البحر دون ان يتسبب ذلك في حرب اهلية او اقليمية حول اقتسام المغانم؟؟ وبخاصة في ظل التراجع التدريجي لادوار الدولة المركزية الرادعة والناظمة لحساب الجماعات المتناحرة؟؟"  وامل عبّود ان يكون اكتشاف النفط في البحر اللبناني، بالرغم من محاذيره البيئية، وسيلة لاخذ لبنان الى ميناء الاستقرار المالي والاقتصادي.  وعوّل بذلك على التدخل الالهي الذي حمى لبنان من الوقوع في الهاوية في تاريخه الحديث. 

الاثنين، 18 فبراير 2013

في عظة تنصيب البطريرك يوحنا واشياء اخرى



"هذا أوان التجدد يا سيدي.  حلولك في واجهة مدينة الله أنطاكية العظمى أمرٌ نفذ إليك من فوق لتطردَ اللصوص من الهيكل وتجعله مكانًا لائقًا بالرب.  ذكّر كل من أخطأ أن لا مكان للهشاشة والخيانة بعد اليوم. "الأشياء العتيقة قد مضت.  ها كلّ شيء صار جديدا".  إن ثوب المسيح غير المخيط سنعمل المستحيل للحفاظ عليه في شراسة كبيرة. لقد ذهبت أزمنة السوء وأطلّ فجر القيامة".  المطران جورج خضر في التنصيب
بالامس تسمّرنا جميعا امام الشاشات لنتتبع وقائع التنصيب.  فنلتقط كل كلمة.  تتبعت بدقة ما خرج من فيه البطريرك في يوم جلوسه.  وما قبل الامس كنت ممن واكبوا انتخابه ايضا.  فادركت كيف اتى امر انتخابه من فوق. 
ما ابعد الامس وما اقربه يا ابانا.  فالزمن الذي طوى سلفكم اتى بكم اليوم.  
لا ادعي معرفتكم الا انّ صورتكم( صورة المطران صاحب الذقن الغضة) الذي يجلس في المجمع قرب حبر طرابلس، فيتهامسان.  لا تغيب عن بالي.  وها انه قد خرج اليوم من قلايته خطيبا يتكلم.  فبلسم الله جراح صلبه.  واقامه وصيا على كرمته في انطاكيا.  فخرج كنبي يأمرُ بالتّفاني والمحبّة.  خرج يأمرُ بالصّليب الذي قال بانه يَصعدُ إليه مُختارًا، على مثال معلّمه. 
دعا كلا منّا "إلى المساهمة في ورشةِ الملكوتِ الّتي تبتدِئُ هنا، على هذه الأرضِ في الكنيسة".  قال ان الرب لا يُسَرُّ الرَّبُّ برؤيةِ كنيستِه لا تَهتمُّ بالفُقَراءِ اهتمامًا كافِيًا، فلا تجعلُ منهم إحدى غاياتِ مؤسّساتِها.  وهو قد ذاق الفقر والتشرد حبرا هنا وفي كل مكان.  ذكّرنا بيوحنا الذهبي الفم.  فردد عاليا، ما كان يقوله لنفسه:"أنتَ لا تملِكُ أيَّ شيءٍ ممّا هُو لَكَ...إنّه لكَ ولِقريبِك"، تماما كالشّمسِ والهواءِ والأرض".  ابلغنا انّ الناصري يتألم عندما يَرى الشباب، "يتشرّدون فكريًّا" و"يبتعدون عن البِيعة".  قال فيهم انهم "غِنى الكنيسة" و"سُفَراؤُها في هذا العالَمِ المُتَغيِّرِ المَعالِمِ بِسُرعةٍ فائقة".  فغبطته يريد لهم أنّ يعرفوا انّ "الكنيسةَ بحاجةٍ إلى اندفاعِهِم.  ارادهم أن يَعُواَ "المَكانةَ الخاصّةَ الّتي لَهُم في كنيسةِ المسيح".  فهم بحسب عظة التنصيب "أغنياءُ بِحَداثَتِهِم وَحماسَتِهِم وَاندِفاعِهِم".
انه البطريرك الذي يريد احياء جسد كنيسته المتداعي بالروح الات من الاديار.  فالرهبان "يحملوننا جميعًا في صَلَواتِهم". و"صَلاتَهُم تَحمي العالَمَ بِكُلِّ مَن فِيه، وَتُقَوِّي العملَ في وَرشةِ الكنيسة".
اما السُّلطةُ الكنسية بالنسبة اليه فطاعةً.  والطّاعةُ سلطةَ محبّة".  تكلم قليلا جدا في السياسة.  فبدا رسول المحبة التي هي "عَدُوّةُ الموتِ وَكُلِّ عُنف، مِن أيِّ صَوبٍ أتى". 
استغفر الحضور، واضعا اصبعه على جرح الكنيسة الناذف.  فقال: "لا بُدَّ لَنا إذاً مِن تَوبةٍ شخصيّةٍ وَجَماعيّة، وتَدابير، واتّكالٍ كُلِّيٍّ على الله، عَلَّهُ يَغفِرُ لنا...لا مُبرِّرَ لِوُجُودِ المؤسَّسةِ في الكنيسة...سوى كَونِها شاهدةً لِيَسُوعَ وناقلةً بِطُرُقِها الخاصّةِ لتعاليمِه".
اعاد الاعتبار الى ما قاله اسلافه بأننا كنيسةٌ و"لسنا مجرّدَ طائفةٍ بينَ سائرِ الطَّوائف".  "الكنيسةُ تَشْمُلُ الطّائفةَ وَلا تُنكِرُها... لكنْ، ليسَتِ الكنيسةُ طائفةً تقفُ اهتماماتُها عندَ حُدُودِها دُونَ سِواها".
بدا البطريرك يوحنا العاشر في عظة تنصيبه جريئا كالمعمدان.  لاهوتيا كالحبيب.  فصيحا كالذهبي الفم.  وثابتا كاغناطيوس.
محبا كان.  مسكونيا كان.  فخاطب الكنيسة في كل المدائن.  عارف بالاخر بدا.  ومدرك انّ الاخر هو شريكه في الوطن حتى الموت في سبيل التحرر. 
شدا البطريرك يوحنا كمعلمه الدمشقي القديم.  فلاقت كلماته استحسانا لدى قوم الخليفة.  بدا مسرورا وقد حضر الى دارته بطريرك الموارنة محملا بسحر قاديشا وعطر الارز وثلوج صنين.  لقد ذهبتم بالفعل الى بيت شعبكم يا سيدي.  وقلتم لهم كلام السيّد الرب.  واني اعتقد بأنهم قد سمعوا.  وبأننا قد سمعناكم جيدا..  سمعناكم لانكم قلتموها بشغف الاب وعطف المحب ودراية الفيلسوف العارف.  كلنا معكم يا سيد.  وترانا نردد مع المطران جورج ما قاله، وذكرته في بداية المقال.  كل الغيارى معكم لانّ الله معكم.  واني اعتقد بأنّه  قد تكلم بلسانكم البارحة.  سمعناه جميعا.  ففرحنا.  حرّكنا كما حرّك آباء المجمع المقدس سابقا يوم صيرتم حبرا لانطاكيا العظمى.  وكلّ من واكب تلك الاحداث شاهد على ذلك.


[1] باحث وناشط كنسي

الأربعاء، 13 فبراير 2013

النفايات الصلبة


ابدى الناشط البيئي مازن عبّود خشيته من تزايد اعداد مكبات النفايات العشوائية في بعض المناطق في ظل استفحال مشكلة النفايات، بالتزامن مع تراجع القدرات الاستيعابية للمطامر الصحية الحالية.  وابدى خشيته من غياب الرغبة السياسية والشعبية في استحداث مطامر صحية جديدة للنفايات على الرغم من تزايد كمياتها.  واعتبر عبّود بأنّ لمثل هذا الامر ارتدادات كبرى على نوعية الماء والتربة والهواء بالاضافة الى التشويه الجمالي للمناظر الطبيعية.  وابدى استغرابه من رفض البلديات استضافة مطامر في نطاق محيطها الجغرافي على حساب المكبات العشوائية التي تزداد.  وسأل "هل في يقينهم انّ المكبات افضل من المطامر، وتأثيراتها البيئية اقل؟؟  من يتحمل مسؤولية سؤ ادارة هذا الملف؟؟ والى متى تبقى الدولة بدون خطة، على رغم جهود وزارة البيئة في هذا الاطار؟؟".

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

قانون انتخابات


اعتبر الناشط البيئي مازن عبّود في بيان له اليوم انّ المطلوب اليوم في البلد ليس فقط ايجاد قانون للانتخابات جديد يساهم في حسن تمثيل الطوائف المكونة للبنان بل ايضا صيغة جديدة  تسهم في النظر الى اللبنانيين كمواطنيين حقيقيين.  واشار الى انّ البلد بحاجة الى قانون يكون دربا الى الدولة المدنية الضامنة لحقوق ناسها جميعا.  فيزيد من حظوظ تمثيل شرائح اخرى اقتصادية وبيئية مثلا.  ودعا الى البحث عن قانون لا يكون على مقاس طائفة او فريق بل على مقاس البلد.  واعتبر بأنّ النسبية هي في المبدأ الافضل والاضمن.