الجمعة، 24 ديسمبر 2010

غزة.. نسخة بــ «العربية الفصحى» عن هيروشيما!

العدد 13494 - تاريخ النشر 23/12/2010
تاريخ الطباعة: 23/12/2010
اطبع

________________________________________
غزة.. نسخة بــ «العربية الفصحى» عن هيروشيما!
بيروت - ليدا فخرالدين
كما لو أنك أمام نسخة عربية - بالعربية الفصحى - عن هيروشيما. الاسرائيليون في حربهم على غزة استخدموا 33 مادة مُسرطنة، من بينها اليورانيوم والكروم والمغنيزيوم. هذه المواد بدأت تفعل فعلها الآن. حرب اشعاعية لمائة عام وربما اكثر. التداعيات البيوليوجية كارثية: طفل بنصف رأس!
أيضاً نسخة عربية - بالعربية الفصحى - عن الهولوكوست. وهذا ما نستنتجه من المعطيات، والمعلومات، والوقائع التي أوردها الناشط البيئي والاجتماعي اللبناني مازن عبود، الذي زار القطاع خلال هذا الشهر. أمضى هناك 3 أيام، وعاد ببانوراما مروعة عن المأساة.
كان مفترضاً أن يشارك وزير الاعلام طارق متري في المؤتمر، لكنه اضطر للتوجه إلى قصر بعبدا باتصال من رئيس الجمهورية.
وصف عبود غزة بــ «القنبلة الموقوتة». بالطبع، المعطيات التي استند اليها تختلف عن المعطيات التي استند اليها دافيد بن غوريون (أول رئيس حكومة في اسرائيل وكان يلقب بــ «النبي المسلح») عندما وصف القطاع منذ نحو نصف قرن بالقنبلة الموقوتة، متمنياً لو ينام ذات ليل ليستفيق وقد زالت غزة من الوجود.
قنبلة موقوتة، وقد تنفجر في أي لحظة، فالعذابات اليومية تزيد في التشدد الايديولوجي للناس، وإن كانت «حماس» - كما أشار عبود - تضبط الايقاع الديني والسياسي بمنتهى الدقة.
بتهذيب جمّ، قال إن «الاجراءات» لم تسمح له سوى بالالتقاء بعدد محدود من الناس، لكنه جال في أرجاء المدينة وشاهد، وسأل، والتقى طويلاً وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم. خلال اللقاء بدا أن غيوماً سوداً تحيط بالمكان، ليثبت أن السبب هو ذلك الطقس اليومي، حيث يتم حرق مستوعبات النفايات بعدما أصبح مكب النفايات داخل المنطقة العازلة.
أشار عبود إلى أن الحرب التي بدأت في 27 ديسمبر 2008 وانتهت في 18 يناير «لم تنته ابداً». الصواريخ والقذائف الاسرائيلية دمرت كل شيء: محطات الضخ، شبكات توزيع المياه، الثروات الزراعية، إذ جرف الاسرائيليون 17 في المائة من مساحة القطاع البالغة 365 كليومتراً مربعاً، وقضت على 1.4 مليون شجرة زيتون.

الزنزانة ازدادت ضيقاً
الزنزانة ازدادت ضيقاً، إذ إن المناطق العازلة اقتطعت نحو ثلث المساحة، بحيث إن معدلات السكان في الكيلومتر المربع الواحد ارتفعت على نحو مثير. هي 4010 اشخاص في المدينة تصل إلى 10 آلاف في المخيمات، لا سيما مخيمي جباليا والشاطئ، مما يهدد بانفجار ديموغرافي كبير.
يقول عبود إن القنبلة الديموغرافية تتدحرج الآن، إنما في وسط الشرق الأوسط.. ويدق جرس الانذار، فالحصار يأتي بنتائج عكسية. الناس يزدادون تشدداً وغضباً، وإذا كان بالامكان احتواء الوضع الآن، فمن تراه يستطيع أن يحتويه غداً؟ وهو يكشف - نقلاً عن مسؤولين في القطاع - عن ان غزة أصبحت تحت الأرض. شبكة هائلة من الأنفاق بعد تجربة الأرض المكشوفة (والمحروقة) أمام الطائرات الاسرائيلية.

الدورة البيولوجية
وتحدث عبود عن التقرير الذي وضعه فريق ايطالي ضم عدداً من اساتذة الجامعات والخبراء والناشطين في مجال حقوق الانسان. التقرير حمل العنوان التالي: New Weapon Report. هنا الكارثة الحقيقية حين يتبين أن الدورة البيولوجية في القطاع مهددة، فالفريق تحصّل على 95 عيّنة من شعر السكان (ومن الجثث) ليظهر أن المواد المسرطنة أدت إلى تدمير الأنسجة، والأخطر أنها تؤثر في هرمونات الولادة. وقد سجل ارتفاع ملحوظ في معدلات العقم، وهو الارتفاع الذي سيكون أكثر مأسوية «ولعلنا أمام مشهد من مشاهد الابادة المقنعة». هذا الذي حدث، خصوصاً أن المواد إياها، وبعضها اشعاعي، اصبح موجوداً في الهواء وفي التربة، وأيضاً في الخلايا وفي العظام أيضاً، ومن دون أن يأبه الاسرائيليون بالقانون الدولي.
لا، بل إن عبود سمع في غزة أن الاسرائيليين الذين ألقوا هناك 3 ملايين كيلوغرام من المتفجرات، أي بمعدل كيلوغرامين للشخص الواحد، يلاحقون في ايطاليا نفسها أعضاء الفريق الايطالي لمنعهم من نشر الحقائق المرعبة، التي عادوا بها من هناك.

منظمة الصحة
دعا عبود وسائل الاعلام العربية إلى «تحريك» منظمة الصحة العالمية لمعاينة الأوضاع في غزة وتقديم المساعدات اللازمة «لأننا أمام كارثة حقيقية»، ويزيد في كارثية الوضع أن سرعة الهواء هناك قد تكون الأخف في العالم. وهذا يؤخر عملية «غسل الهواء» وبقاء معدلات التلوث لفترة طويلة.
لكنه، يلاحظ أن ما يساعد هو عدم وجود مرتفعات أو جبال في القطاع، والا اختنق القطاع «وكنا أمام غرفة مقفلة على سكانها».

تناقص المياه قد يفضي إلى ترحيل السكان
آبار المياه في القطاع دمرت ومع اتساع المشكلة كما لو أن الاسرائيليين وضعوا خطة مستقبلية لترحيل أهل غزة، إذ إن القطاع يستهلك 140 مليون متر مكعب في السنة، فيما لا تزيد كميات المطر عن 40 مليون متر مكعب.
بعد سنوات لن تكون هناك مياه في القطاع، رغم تنفيذ خطط التقشف، والاستعاضة عن المزروعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه (الورود والأزهار) بالزيتون والنخيل. وثمة مشروع وضع لزراعة مليون شجرة زيتون، ونصف مليون شجرة نخيل.
وفي كل الأحوال، يشير عبود إلى ان المياه المستعملة الآن، بما فيها مياه الشفة، غير صالحة بنسبة 90 في المائة.

مزارع بحرية للأسماك
عبود قال إنه للمرة الأولى يرى مزارع بحرية لتربية الأسماك، ليبدي اعجابه بالسكان هناك والذين يعملون، على نحو خارق، من أجل البقاء. وللمثال، فهم انتجوا سماداً عضوياً من بقايا نباتية، انه سماد نظيف برائحة نباتية. كما انه اختراع فلاحي اهل غزة بما تعنية الكلمة...

ماذا لو تكررت تجربة القطاع في لبنان؟
الناشط البيئي يطرح هذا السؤال: ماذا لو نقل الاسرائيليون تجربة غزة إلى لبنان؟ ليشير إلى أن لبنان مهدد، في أي وقت بحرب ضده، ولهذا فهو يدعو اللبنانيين والعرب، إلى ان يرفعوا الصوت من اجل غزة، إذ لا شيء يقف ضد اسرائيل التي تقفز فوق القانون الدولي ليس فقط من أجل أن تزرع الخراب إبان الحرب، وإنما من أجل أن تزرع الخراب لمائة عام.









________________________________________
جريدة القبس

غزة.. نسخة بــ «العربية الفصحى» عن هيروشيما!

العدد 13494 - تاريخ النشر 23/12/2010
تاريخ الطباعة: 23/12/2010
اطبع

________________________________________
غزة.. نسخة بــ «العربية الفصحى» عن هيروشيما!
بيروت - ليدا فخرالدين
كما لو أنك أمام نسخة عربية - بالعربية الفصحى - عن هيروشيما. الاسرائيليون في حربهم على غزة استخدموا 33 مادة مُسرطنة، من بينها اليورانيوم والكروم والمغنيزيوم. هذه المواد بدأت تفعل فعلها الآن. حرب اشعاعية لمائة عام وربما اكثر. التداعيات البيوليوجية كارثية: طفل بنصف رأس!
أيضاً نسخة عربية - بالعربية الفصحى - عن الهولوكوست. وهذا ما نستنتجه من المعطيات، والمعلومات، والوقائع التي أوردها الناشط البيئي والاجتماعي اللبناني مازن عبود، الذي زار القطاع خلال هذا الشهر. أمضى هناك 3 أيام، وعاد ببانوراما مروعة عن المأساة.
كان مفترضاً أن يشارك وزير الاعلام طارق متري في المؤتمر، لكنه اضطر للتوجه إلى قصر بعبدا باتصال من رئيس الجمهورية.
وصف عبود غزة بــ «القنبلة الموقوتة». بالطبع، المعطيات التي استند اليها تختلف عن المعطيات التي استند اليها دافيد بن غوريون (أول رئيس حكومة في اسرائيل وكان يلقب بــ «النبي المسلح») عندما وصف القطاع منذ نحو نصف قرن بالقنبلة الموقوتة، متمنياً لو ينام ذات ليل ليستفيق وقد زالت غزة من الوجود.
قنبلة موقوتة، وقد تنفجر في أي لحظة، فالعذابات اليومية تزيد في التشدد الايديولوجي للناس، وإن كانت «حماس» - كما أشار عبود - تضبط الايقاع الديني والسياسي بمنتهى الدقة.
بتهذيب جمّ، قال إن «الاجراءات» لم تسمح له سوى بالالتقاء بعدد محدود من الناس، لكنه جال في أرجاء المدينة وشاهد، وسأل، والتقى طويلاً وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم. خلال اللقاء بدا أن غيوماً سوداً تحيط بالمكان، ليثبت أن السبب هو ذلك الطقس اليومي، حيث يتم حرق مستوعبات النفايات بعدما أصبح مكب النفايات داخل المنطقة العازلة.
أشار عبود إلى أن الحرب التي بدأت في 27 ديسمبر 2008 وانتهت في 18 يناير «لم تنته ابداً». الصواريخ والقذائف الاسرائيلية دمرت كل شيء: محطات الضخ، شبكات توزيع المياه، الثروات الزراعية، إذ جرف الاسرائيليون 17 في المائة من مساحة القطاع البالغة 365 كليومتراً مربعاً، وقضت على 1.4 مليون شجرة زيتون.

الزنزانة ازدادت ضيقاً
الزنزانة ازدادت ضيقاً، إذ إن المناطق العازلة اقتطعت نحو ثلث المساحة، بحيث إن معدلات السكان في الكيلومتر المربع الواحد ارتفعت على نحو مثير. هي 4010 اشخاص في المدينة تصل إلى 10 آلاف في المخيمات، لا سيما مخيمي جباليا والشاطئ، مما يهدد بانفجار ديموغرافي كبير.
يقول عبود إن القنبلة الديموغرافية تتدحرج الآن، إنما في وسط الشرق الأوسط.. ويدق جرس الانذار، فالحصار يأتي بنتائج عكسية. الناس يزدادون تشدداً وغضباً، وإذا كان بالامكان احتواء الوضع الآن، فمن تراه يستطيع أن يحتويه غداً؟ وهو يكشف - نقلاً عن مسؤولين في القطاع - عن ان غزة أصبحت تحت الأرض. شبكة هائلة من الأنفاق بعد تجربة الأرض المكشوفة (والمحروقة) أمام الطائرات الاسرائيلية.

الدورة البيولوجية
وتحدث عبود عن التقرير الذي وضعه فريق ايطالي ضم عدداً من اساتذة الجامعات والخبراء والناشطين في مجال حقوق الانسان. التقرير حمل العنوان التالي: New Weapon Report. هنا الكارثة الحقيقية حين يتبين أن الدورة البيولوجية في القطاع مهددة، فالفريق تحصّل على 95 عيّنة من شعر السكان (ومن الجثث) ليظهر أن المواد المسرطنة أدت إلى تدمير الأنسجة، والأخطر أنها تؤثر في هرمونات الولادة. وقد سجل ارتفاع ملحوظ في معدلات العقم، وهو الارتفاع الذي سيكون أكثر مأسوية «ولعلنا أمام مشهد من مشاهد الابادة المقنعة». هذا الذي حدث، خصوصاً أن المواد إياها، وبعضها اشعاعي، اصبح موجوداً في الهواء وفي التربة، وأيضاً في الخلايا وفي العظام أيضاً، ومن دون أن يأبه الاسرائيليون بالقانون الدولي.
لا، بل إن عبود سمع في غزة أن الاسرائيليين الذين ألقوا هناك 3 ملايين كيلوغرام من المتفجرات، أي بمعدل كيلوغرامين للشخص الواحد، يلاحقون في ايطاليا نفسها أعضاء الفريق الايطالي لمنعهم من نشر الحقائق المرعبة، التي عادوا بها من هناك.

منظمة الصحة
دعا عبود وسائل الاعلام العربية إلى «تحريك» منظمة الصحة العالمية لمعاينة الأوضاع في غزة وتقديم المساعدات اللازمة «لأننا أمام كارثة حقيقية»، ويزيد في كارثية الوضع أن سرعة الهواء هناك قد تكون الأخف في العالم. وهذا يؤخر عملية «غسل الهواء» وبقاء معدلات التلوث لفترة طويلة.
لكنه، يلاحظ أن ما يساعد هو عدم وجود مرتفعات أو جبال في القطاع، والا اختنق القطاع «وكنا أمام غرفة مقفلة على سكانها».

تناقص المياه قد يفضي إلى ترحيل السكان
آبار المياه في القطاع دمرت ومع اتساع المشكلة كما لو أن الاسرائيليين وضعوا خطة مستقبلية لترحيل أهل غزة، إذ إن القطاع يستهلك 140 مليون متر مكعب في السنة، فيما لا تزيد كميات المطر عن 40 مليون متر مكعب.
بعد سنوات لن تكون هناك مياه في القطاع، رغم تنفيذ خطط التقشف، والاستعاضة عن المزروعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه (الورود والأزهار) بالزيتون والنخيل. وثمة مشروع وضع لزراعة مليون شجرة زيتون، ونصف مليون شجرة نخيل.
وفي كل الأحوال، يشير عبود إلى ان المياه المستعملة الآن، بما فيها مياه الشفة، غير صالحة بنسبة 90 في المائة.

مزارع بحرية للأسماك
عبود قال إنه للمرة الأولى يرى مزارع بحرية لتربية الأسماك، ليبدي اعجابه بالسكان هناك والذين يعملون، على نحو خارق، من أجل البقاء. وللمثال، فهم انتجوا سماداً عضوياً من بقايا نباتية، انه سماد نظيف برائحة نباتية. كما انه اختراع فلاحي اهل غزة بما تعنية الكلمة...

ماذا لو تكررت تجربة القطاع في لبنان؟
الناشط البيئي يطرح هذا السؤال: ماذا لو نقل الاسرائيليون تجربة غزة إلى لبنان؟ ليشير إلى أن لبنان مهدد، في أي وقت بحرب ضده، ولهذا فهو يدعو اللبنانيين والعرب، إلى ان يرفعوا الصوت من اجل غزة، إذ لا شيء يقف ضد اسرائيل التي تقفز فوق القانون الدولي ليس فقط من أجل أن تزرع الخراب إبان الحرب، وإنما من أجل أن تزرع الخراب لمائة عام.









________________________________________
جريدة القبس

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

Ghaza Environmental Situation


الحرب الفعلية بدأت الآن بمعناها البيئي التدميري


اسرائيل رمت القطاع بنصف مخزونها واستخدمت اسلحة محظرة


تقارير وفد ايطالي اظهرت وجود مواد مسرطنة ومسببة للعقم


وطنية - 22/12/2010 عقد الخبير البيئي مازن عبود مؤتمرا صحافيا في وزارة الاعلام، في حضور مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص ممثلا الوزير الدكتور طارق متري والمدير العام لوزارة البيئة بيرج هتجيان، وسلط عبود الضوء على التقرير الاولي حول الجولة الاستطلاعية التي قام بها وتجمع الاطباء في لبنان للوضع البيئي في قطاع غزة وجمع المعلومات اللازمة في هذا الاطار.


ورحب قصاص بالاعلاميين وبعبود "الناشط البيئي الذي يسعى لمصالحة اللبنانيين مع بيئتهم ليجعل منها بيئة غير ملوثة وسليمة ونظيفة، خصوصا انها تعاني مشاكل كثيرة لا عد لها ولا حصر، وقد تفوق بخطورتها كل المشاكل التي يعانيها اللبنانيون هذه الايام".


ثم تحدث عبود عن الاهداف والظروف التي احاطت بزيارة الوفد ما بين السادس عشر والتاسع عشر من كانون الاول الحالي، فأشار الى "اللقاءات التي تمت مع رئيس سلطة جودة البيئة الدكتور كامل ابراهيم، رئيس بلدية خان يونس الاستاذ محمد جواد عبد الخالق الفرا ومدير وحدة المشاريع والتخطيط المهندس بهاء الدين الآغا، مدير التعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتور مدحت عباس ووزير الصحة في حكومة حماس الدكتور باسم نعيم".


وقال: "قمنا بعدد من الجولات الميدانية على عدد من المواقع للاطلاع على بعض المشاريع ومشكلات القطاع والوسائل التي يعتمدها الفلسطينيون لمواجهة وتحدي الوضع القائم في قطاع غزة التي تشكل منبسطا من الارض تبلغ مساحته 365 كلم مربعا أي ما يعادل 1,33 في المئة من مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتتمتع بمناخ هو مزيج من المناخ الصحراوي والجاف ومناخ البحر المتوسط الرطب مع رياح شمالية غربية بسرعة منخفضة جدا.

اما السواد الاكبر من تربة غزة فهو رملي وتقدر كمية الامطار التي يتلقاها القطاع سنويا ب 120 مليون متر مكعب تمتص الارض منها ما يناهز الاربعين مليونا، علما ان اقتصاد غزة هو ريعي يقوم على المساعدات التي تعتمدها الحكومة لتغطية النفقات الى حدود 85 في المئة. وتشكل ثلث اراضي القطاع منطقة عازلة ما بين غزة واسرائيل والكثافة السكانية هي 4010 افراد في الكلم المربع الواحد، وتصل الى حدود عشرة الاف في مخيم جباليا مما يجعل القطاع من اكثر الامكنة كثافة سكانية في العالم. ويتوالد اهل القطاع بمعدل وسطي يفوق 35 في المئة مما يهدد بانفجار سكاني كبير وخطر داهم على الموارد الطبيعية في هذه البقعة الصغيرة مما يعني مشاكل بيئية حقيقية في الصرف الصحي والنفايات وغيرها".


واشار الى "محاور ثلاثة يتضمنها المؤتمر، اولها تأثيرات الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في كانون الاول 2008 واستمرت حتى 18 كانون الثاني 2009، فكان ان طالت تأثيراتها المحيط الطبيعي للقطاع كما البنى التحتية مثل محطات الضخ وشبكات توزيع المياه ومحطات تكرير المياه المبتذلة ومكب النفايات الصلبة والثروة السمكية والحيوانية والزراعية، وبلغت مساحة الاراضي التي جرفت خلال العدوان 18520 دونما من الزيتون والنخيل بما يقدر بمليون و400 الف شجرة، مع الاشارة الى ان عشرين بالمئة من البالغين و30 بالمائة من اطفال غزة يعانون مشاكل نفسية".


ولفت الى ان "خسائر الاقتصاد الفلسطيني نتيجة العدوان على غزة قدرت بأربعة مليارات دولار اميركي على الاقل، فقد تم تدمير 14 بالمئة من المباني بشكل كلي و17 بالمئة من الاراضي الزراعية. فكان ان تهدم 5000 الاف منزل و300 منشأة صناعية و110 مقرات حكومية و100 مسجد بشكل كلي وخمسين الف وحدة سكنية بشكل جزئي، فتراكم آلاف الاطنان من النفايات الصلبة في الطرق، هذا بالاضافة الى تسعة آلاف طن من النفايات الطبية.

واقفل موقع فرز ومكب طمر النفايات المعروف بمكب GTZ فترة ما بعد الحرب لتواجده في المنطقة العازلة مع اسرائيل. كما دمرت اسرائيل المختبرات والاجهزة العلمية في القطاع بشكل منهجي وذلك بهدف منع قياس وتحديد الملوثات التي حوتها الاسلحة الاسرائيلية التي استعملت في الحرب".


واشار الى ان "اسرائيل رمت على غزة نصف مخزونها العسكري أي ثلاث ملايين كليوغرام من الذخائر، ما يقدر بكيلوغرام للشخص الواحد و8220 كليوغراما لكل متر مربع من مساحة القطاع، وتشير بعض التقارير المرتكزة على فحص الجثث والاصابات والتربة، الى ان العدو استخدم عددا من الاسلحة المحظرة عالميا كقنابل الفوسفور الابيض وقنابل الدايم والاسلحة التي تحوي اليورانيوم المخصب.
وعلى ما يبدو فإن اسرائيل قد تقصدت ضرب البيئة ومقومات الحياة الغزية بدليل استهداف محطة تكرير الصرف الصحي في غزة مثلا، المعروفة بمحطة الشيخ عجلين، مما تسبب بتلوث 55 دونما من الاراضي المجاورة للمحطة، وبدليل جرف الاراضي الزراعية وشبكات المياه".


وتحدث عبود عن مشكلة "المياه في القطاع المحاصر مما يعني احتمال فقدان المياه العذبة بعد بضع سنوات، علما ان التقارير تشير الى ان المياه غير صالحة للاستخدام المنزلي او للشرب"، مشيرا الى ان "الحرب الفعلية بدأت الان بمعناها البيئي التدميري خصوصا المواد المسرطنة التي ظهرت بعد معاينة جثث الشهداء الفلسطينيين كما الاصابات والتربة من قبل وفد مؤسسة "جازيلا" الايطالية، وطرح الوفد السؤال حول امكان استعمال اسرائيل المواد السامة والمسرطنة في حربها ضد غزة مع ظهور حالات تشوه كبيرة عند اطفال وسكان غزة.

واظهرت التقارير التي وضعها الوفد وجود مواد مسرطنة مثل اليورانيوم والكاديوم والمركوري والكروم والنيكل والكوبلت والنحاس على جثث الشهداء الفلسطينيين والجرحى مما يؤدي الى الاصابة بالسرطان وتشوه الانسجة، اضافة الى مواد يمتصها الجلد مثل الالومنيوم والكروم وغيرها ومواد تؤثر على معدلات التوالد مسببة نقص الخصوبة والعقم مما يعني ان الغزيون يعيشون الان في محيط سام للغاية، أي ان اسرائيل استخدمت اسلحة محظرة دوليا في حربها على غزة".


واشار الى تخوفه من ان "تحدث مثل هذه التجربة في لبنان"، مشددا على "الوعي الانساني لاننا معرضون لحرب اسرائيلية على الاراضي اللبنانية قد تستخدم فيها المواد المسرطنة ذاتها التي استعملتها في عدوانها على غزة". وتمنى متوجها الى منظمة الصحة العالمية "ارسال وفد الى غزة للاطلاع ميدانيا على واقع القطاع".


ولفت الى "مدينة تحت الارض توازي مدينة غزة فوق الارض وبالتالي لا تستطيع اسرائيل متابعة تحركات حماس العسكرية"، موضحا انه بنى استنتاجه على "ما رواه الغزيون الذين بنوا الانفاق تحت الارض تخوفا من خطر سلاح الجو الاسرائيلي"، معتبرا ان "الحصار يعطي نتيجة عكسية وعلى دول العالم اعادة النظر في هذا الاطار"، مشيرا الى "الوسائل التي يلجأ اليها الغزيون للتأقلم مع الوضع القائم على الصعيد الزراعي والبيئي مثل زراعة اشجار او نباتات لا تحتاج الى الري لتوفير المياه".


واشار عبود الى "ضغوط يتعرض لها الوفد الايطالي الذي قام بالمسح الميداني لطمس الحقائق التي يتضمنها التقرير وهو ما اشار اليه وزير الصحة في حكومة حماس الدكتور باسم نعيم".


==========س.م

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

عيد عمانوئيل وصبي


عيد عمانوئيل وصبي
بقلم مازن عبّود

النهار في 19-12-2010
لقد كان الميلاد ايضا عيد "عمانوئيل"، بحسب خوري محلته "يوئيل" الشيخ الذي ظنّ الاولاد انه هو من ادخل يسوع الى الهيكل، ومن ثمّ رحل عن دنيانا في خضم تلك السنة العاصفة والمثلجة من ذلك العقد.
الا انّ الصبي حينها ما استطاع ان يميّز ما بين "عمانوئيل" و"عزرائيل" الذي كان جده يخشاه. فكان ان حمل تسمية الكاهن الجديدة للعيد ممسوخة (عيد عزرائيل) الى جده الذي سرعان ما اغتاظ، فراح يصرخ ناعتا الصبي بالكافر، وحرمه من منحه المالية لتلك الفترة.

كما اعتبر الجد أنّ تأثير الحركات اليسارية قد بدأت تطال عقول الصغار، فكان ان ثار على الشيطان واتباعه، وبخاصة "يعقوب المندوب" والشبيبة المجانين اتباعه من اصحاب النظريات الماركسية.
بكى الصبي من هيجان الجد، وزرف دموعا حارة ليلتها. كيف لا وقد ضاع عليه رضى من يمسك بيده المصادر المالية.
لم يستطع ان يدرك ليلتها، لما تصرف جده الهادئ معه بتلك القساوة. فكان ان ابلغته جدته صبيحة اليوم التالي، مغزى ما قال.
فعلم عندها انّ عمانوئيل الذي يتكلم عنه الكاهن الكهل هو يسوع الملاك الاتي الينا. اما عزرائيل الذي ابلغ عنه جده خطئا، هو الملاك الساقط الذي يقبض على الارواح. والجد كان خائفا من الموت.
فكان ان لعن الصبي سرا الاجداد والعربية واليونانية والارامية واللاهوت وكلام الكهنة الكهلة.
وراح يتحسر على المال الفائت جراء جهله لقواعد اللاهوت والكتب المقدسة.
وعوضا عن ذلك، فاضت عليه جدته ايفا (حواء) بالكثير من قصصها حول عمانوئيل والانبياء والميلاد. فكان ان اعجب بقصة "دانيال النبي وحلم ملك بابل نبوخذ نصر"، حيث انّ الملك ادرك في الحلم انّ صخرا نزل من جبل، ودمّر التمثال الواحد الذي كان ينظر اليه الملك نبوخذ نصر ويتعبّد له اهل بابل وقتها.

وسرّ جدا لمّا عرف انّ النبي دانيال فسّر للملك انّ الصخر غير المقطوع من الجبل يرمز لعمانوئيل (الله معنا) اي ربّه- طفل الميلاد الذي سيدمّر الوثنية كعصافة بيدر تحملها الريح، ويقلعها من جذورها.

فرح لمّا عرف ان الربّ ابلغ نبوخذ نصّر الملك عن نشؤ مملكته التي تثبت الى الابد، والتي تقضي للفقير والمظلوم والمعوز. الا انه فضّل لو انّ ذلك الصخر قد غمر المكان من دون ان يدمّر التمثال، الذي لو ابقي عليه لكان سلوة جيدة للاولاد، وبخاصة ان بعضه كان مصنوعا من الذهب والفضة. فالذهب والفضة تباع بغية شراء اطنان من الالعاب التي تغني من يقتنيها وتعزز وضعه الصبياني في المحيط، فيضحي زعيما لكل اولاد البلدة.


كما فهم الصبي من جدته انّ عمانوئيل (الله معنا) ينحدر في ميلاد كل سنة من السماء ويستقر في المغارة. الا انه اغفل ما اوردته له ايضا حواء- جدته عن العذراء التي تلد صبيا دون ان تتزوج. فالعذرية كانت كلمة لم يتمكن احد من شرحها له مخافة الافضاء بكل اسرار الحياة. اما التوالد فقد فهمه انه كان عطية سرية من الله، بحيث يوضع الطفل او الطفلة في احشاء المرأة، دون ان يكون لذلك علاقة بالجنس والرجال.


هذا وقد سمع في الخدم ما قبل العيد الكنسية عن ملكيصادق وكهنوته الابدي:" قسم الله ولن يندم، انت الكاهن الى الابد على عرش ملكيصادق". ولمّا سأل عن ذلك عرف انّ ذلك الملك الكاهن يرمز ايضا الى يسوع. فكان ان اختلطت عليه امور العهد القديم ورموزها، فأضحى رأسه الصغير يدور، الى احد انه اغفل بعض المعطيات وقتيا. فكان ان قرر ان يرّكز على عمانوئيل وقصص جدته حواء.

فكان ان اضحى يترقب يوميا لحظة نزول يسوع الملاك الى محلته التي جعلها في مخيلته "بيت لحم". فصار ينظر، ومن نافذة المنزل، الى حركة الغيوم التي اعتقد انها تشكل سلّم عمانوئيل الى المغارة.

راح يتفحص الغيوم ويتأكد من جودتها في حمل الاله المنتظر الى اسفل. وامسى مهتما بمغاور محلته، فراح يستفسر عن اماكن وجودها في الجبال. وصار يشكّل خلسة بعثات استكشافية من اولاد فرقته للبحث عنها.

هذا ومضى يتدرّب مع "يوسف" ابن "اسماء" و"الرامي" ابن "الميلاد" واخيه "الوليد" على مواجهة جيوش "هيرودس"، الذي عرف من جدته بأنه كان يسعى الى قتل المسيح. فحماية عمانوئيل واجب من الملوكين الظالمين.

وكان ان نشأت علاقة مودة، من طرف واحد، بينه وبين ملوك فارس، لمّا عرف عنهم بأنهم يأتون في كل عام لتقديم الهدايا والسجود لعمانوئيل. هذا وقد اقسم ذلك الصبي انه سيرد لهم معروفهم حتى لو بالسياسة عندما يكبر.


كما راح، في كل مرة يمرّ في تخوم منزل"راحيل" صديقة جدته، يستلّ سيفه الخشبي ويصيح :"لا تخاف يا عمة "رحيل "، يا حبيبة جدتي "حواء".

لا، لا تخاف يا امرأة، لاني لن ادع هذا اللعين "هيرودس" يقتل اولادك، كما درجت عادته.

الا فاعلمي انّ سيوف اولاد الحي تحميكي وتردّ الغيّ عن نسلك. نعم، ولتتحضر ابتك مريم الجميلة لولادة عمانوئيل، ولتفخر بولدها الالهي المنتظر النازل اليها من الغيم!!!". وكانت العجوز تسرّ بذلك وترسل له ال "سكر النبات".

واخذ يتردد في تلك الحقبة على قبو اخ جده "وديع" حيث كان ينتصب في وسط البهائم فيلقي، في الماعز والحمار الاغرش، خطبة، فيقول : "يا بهائم "وديع" استعدو لانكم ستدفؤن مزود ابن داوود ومنقذ العالم... اما انت يا اغرش فافتخر لانكن ستحمل على ظهرك "مريم" البتول وتأخذها الى حيث آمرك ان تذهب، عشية الميلاد".

وكان يوافي ذلك المكان يوميا الى ان اكتشف امره اخ جده "وديع" فأقصاه عن حظيرته خوفا من ان تطال عدوى جنون الصبي بهائمه. فكان ان حذّر الصبي الكهل من عمانوئيل وغضبه. كما امسى يزور الرعاة كثيرا للتعرف على قصصهم حتى قيل في اوساطهم عنه، انّ اباه قد ولد ابنا نجيبا.


وكان يخاطب، وفرقته، خرائب المحلة مبشرا اياها باستعادة ايامها تماما كما سيحصل ل"زبلون ونفتالين" . لما لا ورسول الرأي العظيم قادم الى العالم كي يفك المكبلين ويقصي الظالمين ويعيد الحياة الى الخراب ويقيم مملكة العدل التي لا تفنى!!


لقد عشق الصبي عيش احداث الكتاب المقدس وشخصياته، فقد احسّ ان ذلك يعطي قيمة لوجوده.
ثمّ صار في كل سنة يكبر قليلا، ومع تقدمه في الايام تتبدل مفاهيم الميلاد عنده. فاضحى مع الايام يعي ان المغارة هي قلبه، وانّ مريم هي البشرية، وانّ هيرودس المتسلط هو متغيير، يتجدد مع كل عهد.

وادرك انّ مملكة رسول الرأي العظيم ليست في دنيانا. الا انه اختار ان يكون شاهدا لرسول الرأي العظيم. فراح يكتب. وامسى مع كل ميلاد يحضّر قلبه لاستقبال الطفل الالهي، في عالم يحكمه عزرائيل.

احبّ عمانوئيل لانه اله الرجاء، وهو كان غارقا في الاحباط والخطايا والاشياء الصغرى. وكان يصلي كي يثبّته المولود الالهي في الرجاء، فيبدد احزانه.


امسى الميلاد له آيات من اشعياء وترنيمات. كما اضحى في يقينه محطة يسترجع فيها نضالاته واخفاقاته في سبيل عالم افضل.

هذا ومازال الشاب يستلّ سيفه الخشبي كي يدافع عن "رحيل" واخواتها كل ما استطاع الى ذلك سبيلا. واضحى مع كل ميلاد، يتحسّر على نفسه، لانه ليس على قدر آمال ربّ الميلاد المتجسد الذي انحدر كي يرفعه، وافتقر كي يغنيه، وتجسد كي يؤلّهه.


ادرك صاحبي انّ الميلاد بوابة العالم، اي بوابة الاقمصة. نعم، لقد ايقن انّ الميلاد حركة عامودية الى تحت، تكتمل بحركة موازية الى فوق، عبر الموت الذي يضحي صعودا الى السماء بالقيامة، ان عرف ان يعيش في حمى رسول الرأي العظيم.

فامسى يردد، في كل ميلاد، مع اشعياء: " لن يخيم ظلام على من تعاني الضيق...الشعب السالك في الظلام ادرك نورا عظيما، والمقيمون في ارض ظلال الموت يطلع عليهم نور...".
لقد تغيّر الصبي، وعالمه زال مع الطفولة، الا انّ الرجل ما ينفكّ يستضيف طيف الصبي، الذي يمثّل عمانوئيل والرجاء في مواجهة الاحباط وعزرائيل
.

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

موقف على هامش العاصفة الاخيرة

14/12/10 13:55
متفرقات - عبود: لاعادة النظر في فوضى تكاثر اللوحات الاعلانية على الطرق


وطنية - 14/12/2010 دعا الناشط والمستشار البيئي مازن عبود في تصريح له اليوم،وزير الاشغال العامة والنقل الى "ان يكون عهده خاليا من اي قوننة لتعديات بحرية جديدة في لبنان وزمنا يعاد فيه النظر في ازالة المخالفات القديمة في هذا الاطار".


وابدى تخوفه من "عرض ملف مشروع تعد بحري جديد في مدينة جونيه على جدول المجلس الاعلى للتنظيم المدني".


وقال:" ان العاصفة كشفت مدى خطورة غابات اللوحات الاعلانية على سلامة المرور في الطرقات العامة نتيجة وقوعها".


واعتبر "أن المراجع المختصة في الدولة، وعلى اثر ما جرى، هي مدعوة لاعادة النظر في فوضى تكاثر وانتشار اللوحات الاعلانية على الطرقات العامة، ودرس مدى ترابطها مع تزايد حوادث السير".


واوضح "ان معظم الاضرار البحرية للعاصفة قد حصلت في مواقع التعديات البحرية"، معتبرا "ان الطبيعة لا تعترف بالقوانين الوضعية للمجالس النيابية، اذا لم تتفق مع القوانين الطبيعية". =====================ا.ش

موقف على هامش العاصفة الاخيرة

14/12/10 13:55
متفرقات - عبود: لاعادة النظر في فوضى تكاثر اللوحات الاعلانية على الطرق


وطنية - 14/12/2010 دعا الناشط والمستشار البيئي مازن عبود في تصريح له اليوم،وزير الاشغال العامة والنقل الى "ان يكون عهده خاليا من اي قوننة لتعديات بحرية جديدة في لبنان وزمنا يعاد فيه النظر في ازالة المخالفات القديمة في هذا الاطار".


وابدى تخوفه من "عرض ملف مشروع تعد بحري جديد في مدينة جونيه على جدول المجلس الاعلى للتنظيم المدني".


وقال:" ان العاصفة كشفت مدى خطورة غابات اللوحات الاعلانية على سلامة المرور في الطرقات العامة نتيجة وقوعها".


واعتبر "أن المراجع المختصة في الدولة، وعلى اثر ما جرى، هي مدعوة لاعادة النظر في فوضى تكاثر وانتشار اللوحات الاعلانية على الطرقات العامة، ودرس مدى ترابطها مع تزايد حوادث السير".


واوضح "ان معظم الاضرار البحرية للعاصفة قد حصلت في مواقع التعديات البحرية"، معتبرا "ان الطبيعة لا تعترف بالقوانين الوضعية للمجالس النيابية، اذا لم تتفق مع القوانين الطبيعية". =====================ا.ش

الأحد، 12 ديسمبر 2010

حرائق ومحرقات لبنان جبل اللبان

حرائق ومحرقات لبنان جبل اللبان

بقلم مازن ح. عبّود

سألتني ابنة نسيبتي، وهي في السابعة، ما اذا كان الشعب يحرق غابات واحراش لبنان كلبان وبخور لتمجيد آلهة البلد، تماما كما يقوم المسيحيون في خدماتهم لتكريم ربهم؟؟
فأشرت بأن لا طبعا، الا اني بدوت مقتنعا معها بانّ زعمائنا يحتاجون بالفعل الى كل هذا القدر من البخور لدرء وخزات العيون الحاسدة عنهم.

وابلغتها انّ المساحات الخضراء في لبنان سرعان ما ستنقرض فتحلّ حصرا في حدائق الزعماء والمقتدرين وبعض الامكنة الوعرة في الجبال التي لم تصلها الطرق بعد. وطلبت منها ان تستمتع بالاشجار والخضار ما دام قد كتب لها ان تعيش في هذا الزمن، كي تبلغ اولادها من بعدها عن لبنان بصورته الحالية.


فما جرى خلال كانون الاحمر الحالي يطرح بقوة سرعة صيرورة هذه الواقعة. فكانون الاحمر من العام 2010، قد شهد خلال اسبوعه الاول عشرات الحرائق التي لامست معدلات المايات. حرائق قضت على مايات الدونومات من الغابات والمساحات الخضراء، لكن عطّرت الجو!!!
حرائق اظهرت عقم صنّاع القرار وسخافة ممارساتهم. وكالعادة لم نعرف من المسؤول عن عقم التصدي للنيران، ولم نسمع بمحاولة استقالة وزير واحد كي يحفظ بذلك ماء وجه البلد.


لم نسمع تبريرا واحدا معقولا. لم نعرف لما لم تطور خطة مكافحة الحرائق التي اقرتها حكومة الرئيس السنيورة جهة ايجاد آلية و جهة تتولى تنفيذها كي توضع قيد التنفيذ، فنحمي لبنان الذي نحب ممن لا نحب؟؟؟


لقد الغي الدعم عن المازوت وذلك درءا لاستغلال التجار والفاسدين لعطية الحكومة للمواطن الجبلي في لبنان. فكان ازدياد في استعار الحرائق المفتعلة في عدد من المواقع كفتري مثلا. لذا، فانّ وزير الطاقة والمياه مدعو اليوم الى اعادة دعم المازوت لزوم تدفئة ابناء القرى، لكن في صيغة جديدة تحفظ حقوق الدولة والناس من التجّار والمهرّبين. ولينكبّ جهابظة السياسات على ايجاد هذه الصيغة السحرية.


هذا ومن غير المسموح بعد اليوم، ان لا تقوم الضابطة العدلية بتقديم مسببي الحرائق الى العدالة لمحاكمتهم، فيكونو درسا لغيرهم. ما عاد مبررا وجود ضابطة عدلية لا تجد الجاني!!!
كما انّ العلي مشكور بالفعل على حله ازمة الحرائق التي كانت ستلتهم حتما قرى ومساحات خضر لا تقدر بثمن، ولتسلم الموضوعات اليه تعالى، ولتذهب الحكومات والوزارات المتقاعسة الى غير رجعة.

وليترأف العلي بنا، فيستيقظ الشعب او بعض من ممثليه فيتوجهون مثلا بأسئلة واستجوابات الى حكومة الوحدة الوطنية في هذا الاطار. ولنأمل بأنّه من الممكن مثلا ان يحجب مجلس النواب الثقة عن وزير قد يثبت تقصيره. ولنطلب من ربنا مثلا ان يفكّ سحر الزعماء عن الشعب، فيدرك الناس عندها انّ عندهم وزراء ومرجعيات ولكن ليس لديهم مسؤولين في وقت الازمات كي يسائلونهم!!!

مسكين انت يا لبنان الاخضر بتصحر عقول هذا الجيل وعقم ساسته!!! مسكين انت يا بلدي بنظامك وديمغرافيتك وموقعك الجغرافي!! فالى زوال انت بوجهك الجميل... والى ازدهار هي الوجوه الصفراء وغابات الباطون والمساحات الجوفاء!!!

واني آمل ان ارحل عن هذا العمر قبل ان يزدهرو هم، وانت تزول. الا يا اله لبنان، انت املي الوحيد وعليك الاتكال كل الاتكال كي تصون البلد...

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

الاستقلال... والرقص مع الذئاب

الاستقلال... والرقص مع الذئاب

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1712&ChannelId=40113&ArticleId=393&Author=%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%86%20%D8%AD%20%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF



مازن ح عبود

«ترى، كيف يراقص «موغلي» الذئاب دون ان يسقط فريستها؟»
من اقوال صبي صغير من الجمهورية

سألني جان مارك، ابن صديق لي، خلال محادثة هاتفية معه، عمّا اذا كنت استمتعت بعيد «Dépendence « لهذا العام؟ والصبي التهم «In»، عن قصد، او غير قصد، من عبارة الاستقلال «Independénce» في لغة راسين. فكان ان اضحى الاستقلال معه تبعية «dépendence» لفظية.

ذهلت من كلام محدثي الصغير، ورحت اتأمل في معاني عملته اللغوية.

لم ينته الحوار مع الصبي عند هذا الحد، بل راح الصبي يستجوبني هاتفيا عن هوية المسؤولين الذي جعلوا لبنان قبيحا بهذا الشكل، فقتل من قتل، وشرّد من شرّد، واجيزت المخالفات والحرائق والتلوث والازمات.

ومن ثمّ استطرد مستفسرا عمّا اذا كانوا قد نالوا عقابهم جراء ذلك. لم استطع ان اعلق على كلام الصبي المسؤول، بل تذكرت مقطعا من كتاب لويس مامفورد «ظروف الانسان» الذي اعتبر فيه الكاتب، ان روما راحت تدهورت زمانا قبل وقوعها بيد البرابرة.


فحسبه انّ روما دخلت طور التدهور، لمّا راح كل قائد من قادتها يبحث عن تأمين استقراره السياسي متهربا من اداء واجباته وتحمل مسؤولية الازمات. وبالفعل هذا ما حصل ويحصل في بلدي، ومنذ عقود. فالاقدار شاءت ان لا يكون تاريخيا في بلدي مسؤولون بل حكّام منتدبون يملكون ولا يحكمون. تضيع المسؤوليات، حتى في اتفه المسائل. فلا يخرج احد ويقول مثلا انا مسؤول عمّا جرى.

انّ في الساسة لا يخشون محاسبة الناخب ومساءلته، بل يتوجسون من المثول في حضرة حكّام المنطقة ممن يمسكون بشريحتهم. والبلد فيلم طويل يتتبعه الرأي العام العربي المتعطش الى الاحداث والحراك، بإمعان واهتمام شديديّن.

وقد حفظ المواطن العربي اسماء ساستنا كما تحفظ جارتنا «ليندا» اسماء ابطال المسلسلات التركية.
شعرت بصعوبة بالغة في فهم وتبسيط ما سأقدمه للصبي»جان مارك»، الذي بلغ من العمر مسافة اكثر بقليل من عقد ونصف من السنين. والاولاد في عمره يرون الدنيا من حولهم بالابيض والاسود حصريا. احجمت عن الكلام معه للحظات، وذلك كي اتمكن من اعادة صياغة الطبق الذي انوي تقديمه لولد في زمن الاستقلال.

انتظرت وتمهلت، لاني ما اردت ان اكذب عليه. الا اني لم ارد ايضا ان الوّث عقله بعبثية وقائع تعرض على شاشات التلفزة. اخبار كانت مزيجا من النقار المحلي، ومن اجتماعات لسفراء في لبنان يتدارسون اوضاع البلد ويصدرون التوصيات، وذلك في ظل غياب قادتنا الذين ينتظرون عادة ما قد تسفر عنه مثل هذه الاجتماعات كي يبنى على الشيئ مقتضاه وطنيا. اعتقد انّ الزعماء وسفراءهم مشكورون، اما قادة لبنان فمتهمون بالعقم بشكل مواز.

تمنيت لو انّ الصبي لا يعرف عن زيارات زعماء الدول لرعاياهم والقبائل المنضوية تحت وصاياتهم في لبنان، او عن جولات سفرائهم في المناطق. ومن ثمّ رحت اسأل نفسي اذا ما كان بمقدوري ان اخفي زياراتهم وكلماتهم وردود فعل قبائلنا عن اعين اولادنا كي نقنعهم بأنّ لبنان دولة، حرة وسيدة ومستقلة.

لم احب ان اقول له انّ لبناننا دخل زمن القناصل بدليل تزاحم كوكبة من الوزراء والنواب والمرجعيات المحلية والشعب من حول هذا السفير او ذاك، تنشد له الولاء وتتزود ببركاته وتوجيهاته. لم ارغب ان اعلّق على صور ترجع البلد الى ما بلغني حول حركة القناصل ما قبل احداث العام 1860 في جبل لبنان الصغير.

لقد اخفيت كل ذلك عن الصبي، طبعا.
ثمّ سألني جان مارك عن رئيس الجمهورية وعمّا اذا كنت اعرفه. فأجبته: «نعم». فطلب مني وصفه له. فقلت انه بشري يلاعب ذئابا، تماما كما «موغلي» في الرسوم المتحركة. واوضحت له انّ الذئاب ما كانت ناسا او فرقا، بل اخطار. فضحك الصبي، اذ لامس عالمه عالمنا.

ولمّا سألني عمّا اذا كان في مقدور الرئيس غلبة تلك الذئاب او العيش بمسالمة معها. والحّ علي لمّا قال هل بمقدور الرئيس «موغلي» ان يرقص رقصة النار مع الاشباح دون ان يحترق. فأجبته، بأني لا اعلم، وبأنّ علينا الانتظار حتى نهاية الفيلم. فيلم شكل اللبنانيون عناصره ومصيرهم مادته. ورحت اتمتم في سري: «ما ادهاك يا ابن صديقي، وما اصعب التحاور مع الصبية الاذكياء! وما اخبثك يا وضع لبنان، وما اثقلك يا انتظار، لانك تدمر الضحية قبل قدوم الجلاّد!».


انتهى حواري مع جان مارك بكلمات اردت ان اقول فيها: «انّ للبنان رباً يحميه من الذئاب والسحرة». واكدت له أنّ «موغلي» الجمهورية سيتمكن من العيش في وسط الذئاب، ولن يحترق بنيران فريقيي اللعبة.
وابلغته بأني اعتقد بأنّ «موغلي» لن ينفك يرقص وحيدا! لم لا، فهو يرقص لقناعاته ولما يعتبره حقا! فالانضمام لمعسكر معين يعني انكار المعسكر الاخر والغاءه، مما يهدد حياة البلد المخلّع بنيويا!. فكان ان سلمني رسالة دعم شفهية الى رئيس الجمهورية من صبي في الجمهورية. فوعدته ان انقلها. لأن نجاح الرئيس ضرورة للصبية والفتيات وللحالمين ببلد افضل وللهاربين من الانقسامات الشمولية.

[ عضو معهد الصحافة العالمي ـ فيينا

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

ممثلو صفوف "الليسيه طرابلس" زاروا دوما




02/12/10 18:16
متفرقات - ممثلو صفوف "الليسيه طرابلس" زاروا دوما

وطنية - 2/12/2010 زار مندوبو صفوف الليسيه فرانكو ليبانيه - فرع لامارتين - كفرقاهل ليسيه طرابلس في منطقة دوما، "في اطار تنمية المهارات القيادية لدى التلامذة، يرافقهم مدير المدرسة تياري كادار وطاقمه الاداري".

بداية جال الوفد في سوق دوما للتعرف الى تاريخها وواقعها، واختتم نهاره بالاجتماع مع رئيس البلدية جوزف خيرالله المعلوف ونائب رئيس لجنة ادارة حصر التبغ والتنباك مازن عبود في دار البلدية.

واضاء عبود في مداخلة قصيرة على "حقبة من تاريخ دوما، شهدت قدوم المصطافين الطرابلسيين اليها"، واسهب في شرح "ميزات البلدة التفاضلية التي اهلتها اداء ادوار رائدة في محيطها في الماضي القريب".

بدوره، شرح خير الله "مقومات اقتصاد البلدة حاليا وادوار البلدية في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية".

ثم اجاب خير الله وعبود عن اسئلة الوفد، تناولت مواضيع تتعلق برؤية البلدية لدوما ومشكلاتها، وبتاريخها وواقعها والوضع البيئي في لبنان.

========م.ع.ش.

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

العشوائية المتبعة في ادارة ملف الحرائق

1/12/10 09:01
متفرقات - مازن عبود انتقد العشوائية المتبعة في ادارة ملف الحرائق

وطنية - 1/12/2010 - انتقد الرئيس المؤسس والسابق لاتحاد الجمعيات الشمالية مازن عبود، في بيان اليوم، "العشوائية المتبعة في ادارة ملفي الحرائق، التي تتزايد على الرغم من شراء الطائرات، ورخص المقالع والكسارات التي تعطى، ثم تسحب في غضون ساعات".

واعتبر ان "شراء الطائرات ما كان يوما الحل بل شكل وقتها خطوة متواضعة الى حلحلة ازمة تدهور المساحات الخضراء". داعيا وزارة البيئة الى "اعادة ترتيب اولوياتها لجهة ايلاء مسألة البحث عن مصادر تمويل لانفاذ خطة مكافحة الحرائق، والعمل الجدي على ارساء مشروع قانون يؤدي الى ولادة المؤسسة الوطنية للاحراش والغابات، التي يتوجب ان يحصر بها مسائل الحفاظ على الثروة الحرشية واعادة التشجير".

والتمس عبود من الرؤساء "ادراج ملف تمويل خطة مكافحة الحرائق ضمن سلة ملفاتهم، لعرضه خلال مباحثاتهم على زعماء الدول المانحة". وابدى تخوفه "من ضياع ما تبقى من مساحات خضراء في لبنان، في زمن الازمات وتقطيع الوقت".

================= ر.ي.

الخميس، 25 نوفمبر 2010

Syria Growing Role in Lebanon

Syria Growing Role in Lebanon

By Mazen H.ABBOUD

Septmember.2010

Following the assassination of slant Prime Minister Rafic ALHARIRI, which triggered the 14th of March demonstration, the Syrians withdrew from the Lebanon humiliated. They felt betrayed by most of the Lebanese; the international community recognized the wrights of the Lebanese to self determination; thus a new period of Lebanon modern history, which was full of hopes & fears began.

However, Self determination was not enough to make a sustainable change in a country located at the heart of the Israeli- Palestinian problem; it was not enough in the Lebanon, a land of cocktail of minorities, which enjoyed too much freedom & with no accountability practices. Self determination was not enough for the land of cedars to grow & prosper; it was not enough for the new born to survive the threats of the Levant, which is the kingdom of fears & turbulent history.

The Syrians claimed that they withdrew from the Lebanon voluntarily because they did not want to pay the price reset by the changed market curve; a price they said was determined to be “disarm Hizbullah”.

Now as the Syrians are getting back to Lebanon through the international tribunal gate (making good use of the tribunal effects & implications on the fragile Lebanese dynamic equilibrium), the Lebanese are worried about the new era, which is still in the shaping process.

It is worth mentioning that the Syrians got stronger following the withdrawal of Waleed JUMBULAT from the 14th of March coalition; a step, which made the pro Syrian opposition become a majority at the parliament house.

However, Syria growing power in Lebanon should not be understood solely from Waleed JUMBULAT’s detour lens. The step was nothing but a translation of Syria developing regional & international might. As a matter of fact, the Syrians succeeded in surviving the most critical period of their history, following the assassination of ALHARIRI, due to their capabilities of absorbing shocks, their knowledge of how to make use of the weak points within the systems of the Western democracies & of the fears of friendly and hostiles regimes in the Middle East of the chaos that might result from the fall of the ALASAD’s dynasty; moreover, the Syrians made good use of their strategic position at the heart of the conflict for the Middle East.

President ALASAD knew how to normalize & develop the relations with Turkey at the optimum time, how to act in Iraq, & how to restructure his relations with Saudi Arabia, which were almost broken.

I believe that restructuring Syria relations with the kingdom of Saudi Arabia was ALASAD’s toughest job; the Syrian president knew how to make the Saudi Monarch forget the insults, by offering the king valuable information on the work of dormant Saudi cells, which were preparing to assassinate him; Islamic terrorism is indeed a mutual concerns to both states, which witnessed a rise in terrorists’ activities at almost the same time.

It is clear that the Syrians were good barters too; they offered the Americans some stability in Iraq, in exchange for economic interests & a more active role in the Lebanon & the region.

In addition, the Syrians proved to understand perfectly the Middle Eastern political Market; they knew how to leverage their relations with the Iranians, Saudis, Russians, & the west in response to the changes of supply & demand in order to optimize their national interests & viability.

On the other hand, the 14th of March could not control the Lebanese game; this is due to Lebanon hybrid democratic system, its diversity, its fragile social structure, which made it more vulnerable & receptive to foreign & regional interferences; moreover, the absence of visibility, coordination & proficiency in the 14th of March made the situation worse; as a result the Lebanon became an excellent barometer of the continuously changing relations between Syria & the other players; so almost every political move in the Lebanon should be understood in the light of the dynamicity of the region.


Finally, it seems that my country has got no leaders who got combined the visibility & the capabilities, in order to minimize the risks on its people; moreover, I do not know if stability & relative prosperity would be perfect substitutes to freedom, sovereignty, & independence; meanwhile the Lebanese is asked to eat the dishes prepared by the international & regional cuisines!!!

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

لاعلان حالة الطوارىء المائية في البلد

عبود: لاعلان حالة الطوارىء المائية في البلد


اعتبر المستشار البيئي مازن عبّود بأنّ ما ادلى به وزير الطاقة والمياه في مؤتمره الصحافي في 12 تشرين الثاني 2010 حول نبوض خزانات المياه الجوفية بمعدل 195 مليون متر مكعب سنويا هو فضيحة حقيقية يتوجب التوقف عندها، وبموجبها اعلان حالة الطوارئ المائية في البلد.

واشار عبّود الى ان خفض عدد الابار الارتوازية المستخدمة على مجمل الاراضي اللبنانية الى الحدود الدنيا بهدف اعادة تكوين كميات المياه المستهلكة او تصفير معدل النبوض على الاقل في المدى القريب، اولوية استراتيجية توازي اهميتها ملف "المحكمة الدولية" او ملف "شهود الزور".

ودعا عبّود وزارة الطاقة والمياه الى ارساء استراتيجية واضحة لا تهدف فقط للتشدد في آلية منح تراخيص جديدة، لا بل الى العمل الحثيث على اقفال الآبار التي لا تتطابق ظروفها مع الشروط الجديدة.

وتوجه عبّود الى الوزير بارود واللواء ريفي، وعبرهما الى الوحدات المختصة في قوى الامن الداخلي، طالبا التشدد في قمع المخالفات واقفال الآبار غير المرخصة، وذلك بوصف ملف المياه الجوفية موضوعا استراتيجيا لا يتوجب الاستهانة به.

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

لبنان والديموقراطية

لبنان والديموقراطية
جريدة الديار -مساحة فكرية
8-11-2011

«لست ملزما بالفوز، الا اني ملزم بأن أكون ذاتي. نعم لست ملزما بالنصر بل اني ملزم ان اعيش في النور الذي فيّ. اؤيد كل من هو على صواب. واؤيده فقط عندما يكون على حق وصواب. واتركه عندما يخطىء».
ابراهام لينكولن ـ الرئىس السادس عشر للولايات المتحدة الاميركية (1861 ـ 1965)


رحت افتكر بلبنان وبمنتخبيه، وانا اقرأ كلمات الرئيس لينكولن تلك. فكان ان تحسرت على اندحار بعض المبادىء التي اعطت لبنان تمايزه في هذا الشرق العربي. واسترجعت التاريخ، محاولا بذلك تحديد مكامن الخلل البنيوي في البلد.


فكان ان ادركت ان لبنان الدولة كان قد سقط زمانا طويلا، طفلا صغيرا، في خضم الصراع على الشرق الاوسط والقدس. فعلى ما يبدو لم يكن مقبولا ان تنشأ ديموقراطية في هذا العالم العربي، لا تشبه طبيعة هذا المحيط الى حد بعيد. فكأن الانتماء الى العالم العربي قد عنى تبني كل وجوه هذا المحيط وميزاته دون أي تباين جوهري معه، والا اتهمنا بالخيانة والتآمر.


فكان ان سخّف قادتنا الديموقراطية، وارسوا نظاما لا يشبه الا نفسه. فهو بظاهره ديموقراطي لكن بباطنه قبلي. لقد بنوا احزاب الاشخاص التي تتواتر على المراكز القيادية في الدولة. حرصوا على ارساء ناد مغلق للحكام لا يدخله اي مواطن. ثم ساعدهم المحيط على اكتساب صيغة الالوهة او القداسة.


فكان ان سقط لبنان السقطة الاولى، طفلا صغيرا. سقط بداية لما تجاهل حكامه ارساء احزاب حقيقية على النمط الغربي، مع كل مستلزمات الانتخابات وتداول السلطة والمحاسبة. نعم لقد خلق قادتنا مزيج نظام غريب على مقاس مصالحهم. فكان ان برزت ديموقراطية لبنان الممسوخة لكن مع بعض الامل بتغيرها وتطورها.


لقد أخطأ غالبية بناة الجمهورية، على ما يبدو، في ترجمة مبدأ المحاسبة. فأضحى محسوبية وزبائنية في ثقافتنا. فكان ان تحولوا هم بدورهم من قادة الى ديوك تتناحر على السلطة حتى حدود افناء الخصم الذي تحوّل الى عدو حتى الموت. وأضحى اليوم كل من يؤمن بمقولة الرئيس لينكولن هذه، خارجا عن الشرع والمجتمع ويستحق عقاب جهنم والرجم حتى الموت.


لقد تبنت الاحزاب التقدمية في لبنان الوصفة الغربية في ادارة الاحزاب، مع النظريات الاقتصادية الماركسية كفلسفة لتحركها، على عكس الاحزاب اليمينية التي تبنت فلسفة تحرر الاسواق لكن من دون تبني الديموقراطية في ادارة هذه المرافق. فكان العقم في انتاج القيادات في البلد الى حد كبير، الا من خلال الاقطاع او الحروب. ثم كان الخراب الكبير في مرحلة ما بعد الطائف حيث تلاشت الاحزاب بفعل وحش الامن المتآمر على الكيان بتحالف وشراكة مع وحش المال.


فكان ان اضحت الناس في بلدي رعايا وليس مواطنين. واضحى زعماء الطوائف والحروب انبياء، بالنسبة الى الناخبين، انبياء كذبة يتعاطون دون خجل ووجل في ادنى تفاصيل حياة الناس. والادهى ان غالبية الناس اضحت لا تخجل من كونها مستعبدة. لا بل تتباهى بكلمات السر التي تحل عليها، فتعميها عن التفكير والمعرفة ورؤية الحقائق. نعم، اضحت الناس في جهل وجحود!!!


ان معركة المستنيرين في البلد اليوم هي القول والعمل لارساء قناعة جديدة في المجتمع ترتكز على واقعة ان ليس رضى الزعيم والخط من رضى الله، وان الزعيم وخطه قد يخطئان. وبأن من تجرأ فخالف الزعيم والخط، او اختلف معهما في الرأي، ليس كافرا يستحق نار جهنم ونيران الالسن ولعنات الاقرباء والاصدقاء.

معركتنا اليوم هي في تقويم الاحزاب او ارساء تجارب جديدة. واني سأؤيد حتما من القيادات من يتبع الديموقراطية في ادارة خطه، اذا ما كانت اهدافه نبيلة. فالوسائل هي موازية بأهميتها للاهداف. ولتحقيق هدف نبيل يتوجب سلوك وسيلة نبيلة ايضا، والا الديكتاتورية!!


اشعر ان لبنان قد دخل في ممارساته السياسية اليوم شريعة القرون الوسطى، وتخلى عن القيم الصانعة للحضارة.
الا ان هذا كله لن يمنع من هم مثلي من دعم ما يرونه صوابا وحقا، وترك ما يعتقدونه باطلا من المواقف. ولن اهتم شخصياً مثلا، بعدم قدرة البعض على قراءة خطي!!!
فحسبي ان الانصياع للجهل ليس اولوية عندي بل عيش قناعاتي هو اولويتي. اعيش قناعاتي، بغض النظر عن النتائج (وصلت او لم اصل، نجحت ام لم انجح...) اقول كلمتي واعمل لها بغض النظر عما يقال فيّ:


اعتقد انه قد اضحى من الضروري جدا العمل على اعادة تكوين مجتمع مدني حقيقي في لبنان. مجتمع مدني منفصل عن السلطة والحكام، يمارس ادوارا رقابية.


اخيرا، ان كلا منا مدعو اليوم الى الدفاع اكثر عن لبنان عبر صون المبادىء المؤسسة للديموقراطية فيه. وان مهمة رجال الاقلام والفكر المستنير هي نقل الحقيقة مهما كان الثمن. فالخوف يتعاظم اليوم من ان ينغمس الاعلام في بلد الارز، اكثر فأكثر، في الزواريب. فيضحى من البروباغندا، وان هذا ما يحصل عادة في ازمنة الحروب والصراعات. وجسد الاعلام اللبناني «لبيس». مهمتنا اليوم هي الحفاظ على المواطنة ومحاربة الرعاية. الطريق طويل وشائك، اعلم. واننا لسنا ملزمين بالنصر بل بالعيش في النور والحق كما يقول لينكولن.
مازن عبود

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

حريق عين الرمانة

في تصريح الى الوكالة الوطنية للاعلام صباح اليوم، اعتبر المستشار البيئي مازن عبّود انّ حريق عين الرمانة الاخير الناتج عن اشتعال مواد كيماوية في مستودع للمواد الصناعية في بناية سكنية هو انموذج بسيط لمّا قد يحدث في الكثير من المواقع في بيروت في ظل استفحال الفوضى وغياب الرقابة في البلد.

وسأل المعنيين ما اذا كان ممكنا مثلا في لبنان تأمين مستودع غير مرخص من قبل الشركات الضامنة؟ او اعطاء ترخيص بمستودع يحوي موادا محترقة في بناية سكنية؟ او تغيير وجهة استعمال هذا المستودع مثلا بعيدا عن اعين الدولة؟

عبّود اعتبر ان درجات تفاعل اجهزة الدولة مع مثل هكذا حوادث ما زالت ضعيفة نظرا لغياب الامكانيات، دعا الناس الى الابلاغ عن كل مخالفة قد تهدد صحة وسلامة بيئتهم السكنية الى الجهات المعنية والمحاكم ذات الاختصاص لازالتها ضمانة للسلامة العامة. كما اعتبر بأنّ الناس تنتظر حتما نتائج التحقيق الرسمي لتحديد الاسباب والمسؤوليات في هذا الاطار.

Lebanon & the traffic

Lebanon & the traffic

By Mazen H.ABBOUD

FIT'N STYLE Magazine November 2010

The Lebanon has attracted during the last decade a lot of tourists; the rate of visitor arrivals to the cedar land has doubled during the last ten years reaching an unprecedented level of one million & a half visitor last year.

However, tourism became also a burden on the normal Lebanese who is loosing some of his time (spending hours) in the traffic to reach work or home (four hours per day per commuter to Beirut).

It is estimated that an average of two hundred thousand employees & half million cars travel in & out of Beirut (on daily basis in summer time); it is worth mentioning that it takes a Lebanese two & a half hour to cross the distance between Beirut & Junieh, which is less than 50 km from the capital only. So, from an economic point of view, tourism is affecting our economy badly also, provided one considers the production hours lost at roads, the cost of fuel consumed by cars stuck in the traffic, and the degrading air quality due to the emission of Co2 from cars in the traffic. So, by simple calculations I might say that the incurrent direct cost of tourism on the national economy is far more than two million USD per day (suppose an average one hour lost in traffic is worth on average 2.5 USD; the number of total hours lost per day is equal to: 200.000 employees *4 hours= 800.000 hours; then the total cost incurred per day is: 800.000 hours *5 USD/ Hour = 2.000.000 USD per day). I believe that the tourism industry in Lebanon cannot grow any longer in the light of the current state of roads; Thus new solutions should be adopted as quickly as possible to make the tourism industry growing, more profitable & less costly to the national economy.

Water taxi project, which was launched this year in Beirut, could be a solution in the medium to long term; it is supposed that the above mentioned project would save the Lebanese economy a lot of losses (lost time & fuel) & generate 15.000 jobs. However, there is still a lot to do to have the project implemented. First of all, a new legal frame work should be set (promulgate a new law for the marine transportation sector). Second, the government should set a policy to develop a public transport system & work on limiting the number of cars in circulation in Grand Beirut area, possibly by the proper implementation of the car safety regulations.

Finally, Water taxi might be a part of a solution to the country transportation sector, provided it respects the international environmental marine code (not discharging fuel wastes into marinas & the sea, for example). Moreover, it would be beneficial if similar marine transportation projects (for cargos) would be put on trail also with a main purpose, which is to limit the circulation of lorries & trucks with cars in order to lower the high level of road causalities in Lebanon; furthermore, it is imperative that the government of Lebanon reconsider restructuring its public transport policy to find solutions for the stagnant traffic problem (metro infrastructure for example) to satisfy the growing needs of the soaring Lebanese population in the light of the current degrading state of roads.

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

في ترحيل مسيحيي الشرق

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1690&ChannelId=39563&ArticleId=518&Author=%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%86+%D8%AD+%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF


في ترحيل مسيحيي الشرق


مازن ح عبود

«لقد خسرنا جزءا من روحنا.
اما المصير، مصيرنا، فلا أحد يعلم ما سيكون...».
رودي خليل
عن هيرالد تريبيون (2/11/2010)

هل يتعرى العالم العربي من مكوناته فيضحي عالماً إسلامياً صرفاً وفاقداً لصبغة العروبة، بفعل منظمة «القاعدة»؟ وهل انّ الشرق الاوسط قد سقط وللأبد بيد التطرف؟ ومن ثمّ من اين اتت القاعدة؟ وكيف نشأت؟ وهل ان تراجع الاحزاب العلمانية والمفاهيم الديموقراطية في العالم العربي هو نتيجة ام سبب لهجرة المسيحيين المشرقيين؟ وهل أن ظاهرة بيع الاراضي في لبنان من قبل المسيحيين هي بداية النزوح الاخير؟


اسئلة تحضر الى عقلي في كل مرة يرد اليّ خبر انفجار في العراق او حدث دامٍ في مصر او ازمة سياسية او نزوح في لبنان. وقد حضرت هذه المرة بقوة ككابوس نصف الليل بعد ان شهد العراق موجة هجمات افتتحتها «القاعدة» بمجزرة سيدة النجاة في منطقة الكرادة في بغداد، واستكملتها انفجارات دامية في الأحياء الشيعية.


انّ ما جرى ويجري في العراق اليوم يدفعني الى التشكيك في مرحلة ما بعد سقوط الايدولوجيات الديكتاتورية الطابع في الشرق الاوسط. فهل المطلوب استبدال حكم الطاغية صدام حسين وحزب البعث العلماني والتحرري الطابع ظاهرياً، بحكم الفرق الدينية النافر؟


لم اؤيد يوماً صدام حسين ولا انتهاكاته الفاضحة في حق الانسانية، الا اني لست حتما مع وحش الفراغ الذي يفضي الى التطرف والعنف. لقد كان سقوط نظام وأيدولوجية البعث في العراق مدوياً لجهة ظهور الفرق وأنماطها وبربريتها حتى حدود الإلغاء.


ترانا نشاهد ونستنكر، مع الفاتيكان، انقراض المسيحيين الذين هم في اساس حضارة العراق الذي شكل مسرح الكتاب المقدس بعهده القديم. ونتألم ونتحسر على ضحايا كل اعتداء على أقباط مصر.
أوليست مصر هي ارض الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد؟ ولا يغيب عن بالنا القبر المقدس والإرث الضائع في الاراضي المقدسة في فلسطين.

لقد اضحينا نخشى ايضاً على بقايانا في دمشق وصور وصيدا وأنطاكيا وغيرها من مدائن هذا المشرق. فتنظيم «القاعدة» يبدو حالياً منكباً على تصفية العالم العربي، كي يدخلنا مجدداً زمن الخلافة من دون خليفة.

طبعاً لم تولد القاعدة من فراغ. فثمة أنظمة تربوية اتبعت لعقود من الزمن في بعض الدول الكبرى الإقليمية والغنية، ساهمت كثيراً في إنباتها وتنميتها. فأضحى كل مواطن في تلك الدول مشروع تطرف يسعى ان يكون «بن لادن» جديداً، فيلغي ويقتل إرضاء لله ولبلوغ الجنة. لن يتراجع الارهاب قبل ان تشح موارده البشرية والمادية. وإنّ هذه المسألة هي رهن برغبة بعض القادرين الى حد بعيد.


ادى فشل الأنظمة العربية في استرجاع حقوق العرب في فلسطين، كما في تحقيق التنمية للشعوب، الكنف الذي نما فيه شعور النقمة والغبن الذي ولد الإرهاب والتطرف. فكان ان وازى ارهاب القاعدة الجرائم ضد الانسانية التي اقترفتها إسرائيل في فلسطين المحتلة. وأكلاف حالة كهذه هي زوال مشرقنا بصوره الجميلة وأحزابه العلمانية، حتى انّ روّاد تلك الاحزاب اضحوا اليوم يسيرون وراء الاحزاب الدينية من دون وجل. إنه الفراغ واليأس والغبن الذي وظفه وحش التطرف لحسابه.


الوضع مربك في المشرق لأنّ الأحزاب العلمانية، في الظاهر، قد ولّت لحساب الاحزاب الدينية، كما رحلت مع الريح المبادئ الديموقراطية.

لم يكن مسيحيو العراق مستهدفين حصراً في مجزرة سيدة النجاة، بل روح العراق كما اشارت جريدة «هيرالد تريبيون» غداة الانفجار نقلا عن الضحايا. لا بل كان المستهدف المشرق العربي بوجهه الجميل. وبرحيل المسيحيين عن ارضهم لن يكون مكان للاعتدال بعد اليوم، لن يكون مكان لحرية الفكر والديموقراطية والغد الافضل، لا بل تكفير وتخوين وتطرف وموت.


لذا، فالمطلوب اليوم انتفاضة للاعتدال الإسلامي تشن في وجه التطرف الذي سيلتهمهم حتماً. لقد اضحى مطلوباً من أئمة الإسلام الخيرين ان يعملوا على إرساء منظومة اجتهادات دينية تقي الناس شرّ التطرف. فما علاقة مسيحي العراق وسائر الأقطار العربية بالظلم؟ وما هي صلاتهم بالصليبية التي قضت على غالبيتهم يوم دخلت منطقتنا؟ ما ذنب اولئك بمصائب العرب وفساد الحكّام والأنظمة؟


إلا أنّ هذا كله، معطوفاً على ما يجري في لبنان، لا يجب ان يدفعنا كمسيحيين لبنانيين الى الهجرة، لأنّ البقاء في ارضنا واجب مقدس. واجبنا ان نصون القيم الديموقراطية وأن نعمل لغد افضل لنا ولإخواننا. فالارض والمحيط هما صليبنا، كما اننا صليب هذا المحيط. ليس حسناً ان


نترك المسرح هاربين، فنهمل بذلك البحث عن مسالك فجر الحقيقة والشهادة للحق.
لقد خلقنا هنا في ديار السيد كي نشهد له حتى الموت. لم لا وأجدادنا قد شهدوا له قبلنا، وبعضهم رقد شهيداً في ارضه على رجاء القيامة والحياة، فتقدس. علينا ان نكمل المشوار حاملين قضايا هذا العالم العربي المعذب. يجب ان نتمسك بأرضنا وأن نشاطر إخوتنا همومهم، ونسعى معهم الى إيجاد الحلول.


فالخوف، كل الخوف، هو في ان تتعرى ارض الناصري من اهلها كليّاً، فتستوطن عندها الغربة في اوطاننا. يقول باسيليوس مطران عكّار للروم الاورثوذكس: «إنّ من باع ارضه، باع شرفه». وهو على حق لأنّ الارض فعلاً تصنع وتعلم. إنّ العلم ليس غاية بحد ذاته بل وسيلة للارتقاء ولاكتشاف الحقيقة. بعضنا يخسر ارضه في سبيل تعليم اولاده، إلا أنّ العلم قد اضحى مفتاح الهروب والهجرة.

أخيراً، إنّ المسيحيين مدعوون اليوم اكثر ان يشهدوا لربهم على ارضهم، وعلى الاسلام المعتدل ان يعي اهمية أدوارهم ووجودهم فيتكاتف معهم للحفاظ على هوية منطقتنا ووجهها الحضاري الرائد. إنّ ما حصل في العراق مؤشر سلبي لا يمكن تجاهله البتة، وهو يهدف الى افراغ المنطقة من نسيجها الحضاري. إلا أن ذلك لن يتم ما دام في المنطقة أناس يؤمنون بالحياة والسلم والحضارة.
كاتب صحافي وعضو في معهد الصحافة العالمية ـ فيينا

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

Announcing Sainthood in the Orthodox Church


THURSDAY, OCTOBER 28, 2010
Announcing Sainthood in the Orthodox Church
Rose said to her neighbor Leila, "What's wrong with you Rum that your church doesn't produce saints? Have Jesus son of Joseph the Carpenter and His mother Mary left your church? The church that doesn't produce saints is barren, according to my father. Look how we have celebrations of beatifications and canonizations come every year. Convert, or at least break off your poision like the Greek Catholics so that heaven will grant you at least the idea of a saint!"
Leila got angry with Rose and war broke out between the two using all the water buckets and old pots available... The struggle almost turned into sectarian strife, even if it didn't reach the police office. Leila took her neighbor's comments to the archimandrite of her village, hoping he would explain about the announcement of saints and this apparent infertility in the Orthodox Church.
The embarrassed Orthodox woman went inside the monastery gate and solemnly entered the church. She followed the service of vespers until its end in order to meet the archimandrite who was praying inside the altar.
The service soon ended and the simandron sounded and everyone went to the monastery's reception hall. Leila quickly asked the monastery's elder the question that had been troubling her. The priest explained to her in simple terms the substance of the standards for glorifying a saint in the Orthodox Church and it heartened her to hear that the Antiochian Orthodox Church has recently announced the sanctity of a number or martyrs, such as Joseph of Damascus who was martyred defending his faith at the end of the nineteenth century and the martyrs of Hamatoura who were also martyred defending their religion in the time of the Mamluks. He informed her that the ways of declaring a saint are different between different churches, such as publishing reports of miracles. However, she was surprised to hear him say that there are saints whose sanctity is still hidden, undiscovered and unannounced. Here is some of what she heard about this....
The model of the martyrs for Christ is the original path of sanctity in the universal Church and the Deacon Stephen was the first of them. According to the universal Church they purchased paradise with their blood. Through this they joined the choirs of the angels, the apostles, and the prophets. The first Christians had the custom of erecting the altars of the churches upon the graves of their martyrs. With the end of persecution, that is after the conversion of the Roman Empire to Christianity, confessors like Ephrem the Syrian and some of the monks of the desert of Egypt were added to the list of saints.
Likewise the ancient custom in the Church was for the sanctity of someone departed tobe declared by one of the successors of the apostles, that is the local bishops and the heads of local churches, until Pope Alexander III proclaimed in 1170 that all questions of veneration and beatification and announcements of sainthood in the Catholic Church would belong to the Vatican.
The Pope at that time was focused on emphasizing his role in making decisions on account of the reality of abuses by certain hierarchs of the authority granted to them in such matters, as well as political and administrative circumstances that led to the strengthening of the pope’s power over authorities in the Catholic Church and their flocks. The issue of announcing sainthood was gradually regularized until it became mandatory for the person seeking veneration to make an appeal for beatification before the council for saints in the Vatican, which has the competency to study the dossier before raising the subject before the Pontiff, as the basis for the final decision about announcing sainthood.
It is clear that the means of declaring sainthood in the Vatican obey intellectual and canonical standards and expend a great deal of effort and money. The custom arose for every appeal to have an advocate. Before 1983, each appeal had a defense attorney as well, who rebutted the claims made before the council. This required convincing the fathers of the truth of the matter in declaring sainthood. After listening to the rebuttals and the rebuttals of the rebuttals, the fathers of the council vote on the matter, and report the results of the vote to the Pontiff to serve as the basis for declaring sainthood, which takes place in a celebration at St. Peter’s Cathedral.
It should be pointed out that Udalric, Bishop of Augsburg was the first saint (outside Rome) whose sainthood was announced by Pope John XV in the year 993. Likewise, Gautier du Pontoise, was the last western saint whose sainthood was announced by a bishop (Hugh du Boves, Archbishop of Rouen) in the year 1153.
The standards for Sainthood in the Orthodox Church
The Eastern Church is distinct from the Western Church in the ways that she understands sainthood and announcing it, to a great degree, is not an essential part of the question.
Saint Symeon, called the New Theologian, talks about new saints in the Orthodox Church and says, "The new saint in the Church belongs to the congregation of the saints across history who in their own way have been filled with divine light. All of them make up a golden chain, each saint forming a link that connects to the others through faith and work and love. Yes, the saints in our Church form a chain of faith that is never broken.”
As for the definition of saint in the Church, Archimandrite Touma Bitar defines the announcement of sainthood in the Orthodox Church in the following way: “The saint is the one who becomes, in Spirit and in truth, a temple for God. He becomes a vessel for the godhead. He becomes an icon of God... a living Gospel. His life is a word and his story is a model. For this reason he is an intercessor before God who raises prayer up on behalf of the faithful in the Church.”
As for the philosophy of announcing sainthood among the Orthodox, on the topic of the Orthodox Church and announcement of sainthood, the writer Brother Alex Yang reports about Saint John Maximovitch that he said that the sainthood of one who has reposed in the Church does not come from the admission of religious authorities, but from the grace of God. The concern of the authorities in the Church for the Orthodox in the matter of declaring saints is limited to discovering and honoring those whom God has sanctified from among His flock.
The Orthodox Church distinguishes between sainthood, its discovery, and its announcement. She holds that in the Church there are saints who are still undiscovered by the Church on this earth, though they live in the presence of their Lord with all the saints and angels and intercede for us before Him. The announcement of sainthood for the Orthodox begins on an individual basis. That is, when an individual within the Church starts to ask the intercession of someone who is departed and is considered to be close to God.
As for the method of announcing sainthood among the Orthodox: Archimandrite Bitar says about the announcement of sainthood among the Orthodox that whenever the Church notices the someone who has reposed was a person of Christ in Spirit and in truth, and that his life was distinguished by a number for Christian virtues (humility, prayer, poverty, love....), and that he is present in the consciousness of the faithful as a model and teacher and intercessor, then the Church undertakes a study of the possibility of honoring him. However, according to the Orthodox tradition, the Holy Spirit sometimes decides to work miracles (such as healings, apparitions, bodily incorruptibility, the flow of myrrh...) through a person, living or reposed. This is in order to confirm the presence of this person in the life of the Church and the fact of his having become a living icon. Miracles are not absolutely necessary in the Church to announce sainthood.
For the Orthodox, the announcement of sainthood is still not limited to a single authority under whose competency are the heads of the churches. As for the preparations that precede the announcement of sainthood, they are not subject to academic and canonical standards, but rather purely to standards of faith.
Archimandrite Bitar places the question of announcing sainthood in the Orthodox Church in the framework of the living, dynamic relationship between the local church and the saint. He considers the announcement of sainthood in his church to not be an academic matter, and not something that usually depends on the desire of the leaders and influential people to honor a specific personality as a saint, but rather on the desire of the people and the clergy. For this reason, the announcement of sainthood according to him must be accompanied by an abundance of prayer and fasting in the Church and must spring from the grace of God.
Even though the general principles for the annonucement of sainthood are the same in the two churches, the difference is embodied in the practice and understanding of the announcement of sainthood. The Church's role for the Orthodox is limited to uncovering the work of the Holy Spirit in sanctifying one of the departed. For this reason, the methods followed in the Orthodox Church are simpler and less academic.
It is noted that the local saints whose sanctity has been announced by the Antiochian Orthodox Church of late have for the most part been martyrs who defended their belief and faith in a clear way, like for example Joseph of Damascus.
On the Announcement of Sainthood Among the Orthodox
Mother Maryam Zakka says about the celebration of the announcement of sainthood among the Orthodox that, "After a series of prayers and fasts and after consultation with the pillars of the Church among the spiritual fathers, monks, and laypeople known for their piety, and after establishing the life story of the one who has departed and their characteristics and their presence and impact upon the life of the gathering of the faithful (that is the Church), the Patriarch calls the Holy Synod to a session (on the basis of the request of at least one bishop) to study the dossier about the announcement of the sainthood of a given person. The Holy Synod makes its decision about this matter, and if they agree to it, then the Patriarch orders an iconographer to make an icon of the saint and permits one of the monasteries to write a special service for the saint.
On the evening of the commemoration of the repose of the new saint, a special vespers is held and the relics and icon of the saint are taken into the cathedral. The icon and the relics are carried during the service of breaking the bread around the altar of the church and are placed next to the iconostasis while the choir sings the troparion of the saint for the first time. The patriarch reveals the image and breaks the five loaves which are distributed to the people who come up to kiss the relics and the icon. The morning of the next day, the commemoration of the new saint is made for the first time in the divine liturgy, along with the other saints, as an intercessor before God for all the faithful. After celebrating the announcement, the Church permits the faithful to build new churches in the name of the new saint, just as she permits them to hang icons of the saint in their homes as a blessing. She asks for the saint’s intercession before God for the sake of the faithful as a whole in the churches.

في موسم الصيام والجردة لدى المسيحيين

في موسم الصيام والجردة لدى المسيحيين

الديار 15/03/2010

بمناسبة تفجير كاتدرائية سيدة الخلاص في بغداد في 1-11-2010استرجع مقالة كانت قد نشرتها لي جريدة الديار


»مما لا شك فيه ان نهاية التاريخ ستكون حزينة حتماً.
فالنضال للتحرر، او رغبة فرد ما بالتضحية بنفسه في سبيل قضية...
كما سائر الصراعات الفكرية التي تتجلى في أحسن أشكالها في الإقدام والشجاعة والخيال والمثالية ستستبدل لصالح الحسابات الاقتصادية».
فرنسيس يوكوهاما في ورقة «نهاية التاريخ والانسان الأخير»


وكان ان اتى عيد مار مارون أولاً، فسبق مراسم بداية الصوم.
والصوم يبدأ عادة عند الموارنة بالرماد الذي يكلل الهامات، اي باستذكار ان «الانسان تراب هو والى التراب يعود».


هذا وعند حلول كل صوم يدعو الأحبار وكهنتهم الشعب الى التوبة والإنسحاق.
ومن شروط التوبة العودة الى النفس ومراجعتها لتحديد مكامن الخلل والترهّل بغية استعادة الصورة الأساس التي أضحت مفقودة.


وبمناسبة بدء هذا الموسم سأحاول دراسة أسباب تراجع أدوار المسيحيين في أرضهم.
اضمحلال القيم المؤسسة للأدوار
اني أعتقد ان أدوار مسيحيي لبنان عموماً، والموارنة خصوصاً، قد تراجعت بفعل اصابتها بالوهن المتسرّب من غمار الحضارة الغربية التي تشربوها وعرّبوها كي تكون في متناول محيطهم العربي والاسلامي!!!


ان الوهن الذي أصابنا كمجموعات روحية في هذا الشرق ناتج عن عدم التزامنا بما بشّرنا به من مبادئ تحررية على شاكلة: الديموقراطية (المحاسبة والمساءلة) وتحفيز الأكفأ والبرغماتية وثقافة السلام وحكم القانون والتربية السليمة لحساب الزبائنية والاقطاعية والعنف والقبلية!!!


أخشى ان نكون قد غرقنا كثيراً في فرديتنا الى حدود العمى، الذي هو النظر الى كل المتغيرات من منظار «الأنا الجماعية» المنتفخة والمريضة.

نعم، أخشى ان نكون قد اختزلنا ارثنا الحضاري بـ«الكبّي والتبّولي والحمص».
وبالمناسبة اسأل ما اذا كانت مشاركتنا في السلطة وحكوماتها هي ضمانة لاستمرارنا في هذا المشرق والبلد أم تهديد لهذا الوجود؟

جلّ ما أعرفه اننا بدأنا نضمحل عندما تخلينا عن رسالتنا (الخدمة، المحبة، نشر مبادئ الثقافة الغربية) لحساب الربحية الاقتصادية المباشرة.
بدأت أدوار المسيحيين تتراجع عندما تخلى الناس عن الفلاحة والقناعة لحساب الطمع والتجارة.

بدأت جماعتنا تتقهقر لما فقدنا ثقتنا بأديارنا ورؤساء كهنتنا.
فما عدنا نعول على بركتهم.

وان في هذا حق على الرهبان والاكليروس كما على العلمانيين.
بدأت مجتمعاتنا المسيحية في لبنان تضمحل لما رغبت كنائسنا بالعمل على تعزيز مؤسساتها الربحية، فضعفت الروحانية لحساب الربحية.

وصارت ديمومة المؤسسات واستمرارها الأولوية الكبرى لدى مالكيها من رجال الدين.
وانغمس بعض قادتنا الروحيين في خضمّ اللعبة السياسية حتى الفناء، من حيث لا يدري.

حوّلهم بعض تجار الطوائف المتجسّدين في أقمطة خراف، الى متاريس لهم.
فجعلوهم بذلك ساسة وليس قادة تزود عن المبادئ الاخلاقية والروحية المكوّنة لحضارة جماعتهم في هذا الشرق.

لقد بدأت الحضارة الغربية تنحسر لحساب الحضارة الآسيوية (الصين تحديدا)، لما تبنّت الصين الأفكار المؤسسة للحضارة الغربية.

ونحن بدأنا نتراجع لحساب الآخر، لأنه مستعد للإستماتة من أجل مبادئه.
تغرّبنا (أضحينا غربيين) بشكل مرضي الى حدّ بعيد، فتناسينا تاريخنا في هذا الشرق، ولم يبقَ عندنا من الحضارة الغربية الا القليل من قيم تلك الحضارة والكثير من وهنها.

أحزن جداً عندما يختزل البعض قديسي بلدي بثلاثة متناسين بذلك ان لبلدنا اكثر من خمسة وثلاثين قديساً في العصور الأولى للمسيحية.

لست أعرف اذا ما كان البعض يدري ان صور وحدها هي موطن لأكثر من ثمانية قديسين، وقد غابت اسماءهم وصورهم عن كنائسها؟؟ كما ان بعلبك هي ايضاً موطن لسبعة منهم.

هذا وقد فتشت طويلاً في جبيل عن مزار صغير للقديسة اكلينا الجبيلية، فلم أجد.
هذا وقد غصّت مدينة اكلينا بمزارات لقديسين غربيين.

وعندها أدركت لما اننا نتناقص في هذا الشرق.
نتناقص اذ لا محلّ لجماعة تتجاهل تاريخها وشهدائها وقديسيها بهذا القدر!!!
لقد سقطت القسطنطينية بيد الأتراك العثمانيين لمّا قرف قومها من الدفاع عن الحرية، وخوفي اليوم على قوم مارون وأخوتهم ان يسقطوا اذا ما قرفوا من الدفاع عن القيم الصانعة
لتمايزهم في لبنان والمشرق.

خسارة المعركة
أخشى اننا بدأنا نخسر المعركة امام التطرّف والعنف والارهاب.
بدأنا نخسر معركة وجودنا لأننا بمعظمنا قد أضحينا «مكرنتليين».

والمركنتليون عموماً يخسرون معاركهم مع المتمسكين بعقائدهم حتى الشهادة (بغضّ النظر عن مدى صوابية تلك العقائد)، اذ ان الحسابات الاقتصادية (التجارة) لا يمكن ان تغلب الشهادة.
ان الخطر الأكبر الذي يفتك بالمجتمعات المسيحية في لبنان اليوم ليس سطوة الآخر وتفوّقه السكاني، انما المادية التي تضرب الحضارة الغربية الى حدّ الموت.

بدأت حضارتنا تضمحل ووجودنا يتراجع لما وضعنا زعمائنا في مصاف الالهة، فأهملنا مبادئ المحاسبة والمساءلة والشفافية واستبدلنا «دستور الايمان» بدستور الولاء للزعيم خوفاً من المجهول والذي يتلوه الناس عادة في مجالسهم على النحو التالي: «أؤمن بزعيم واحد، ضابط الكل، خالق ومالك كل شيء، عارف بكل ما يرى ولا يرى، لا يخطىء ولا يستكين ولا يملّ، محبّ ومخلص لجماعته.
فبفضله تشرق الشمس وينهمر المطر.
زعيم ارتضى بمحبته ان يقودنا نحن العبيد الحقيرين...
واني ايضاً أؤمن بقدراته الفائقة ومحبته لي وصدقه ووطنيته التي لا توصف...».

آمل ان يكون حلول موسم الصيام مناسبة للبدء في تغيير انماط تفكيرنا.

لقد أضحى مطلوباً اليوم ان نرجع الى قيمنا والى قرانا وأرضنا، كي نكون شهوداً للحق والنور في هذا الشرق، حيث أراد الله لنا ان نكون.

ولنبدأ بمحاربة «انفلونزا المركنتيلية» في ذواتنا، كما محبة السلطة حتى لا تستحيل مناعة مجتمعاتنا الداخلية ضرباً من ضروب الخيال.


ولنحتاط من الكثير من زعمائنا ممن يتّقنون تجارة الوعود والآمال الساقطة والرهانات الخاطئة.
وليدرك الكثير من احبارنا بأنه، اذا ما رحل الشعب بفعل جهالاتهم، ذابت الكنيسة واستحال كهنوتهم ثقلاً كبيراً عليهم.


مازن عبود
كاتب - عضو معهد الصحافة العالمية

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

كيريل في كرسي كوارتز





كيريل في كرسي كوارتز

بقلم مازن ح. عبّود


في حيثيات الزيارة ورمزية الزائر


يصل اليوم الى لبنان زائرا، كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا، وذلك في اطار جولة بروتوكولية يقوم بها كل بطريرك اورثوذكسي منصّب حديثا على اخوته بطاركة الكنائس الاوروثوذكسية في العالم. يصل كي يزور كنائس الجدة انطاكيا التي ولدت الام القسطنطينية التي تفرعت كنيسته عنها، ابنة ابية ومستقلة ومساوية لها في العزة والكرامة.
يصل شيخ روسيا الروحاني كيريل حاملا في عباءته عبق تاريخ الامبرطورية الروسية الضاربة في الاورثوذكسية والقداسة.

يوافينا حبر السلاف معتمرا قبة الكرملين ومتشحا برداء الثلج والنقاء والقداسة الابيض. لما لا وهو يمثل بموقعه القمقم الذي حوى روح روسيا العظيمة التي ترقد ولاتموت ابدا.

يأتي البطريرك من بلاد الاباطرة والدببة والقديسين المتبالهين، وكله رجاء. يوافي من ارض سيرافيم سيروفسكي ، ودماء الشهادة تجري في عروقه.

كيف لا ودماء اسلافه ورعاياه لم تنشف بعد في اضرحتها.
كلنا سنوافي للقياه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
فلبلاده وكنيسته اياد بيضاء على انطاكيا واورشليم القدس ومسيحي المشرق. نعم فمدارس مدائننا وكنائسها مازالت تشهد لهم.
انه سحر الكراملين وقداس تشيكوفسكي وكلمات لويستوي عندنا.
انه مجد روسيا العظيمة في ارضنا.
اراه يأتينا كي يقول برمزيته في زيارته القصيرة انّ الكنائس بطبيعتها الارضية قد ترقد او تفسد، الا انها تعود فتقوم، لانّ المسيح في وسطها.

اراه يقول لنا لا تستسلموا لليأس لانه من الشرير، اصبروا، واسلكوا الباب الضيق.


يأتينا ركن كنيسة القديس فلاديمير، مزدانا بالنور والرجاء. كيف لا وكنيسته قد غلبت الخوف والالحاد والالغاء، وهدمت اسوار امبرطورية لينين الفولاذية وامخالها الدهرية!!!
نفرح به وله، لانّ ارضه قد عادت الى هويتها مسدلة الى غير رجعة ستار الالحاد والغبن والالغاء. نحتفي به رمزا للتحرر والعودة الى الاصالة في ما بيننا. ونحبس انفاسنا عند لقاء عميد كلية لاهوت سانت بيترسبورغ السابق واحد اهم لاهوتيي الكنيسة الروسية المعاصرة.
يوافي كيريل اليوم زائرا الى كرسي كوارتس (تلميذ بولس الرسول ومؤسس كرسي بيروت)، فيستقبله المطران الياس- رئيس اساقفة بيروت محاطا بلفيف احبار البلد. يأتي كي يحتفي بالقداس الالهي معنا في اقدم موقع ديني في قلب ام الشرائع وعاصمة مدائن فينيقيا ولؤلؤة جبل اللبان.


سيرة البطريرك كيريل في كلمات
• ولد فلاديمير غونديايف (البطريرك كيريل) في مدينة سانت بطرسبورغ في 20 تشرين الثاني من العام 1946، في عائلة كهنوتية.
• درس الجيولوجيا بداية ومن ثمّ اللاهوت، فتخرج من أكاديمية سانت بطرسبورغ في عام 1970 .
• سيم شماساً عام 1969 وكاهناً عام 1970.
• في عام 1972 رقي إلى درجة ارشمندريت، ومثل بطريركية موسكو وكل روسيا في مجلس الكنائس العالمي في جنبف حتى 1974.
• سيم مطراناً في 14 آذار مارس 1976 على فيبورغ Vyborg التابعة لأبرشية لينينغراد.
• رقي في العام 1991 إلى رتبة متروبوليت.
• شغل ابتداء من العام 1989 منصب رئيس دائرة العلاقات مع الكنائس الخارجية في بطريركية موسكو.
• اختير في 27 كانون الثاني 2009 بطريركا لروسيا ونصب في أول شباط من العام 2009.
• اشتهر بمساعيه النبيلة التي هدفت الى اعادة اللحمة الى الكنيسة الروسية التي فقدت كنائسها في الغرب في العام 1970.

عرف البطريرك كيريل بكونه شخصية محافظة كنسيا، كما بوصفه من اقرب المقربين الى البطريرك السابق اليكسي حيث اغمي عليه في مراسم جنازته.
وهو خليفة بطرس الاول (اول رئيس اساقفة لموسكو)، وأول بطريرك روسي معاصر تمت مراسم تنصيبه في كاتدرائية المخلص (بعد الثورة البولشيفية) بحضور رأس الدولة الروسية الذي يعتبر انّ البطريركية الروسية هي ضرورة لانها تشكل جسر تواصل حقيقي ما بين روسيا الحالية ودول الامبرطورية الروسية سابقا واصدقائها من الشعوب في كل اصقاع العالم.


في تاريخ بطريركية موسكو وعموم روسيا

هذا ويعتبر كيريل زعيم الكنيسة الاورثوذكسية الاكبر في العالم، حيث يبلغ عدد رعاياها الماية وخمس وعشرين مؤمنا. وكنيسته تضم بالاضافة الى ابرشيات الاتحاد الروسي، ابرشيات دول روسيا البيضاء واوكرانيا وكازخستان وغيرها من دول الاتحاد السوفياتي السابق والكنائس الروسية في الخارج (امريكا، اوروبا الغربية، اوستراليا، بريطانيا، الصين، كنيسة اليابان المستقلة). وتتبع كنيسته التقويم اليولياني في ممارسة شعائرها وتحديد اعيادها.
وكيريل هو البطريرك السادس عشر لكنيسة اشتهرت بتداخلها مع السلطة الحاكمة في روسيا حتى زمن البولشيف، حيث تعرضت الكنيسة للتنكيل والاضطهاد.

وتجدر الاشارة الى انّ روسيا قد تنصرت في القرن العاشر على يد امير كييف- القديس فلاديمير، وبمؤآزرة فوتيوس رئيس اساقفة القسطنطينية. وقد قيل يومها انّ الامير انشده، بما بلغه من سحر وجمال الطقوس البيزنطية في كنيسة الحكمة الالهية.


في العام 1589 ويعد سقوط القسطنطينية،اعتبر الروس موسكو روما الثالثة وآخر حصن للعقيدة الاروثوذكسية الحقة. وانتزع رئيس الكنيسة الروسية اعتراف بطاركة الكنائس الشرقية به كبطريركا فأضحى البطريرك الخامس في نادي بطاركة القسطنطينية وانطاكيا والاسكندرية واروشليم .
واضحى رئيس اساقفة موسكو جوب اول بطريرك لروسيا يومها.
الا انّ بطرس الاكبر بادر الى الغاء الموقع في العام 1721 بعد ان تسببت إصلاحات البطريرك نيكيتا مينن (1605- 1681) بانقسام في جسم الكنيسة الروسية، وجعل القيصربطرس من الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة يدير شؤونها مجلس للأساقفة.
هذا ولم يتم اعادة تكوين الموقع الا في العام 1917، اي عندما احسّ القيصر نقولا الثاني بضرورة اعادة تكوين موقع البطريرك وذلك لضمان استقرار عرشه.
وكان ان نصب القديس الشهيد تيخن بطريركا على موسكو وعموم روسيا، قبل شهرين من تاريخ اندلاع الثورة البولشيفية. عرف البطريرك تيخن بنضالاته من اجل كنيسته ضد النظام الشيوعي.
وكان ان رقد في 12 نيسان من العام 1925 (مقتولا بأمر من السلطات) بعد اضطهادات كثيرة له ولاحبار كنيسته.
اعلن المجمع المقدس للكنيسة الروسية قداسته في 11 تشرين الاول من العام 1989 في عهد البطريرك بيمن. فشكل حدث اعلان قداسة تيخن منعطفا في تاريخ العلاقة ما بين الدولة والكنيسة في الاتحاد السوفياتي، ومؤشرا واضحا حول امكانية الانبعاث الكلي للكنيسة.
وهذا ما حصل فعلا في العام 1991(بعد سقوط الاتحاد السوفياتي) في عهد البطريرك الكسي الثاني.


هذا وعلى اثر استشهاد تيخون، بقي موقع بطريرك موسكو وسائر روسيا شاغرا حتى العام 1943 (عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية). فقد احسّ ستالين في ذلك العام بضرورة اعادة ملئ هذا الموقع معنويا بغية استنهاض الامة الروسية للحرب. ونصب سرجيوس الاول-رئيس اساقفة موسكو، بطريركا لموسكو وعموم روسيا.
في الآمال والاقوال


يوافي كيريل اليوم الينا ونحن نتطلع اليه ملتمسين من قداسته العمل على اعادة تعزيز التعاون ما بين الكنائس الاورثوذكسية في العالم. ننتطلع اليه بوقار سائلين قداسته، وهو زعيم الكنيسة الاكبر ما بين كنائسنا، ان يوثق تعاونه مع البطريركية المسكونية وسائر البطريركيات كي يرفع الغبن والحرمان والظلم عن كثير من كنائسنا. واننا نفرح به مع بطريركنا اغناطيوس رمزا تاريخيا لحقبة ذهبية في تاريخنا كمسيحيين مشرقيين. ونأمل ان يتمكن مع بطريركنا وسائر اخوته وفي مقدمهم بطريرك القسطنطينية برثلماوس على تقريب المسافات مع روما.


نستقبله وكلنا ثقة بأنّ كنيسته العظيمة قد انبثقت ابنة جديدة وحرة ومستقلة لروسيا تنظر الى شعبها وتمثل تطلعاته امام الحكام. نستقبله ونردد معه ما قاله في كتابه "الحرية والمسؤولية" :" انّ للمؤمن حق في ان يكون له فسحة في مجتمعنا الليبرالي المعاصر. فسحة تمكنه من العيش بحرية في ضؤ وصايا الله وتعاليم الكنيسة. لانّ الله لم يخلق الكنيسة للاستخدامات المنزلية، لا بل كي تكون حاضرة ليس فقط في حياة رجال الدين لا بل في حياة الناس اليومية المعاصرة".

الأحد، 31 أكتوبر 2010

بنتاعل ازمة تتخطى البيئة

غداة افتتاح الطريق التي تصل قرية حبوب بقرية فدار في قضاء جبيل، التي انجزتها وزارة الاشغال العامة والنقل، اعتبر رئيس المؤسس والسابق لاتحاد الجمعيات الشمالية السابق-المستشار البيئي مازن عبّود بأنّ ثمة تنسيق سلبي، لا بل حربا باردة نافرة ما بين وزارة البيئة والاشغال العامة والنقل. مما يعكس مدى تأثير الانقسام السياسي في البلد على اداء الوزارات المعنية بحيث انها تتضارب وتتنازع، كأنها حكومات متخاصمة. عبّود الذي اعتبر انّ الطريق المستحدثة حديثا (بموجب مرسوم رقم 1751 الصادر في تاريخ 29/11/1999) تقترب من المنطقة العازلة للمحمية وتتعارض مع قانون المحمية (رقم 11 بتاريخ 25 شباط 1999) في محيط وادي السفالى الذي يفصل طريق الفدار عن محمية بنتاعل (المسافة الفاصلة لا تتجاوز الماية متر خط نار). واشار عبّود الى انّ هذا من شأنه ان يعرض التنوع البيولوجي في المحمية للاذى جراء مفاعيل التلوث الصوتي وانبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون من حركة السير.
واوضح عبّود بأنّ الازمة الحاصلة في المحمية تعكس ايضا ازمة سياسية وطائفية في بلاد جبيل، اكتست الطابع البيئي وتمّ المتاجرة بها اعلانيا من قبل بعض ساسة الفريقين. واعتبر انّ ما حصل انعكس سلبا على سلامة وصحة المحمية، كما سينعكس على سائر الموضوعات والقضايا البيئية في البلد، وذلك بدليل انفاذ مشروع الطريق المعترض عليه من قبل وزارة الاشغال في فترة لا تتجاوز الشهر.
عبّود دعا الى التنسيق ما بين الوزارات والى احترام القوانين والانظمة المرعية الاجراء. كما تمنى احترام البيئة وعدم استغلال موضوعاتها من قبل البعض لاهداف سياسة وذلك كي لا يتم اغراقنا جميعا كبيئيين في زواريب البلد، فنضحي بذلك متاريس سياسية.


Environnement
La polémique sur la route de Bentaël résulte des tensions politiques
http://www.lorientlejour.com/category/Liban/article/676762/Breves.html
Commentant la polémique autour de la route ouverte à proximité de la réserve de Bentaël, à Jbeil, l'écologiste Mazen Abboud a estimé qu'elle reflétait « une profonde crise politique et confessionnelle à Jbeil, qui a revêtu un caractère écologique ». Il a dénoncé les « tiraillements » entre les ministères des Travaux et de l'Environnement autour de cette affaire, et considéré que « ce climat va avoir une incidence négative dorénavant sur les affaires écologiques, preuve en est le fait que, malgré la polémique, le ministère des Travaux ait terminé la route en un mois à peine ». Sur un plan légal, M. Abboud a reconnu que la construction de la route transgresse la loi des réserves, puisqu'à un point donné, elle passe à cent mètres à peine de Bentaël.

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

اعلان القداسة في الكنيسة الاورثوذكسية







بقلم مازن ح. عبّود

بمناسبة انعقاد السينودس حول مسيحيي الشرق الاوسط في روما، اختارت اسرة النهار ان تضيئ على بعض جوانب مسألة اعلان القداسة في الكنيسة الاوروثوذكسية في التقرير التالي. تقرير اردنا من خلاله ان نجمع المعرفة اللاهوتية الى الثقافة الشعبية، بأسلوب قصصي. علّنا نسهم بذلك في تثبيت جماعة الناصري في ارضهم، وذلك عبر الاضاءة على الشهادة والارتقاء في ديانة مبنية اصلا على الرجاء والغلبة على الخوف والموت. لما لا ومعلهم قد قال لهم يوما: "ثقوا بأني قد غلبت العالم"، ثمّ في آية اخرى:"انا معكم لا تخافوا"!!!

في الناس واعلان القداسة

قالت "روز" لجارتها "ليلى": " ما بالكم معشر الاروام لا تتولد كنيستكم قديسين. افلا يكون يسوع ابن يوسف النجار وامه مريم قد فارقا كنيستكم ؟؟ انّ الكنيسة التي لا تنتج قديسين هي عاقر، بحسب ابي. انظروا كيف تتوالى عندنا احتفالات التطويب والتقديس بشكل سنوي!!! على ما يبدوا فرضى قداسة الحبر الاعظم الروماني ضرورة!! تبدلوا يا قوم، او على الاقل اكسروا سمكم على غرار الملكيين الكاثوليك كي تمن عليكم السماء ولو بمشروع قديس!! تعالي يا ليلى واسمعي "بوخاموس" يتلو عليك كيف كان يراقص جسد الطوباوي كل صباح في طريقه الى الحقل كي يتبرك".



غضبت "ليلى" من "روز" ، ونشبت حرب ما بينهما استخدمت فيها كل سطول المياه والاحذية العتيقة المتوفرة. وكاد النزاع، لولا تدخل "الكاركون "، يتطور الى فتنة طائفية.

وحملت "ليلى" طروحات جارتها الى ارشمندريت بلدتها بغية الاستفسار عن اعلان القداسة والعقم في كنيستها.





في لقاء ليلى مع رئيس الدير

دخلت المستقيمة الرأي محتشمة الى صرح الدير وولجت الى الكنيسة بوقار. ثمّ راحت تتبع صلاة الغروب حتى نهايتها كي تتمكن من لقاء الارشمندريت الذي كان داخل هيكله يكهن.





وسرعان ما انتهت الصلاة، فقرعت النواقيس، ومضى الجميع الى صالون الدير. فكان ان بادرت "ليلى" كبير كهنة الدير بالسؤآل عن مبتغاها. فشرح لها الكاهن ببساطة ماهية المعايير المتبعة لتطويب قديس في الكنيسة الأورثوذكسية. واثلج قلبها لما قال لها انّ الكنيسة الانطاكية الاورثوذكسية قد اعلنت حديثا قداسة العديد من الشهداء بطريقة مباشرة، كيوسف الدمشقي الذي استشهد دفاعا عن ايمانه في نهاية القرن التاسع عشر، وبطريقة غير مباشرة كيعقوب الحماطوري وشهداء حماطورة (اعيد اعلان قداستهم فعليا) الذين استشهدوا دفاعا عن دينهم ايضا، في ازمنة المماليك. وابلغها بأنّ طرائق اعلان القداسة تختلف ما بين الكنائس، كما نشر اخبار العجائب. الا انه فاجئها بقوله انّ ثمة قديسين مازالت قداستهم طي عدم الاكتشاف والاعلان. واليكم بعض ما بلغ تلك السيدة من معطيات في هذا الاطار.





في التطويب واعلان القداسة في الكنيسة الجامعة تاريخيا



شكل الشهداء (في سبيل المسيحية) طلائع مسيرة القداسة في الكنيسة الجامعة، وكان الشماس استفانوس اولهم. فأولئك بحسب الكنيسة الجامعة قد اشتروا الفردوس بدمائهم دون منة احد، فانضموا بذلك الى طغمات الملائكة والرسل والانبياء. ولقد درجت العادة ان يقيم المسيحيون الاوائل هياكل الكنائس على قبور شهدائهم. ومع انحلال الاضطهاد، اي بعد تنصر الامبرطورية الرومانية، انضمّ المعلمون ك "افرام السرياني" وبعض الرهبان المتوحدين في صحراء مصر الى مسيرة القديسين.





لقد درجت العادة في الكنيسة قديما ان يعلن قداسة راقد ما سلف من اسلاف الرسل (الاساقفة المحليين- رؤساء الكنائس المحلية) الى حين اصدر البابا الكسندر الثالث امرا في العام 1170، تضمن حصر مسائل التكريم والتطويب واعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان.





ارتكز البابا يومها في تسطير قراره على وقائع (سؤ استغلال بعض رؤساء الكهنة للسلطة

الممنوحة لهم في هذا الاطار)، كما الى معطيات سياسية وادارية هدفت الى تعزيز سلطته على احبار الكنيسة الكاثوليكية ورعاياها. وتقوننت مسئلة الاعلان تدريجيا، الى ان أضحى الزاميا على طالب التكريم ان يرفع دعوى تطويب امام مجمع القديسين في الفاتيكان الذي له صلاحية درس وبت الملف قبل رفع الموضوع الى الحبر الاعظم، لتبني واعلان القرار النهائي.

من الواضح انّ وسائل اعلان القداسة في الفاتيكان تخضع الى معايير علمية وقانونية، وتستهلك الكثير من الجهد والوقت والمال. هذا وقد درجت العادة ان يكون لكل دعوى وكيل. وكان يعيّن (قبل العام 1983 ) لكل دعوة محام دفاع ايضا، يتولى الرد على مزاعم مدعي عام المجمع، وذلك لزوم اقناع الاباء بأحقية موضوع اعلان القداسة. وبعد الاستماع الى الردود والردود المضادة، كان آباء المجمع يصوتون على القضية، وترفع نتيجة التصويت الى الحبر الاعظم لتبينيها وتحديد موعد الاعلان (يجري الاعلان في احتفال مهيب في كاتدرائية القديس بطرس).





وتجدر الاشارة الى انّ اودرليك- اسقف اوغسبورغ اول قديس (من خارج روما) يعلن البابا يوحنا الخامس عشر قداسته في العام 993. كما انّ فولتير دو بونتواز كان آخر قديس غربي تعلن قداسته من قبل رئيس كهنة (رئيس اساقفة روان- هوغ دو بوف) في العام 1153.

معايير التطويب واعلان القداسة في الكنيسة الاورثوذكسية

وتتميز الكنيسة الشرقية عن الكنيسة الغربية في طرق فهمها للقداسة واعلانها، وليس في جوهر المسألة الى حد بعيد.



فالقديس سمعان الاهوتي الجديد يقول عن القديسين الجدد في الكنيسة الاوروثوذكسية ما يأتي: انّ القديس الجديد في الكنيسة ينضم الى محفل القديسين عبر التاريخ الذين امتلؤا على شاكلته، نورا الاهيا. فيضحي الكلّ سلسلة ذهبية، يشكل كل قديس فيها حلقة تتصل بالاخرى عبر الايمان والعمل والمحبة. نعم فانّ القديسين في كنيستنا يشكلون سلسلة ايمانية لا تنكسر ابدا".



اولا، في تحديد القديس في الكنيسة



يحدد الارشمندريت توما بيطار اعلان القداسة في الكنيسة الاورثوذكسية

بالتالي: "القديس هو مَن استحال، بالروح والحق، هيكلاً لله. فصار إناء للاهوت. وأضحى أيقونة الله... وإنجيل حي. فحياته كلمة، وسيرته قدوة. وهو، إلى ذلك، شفيع لدى الله، يرفع الصلاة عن المؤمنين في الكنيسة".



ثانيا، في فلسفة اعلان القداسة عند الاورثوذكس

اما في موضوع الكنيسة الاورثوذكسية واعلان القداسة، فينقل الكاتب الاخ اليكس يانغ عن القديس يوحنا ماكسيموفيتش قوله انّ قداسة راقد ما في الكنيسة الاورثوذكسية لا تنبع من اعتراف الاحبار لا بل من نعمة الله. فمهمة احبار الكنيسة عند الاورثوذكس في موضوع التقديس تقتصر على اكتشاف وتكريم ما قد قدّسه الله من بين رعاياهم الراقدين .



انّ الكنيسة الاوروثوذكسية تميز ما بين القداسة وإكتشافها واعلانها. وهي تعتبر بأنّ في الكنيسة قديسين لم يتكشفوا للكنيسته الارضية بعد، الا انهم يعيشون في حضرة ربهم مع سائر القديسين والملائكة ويتشفعون لنا عنده.



هذا وقد يبدأ اعلان القداسة عند الاورثوذكس على المستوى الفردي، اي عندما يبدأ فرد ما من الكنيسة بطلب شفاعة احد الراقدين ممن يعتبرهم من المقربين لدى الله.



ثالثا، كيفية اعلان القداسة عند الاورثوذكس

يقول الارشمندريت بيطار في اعلان القداسة لدى الاورثوذكس، انه اذا ما لاحظت الكنيسة أنّ الراقد (موضوع اعلان القداسة) كان إنسانا للمسيح بالروح والحق، وانّ سيرته كانت ناصعة وتميزت بعدد من الفضائل المسيحية (الاتضاع، الصلاة، الفقر، المحبة...)، وانه موجود في وجدان المؤمنين كمثال، ومعلم، وشفيع، تقوم عندها بدراسة امكانية تكريمه. الا انه ووفق التقليد الاورثوذكسي، فانّ الروح القدس قد يشاء احيانا ان يصنع العجائب (كالأشفية والظهورات وعدم انحلال الجسد وفيض الطيب) من خلال شخص او راقد ما وذلك كي يؤكد حضور هذا الشخص في حياة الكنيسة واستحالته الى ايقونة الاهية. فالعجائب في الكنيسة ليست بالضرورة لازمة لاعلان التقديس بحسب بيطار.



ومازال اعلان القداسة عند الاورثوذكس غير محصور بسلطة مركزية ويقع في صلاحيات رؤوساء كنائسهم. اما التدابير التي تسبق اعلان القداسة في هذه الكنيسة هي غير خاضعة لمعايير علمية وقانونية، بل الى معايير ايمانية صرفة.



ويضع الارشمندريت بيطار مسئلة إعلان القداسة في الكنيسة الاورثوذكسية في إطار العلاقة الوجدانية الدينامية الحية بين الكنيسة المحلية والقديس. ويعتبر انّ إعلان القداسة في كنيسته ليس شأنا أكاديمياً، ولا يستند عادة إلى رغبة لدى الرؤساء أو المتنفذين إلى تجيم شخصية معينة كقديس بل الى رغبة الشعب والاكليروس. لذا، فإن إعلان القداسة بحسبه، يجب ان يترافق ووفرة في الصلاة والصوم في الكنيسة ودفق من نعم الله. وينهي مقالته معتبرا ان اعلان القداسة يحتاج إلى تنقٍ من جانب الرؤساء والمؤمنين في الكنيسة لتمييزه والإغتذاء به، وإلا انزلقت الممارسة (ممارسة إعلان القداسة) في متّاهات الاستنساب الشخصي واستؤسرت للضغوط السياسية والاجتماعية والقومية والعرقية وسواها. وأضحت، بالأحرى، إعلانات مزعومة لقدسية أهواء الناس.



واذا ما كانت المبادئ العامة الناظمة لاعلان القداسة هي نفسها في الكنيستين، الا انّ الاختلاف يتجسد في الممارسات وعقيدة اعلان القداسة. فمهمة الكنيسة عند الاورثوذكس تقتصر على اكتشاف عمل الروح القدس في تقديس احد افرادها الراقدين حصرا. لذا، فانّ الوسائل المتبعة في الكنيسة الاورثوذكسية هي اقل اكاديمية واكثر بساطة.



ومن الملاحظ انّ القديسين المحليين الذين اعلنت الكنيسة الانطاكية الاورثوذكسية قداستهم مؤخرا، هم بغالبيتهم من الشهداء الذين قضوا دفاعا عن عقيدتهم وايمانهم بشكل واضح كيوسف الدمشقي ، مثلا.



خامسا، في احتفال اعلان القداسة لدى االاورثوذكس

وتقول الام مريم زكّا عن احتفال اعلان القداسة عند الاورثوذكس ما يأتي: انه وبعد سلسلة من الصلوات والاصوام وبعد التشاور مع اركان الكنيسة من آباء روحيين ومتوحدين وعلمانيين معروفين بتقواهم، وعلى اثر التثبت من سيرة وخصال الراقد ومدى حضوره وتأثيره في حياة جماعة المؤمنين(الكنيسة)، يدعو السيد البطريرك المجمع المقدس الى الانعقاد (بناء لطلب اسقف على الاقل) لدرس ملف اعلان قداسة راقد ما. ويتخذ المجمع المقدس قرارا في هذا الشأن، وفي حال الموافقة يأمر السيد البطريرك ، كاتب الايقونات الى كتابة ايقونة للقديس كما يأذن لاحد الاديار بكتابة خدمة خاصة بالقديس.



وعشية ذكرى رقاد القديس الجديد تقام صلاة غروب خاصة. فيأتى بذخائر القديس الجديد وايقونته الى الكاتدرائية. وتنقل الايقونة والذخائر خلال صلاة كسر الخبزات في تطواف مهيب من هيكل الكنيسة الى صحنها، وتوضع قرب الايقونسطاس ، ويقوم جوق المرنمين بترتيل طروبارية القديس للمرة الاولى. ويكشف البطريرك عن رسمه ويكسر الخبزات الخمس التي يوزعها على الناس الذين يوافون لتقبيل ذخائره وايقونته. وفي صبيحة اليوم التالي يتم ذكر اسم القديس الجديد (للمرة الاولى) في خدمة القداس الالهي (مع سائر القديسين) كشفيع لجماعة المؤمنين لدى الله. وبعد حفل الاعلان، تسمح الكنيسة للمؤمنين عادة ببناء كنائس جديدة على اسم القديس الجديد، كما تسمح لهم بتعليق ايقوناته في منازلهم وللتبرك، وتطلب شفاعته لدى الله من قبل المؤمنين بشكل جماعي في الكنائس.





النهاية

هذا كان في اعلان القداسة عند الاورثوذكس، وقد بلغ كل ذلك "ليلى"، فحفظته عن ظهر قلب. وراحت تفتكر اياما بالقديسن غير المعلنين وببعض من اعلنت قداستهم من غير القديسين مثلا. والاهم من كل ذلك، أنّ تلك السيدة اصلحت علاقتها المتردية مع جارتها "روز" جراء ذلك، فاوقفت حملات الشتائم، ورمي المياه المتسخة. فأستقرّ المحيط، واستتب السلم والسلام المحليين





الاروام :ابناء كنيسة الروم الاورثوذكس في انطاكيا

كركون: مخفر الدرك في البلدة

ارشمندريت: رتبة دينية تعني في اللغة العربية رئيس دير

كلمة اورثوذكسي اليونانية تعني في اللغة العربية المستقيم الرأي (وهنا عنى الكاتب ليلى)

معلومات هذا المقطع مستقاة من موقع الوكيبيديا الالكتروني.

الفردوس بحسب التقليد المسيحي هو المكان المخصص في السماء لشهداء المسيح

مع وصول يوحنا بولس الثاني الى سدة البابوية تمّ الغاء منصب المدعي العام في العام 1983، وتمّ تسهيل البت في دعاوى اعلان التطويب والتقديس. فازدادت وتيرة اعلان القداسة والتطويب الى حد غير مسبوق في الكنيسة الكاثوليكية.

توما بيطار:احد لاهوتي الكنيسة الانطاكية الاورثوذسية- رئيس دير القديس سلوان الاثوثي ومدبر عائلة الثالوث الاقدس في دوما

رأي الارشمندريت توما بيطار مأخوذ من مقالته " ما هي المعايير لتطويب قديس في الكنيسة الأورثوذكسية؟" من كتاب "سألتني، فأجبتك"، وقد نشرت على الموقع الالكتروني لمنتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية

مقالة ليانغ منشورة الكترونيا تحت عنوان " ماذا يعني التمجيد؟"

هو رئيس اساقفة سان فرنسيسكو في الكنيسة الاورثوذكسية الروسية في المنفى حتى العام 1962

الحبر هو رئيس كنيسة محلية

الموت بالمفهوم الكنسي هو رقاد اي نوم او ثبات عميق. فالمائت في المسيحية هو راقد سيستفيق عند عودة المسيح الذي هو الديّان العادل في نهاية العالم.

الكنيسة هي بحسب التقليد ارضية وسماوية

رئيسة دير مار يوحنا دوما- وكتبت خدمة يوسف الدمشقي

كسر الخبز: خدمة احتفالية تجري خلال صلاة الغروب، ويقوم الحبر خلالها بكسر خمس خبزات ويقوم الكهنة بتوزيعها على المؤمنين وذلك تذكارا لواقعة اطعام المسيح للجموع من خمس خبزات

ايقونسطاس: فاصل ما بين الهيكل وصحن الكنيسة يحوي الايقونات

ترتيلة خاصة بالقديس تشرح للمؤمنين فضائله وسيرته، وتتلى في المناسبات المتعلقة به في الكنيسة

الخميس، 21 أكتوبر 2010

لتعزيز قدرات الدفاع المدني درءا للحرائق

21/10/10 11:56
متفرقات - مازن عبود: لتعزيز قدرات الدفاع المدني درءا للحرائق

وطنية - 21/10/2010 اعتبر المستشار البيئي مازن عبود في بيان انه "كان من الاجدى للبنان، ان يولي مسألة درء الحرائق اهمية اكبر بكثير. فيتقدم المعنيون من مؤتمر كوبنهاغن والصندوق المخصص للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، مثلا، بمشروع يهدف الى تعزيز قدرات الدفاع المدني لدرء الحرائق وتطوير وسائل عمل الضابطة العدلية بغية مكافحة اسباب استعارها المفتعلة غالبا. وذلك لما لمثل هكذا مشروع من انعكاس مباشر على ديمومة ما تبقى من مساحات خضراء في البلد تقوم بالتقاط ثاني اوكسيد الكاربون من الهواء وتسهم بالتالي خفض معدلاته".

وسأل عبود "المعنيين عما آلت اليه جهودهم في تمويل وانفاذ خطة مكافحة الحرائق في لبنان التي اقرتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة"، معتبرا "أن ما تلتهمه الحرائق سنويا يفوق بآلاف الاشواط المبادرات الرمزية، والفولكلورية الطابع، الهادفة الى تشجير مساحات صغيرة جديدة". ======== م.ح

الأحد، 17 أكتوبر 2010

Crise Mondiale de Lapiculture Touche Le Liban

Publié le 08/10/2010 à 10h49 par Elyse OLIFIRENKOFF, dans la catédorie Côté presse


Comme partout dans le monde, l’abeille se meurt. Cette situation est dramatique. Une catastrophe alimentaire mondiale se profile doucement mais surement dans les années à venir. Cet article écrit par Elsa Chekaiban parut dans l’orient, un quotidien libanais, nous décrit la situation alarmante d’un apiculteur au Liban.
Je vous invite à lire cet article qui reflète ce qui se passe à l’échelle mondiale.
Elyzz

L’apiculteur Joseph Khaled pose fièrement au milieu de ses ruches.
Environnement Phénomène mondial, les abeilles au Liban disparaissent à une vitesse alarmante, posant de nombreux problèmes écologiques, économiques et sociaux.
C'est dans le magnifique village de Lehfed au caractère rural et traditionnel, situé dans les montagnes au-dessus de la ville côtière d’Amchit, que Joseph Khaled et sa femme Joséphine se dédient à l'activité qu'ils exercent avec joie et passion depuis cinquante ans : l'apiculture. Premiers dans leur village à s'adonner à cette activité, ils sont désormais touchés de plein fouet par la crise mondiale de l'apiculture qui a fait surface en 2005. Cette noble activité, exercée partout dans le monde depuis des millénaires, est en proie à un phénomène grave de baisse très importante du nombre d'abeilles. Les statistiques parlent d'elles-mêmes puisqu'en 2007, le nombre mondial d'abeilles a diminué de 80 % selon une étude de David Petch. Le Liban n'est pas épargné par cette crise qui a pris des proportions catastrophiques pour ce pays depuis l'année 2008.
Joseph et Joséphine Khaled expliquent en effet avec grand-peine qu'ils sont passés en l'espace de 3 ans d'une production annuelle de 2 tonnes de miel à une récolte de 200 kilogrammes. Ce recul dans la production est dû à la mort subite d'un grand nombre d'abeilles ainsi que par un phénomène encore inexpliqué par les spécialistes : le syndrome d'effondrement des colonies d'abeilles (« Colony Collapse Disorder »). Du jour au lendemain, les abeilles désertent les ruches où elles sont pourtant nourries, se reproduisent et produisent du miel. La destination des abeilles à leur départ est encore inconnue, ainsi que leur sort et les causes exactes de ce syndrome. Joséphine Khaled nous informe avec un mélange d'incompréhension et de grands désarrois que, la veille, trois de leurs ruches ont été désertées.

Spéculations, retombées et solutions
Les causes exactes de cette crise sont encore incertaines, et seules des spéculations existent. Mazen Abboud, ingénieur et consultant environnemental, explique que l'incapacité d'adaptation des abeilles aux changements climatiques et environnementaux serait responsable de la crise. « Le climat libanais modéré ainsi que la biodiversité remarquable du pays sont en général favorables à la production de miel dans toutes les régions », dit-il. Depuis plusieurs années, les changements climatiques et la sécheresse perturbent le cycle strict des abeilles. Mazen Abboud illustre ce point en expliquant que la plaine de la Bekaa est la région la plus touchée par la crise en raison des importantes variations de température inattendues entre l'été et l'hiver, non favorables au développement et à la survie des abeilles. Il explique que plusieurs causes, encore non confirmées, sont mises en avant pour tenter de comprendre cette crise mondiale. « L'attaque des ruches par des parasites tels que les mites Varroa serait un facteur favorisant le syndrome d'effondrement des colonies d'abeilles », souligne-t-il. Les nombreux pesticides et insecticides, utilisés pour les récoltes par les agriculteurs, toucheraient grandement les abeilles lors du processus de pollinisation. Les champs magnétiques des réseaux téléphoniques et d'électricité dérouteraient les abeilles de leur trajectoire fixée par le radar naturel de ces insectes. Les nombreux incendies de forêt et l'urbanisation grandissante, qui réduisent considérablement la biodiversité et des hectares d'arbres fruitiers où les abeilles viennent puiser le nectar, favoriseraient la malnutrition des abeilles et entraîneraient leur perte.
Joseph et Joséphine Khaled considèrent que les incendies et les champs magnétiques seraient les principales causes de cette crise. Mazen Abboud estime, lui, qu'une dangereuse combinaison de tous ces facteurs serait responsable de cette catastrophe naturelle mondiale. Il avance que cette crise s'aggravera tant que les abeilles ne trouveront pas de moyens d'adaptation aux nouvelles données environnementales.
Les retombées de cette crise dévastatrice sont ressenties dans plusieurs domaines. Au niveau économique, la perte des abeilles entraîne une diminution considérable de la production de miel et une forte hausse des prix. Joseph et Joséphine Khaled expliquent que de 3 récoltes abondantes par an, ils sont passés à une seule. Les apiculteurs doivent également faire face à des coûts d'entretien plus élevés en raison, notamment, de la quantité de médicaments utilisés pour préserver et soigner les ruches d'abeilles.
Cette crise pose de même un problème écologique plus large. Les abeilles sont des insectes pollinisateurs, et leur perte entraîne donc une baisse de la reproduction de certaines plantes, végétaux et arbres fruitiers. Cette perte de biodiversité botanique a déjà des retombées négatives sur l'équilibre environnemental puisqu'une baisse entre 20 et 25 % des arbres fruitiers est recensée à ce jour au Liban selon les apiculteurs. Il n'y a cependant pas de statistiques officielles à ce sujet.
Ce phénomène a aussi des retombées sociales négatives sur les apiculteurs libanais. Ceux-ci sont en majorité de petits producteurs qui ont entre 10 et 30 ruches, mais certaines exploitations peuvent atteindre 100 ruches. La baisse de production engendrée par la perte des abeilles entraîne une diminution de leurs revenus. « Certains commencent donc à se reconvertir dans d'autres activités plus fructueuses, même si l'apiculture ne représente pas la seule rentrée d'argent des petits producteurs libanais» , explique Mazen Abboud. Joséphine Khaled ajoute cependant que la rude concurrence qui existe dans ce domaine ne facilite pas la situation déjà désastreuse. « Nous étions les premiers dans le village à faire du miel, nous sommes maintenant entre 50 et 60 », dit-elle.
Mazen Abboud explique que les solutions sont malheureusement encore inexistantes face à cette rude crise. « Il faut attendre quelque temps avant de voir apparaître des solutions concrètes puisque nous n'avons pas encore le recul nécessaire », ajoute-t-il. Des études et analyses par la FAO et les universités américaines sont en cours pour déterminer les causes de cette crise. Cependant, le manque de budget et de financement pour la recherche et le développement ralentit considérablement l'aboutissement des recherches. Pour une industrie mondiale de 15 milliards de dollars, 3 à 5 millions de dollars sont utilisés pour la recherche, ce qui est relativement dérisoire.
La situation n'est pas meilleure au Liban. « Le ministère de l'Agriculture ne s'occupe pas suffisamment de ce problème, pourtant grave. L'État doit, dans un premier temps, établir des estimations concernant l'ampleur de cette crise, ce qui n'est pas aujourd'hui le cas puisque les statistiques officielles concernant ce domaine agricole sont inexistantes », ajoute Mazen Abboud. Joseph Khaled explique, lui, qu'il est toujours en attente de médicaments promis par l'État.
L'avenir de l'abeille dans le monde et au Liban semble donc très incertain en vue de la crise dévastatrice actuelle. Il est nécessaire de réagir afin de préserver ce noble insecte et l'équilibre écologique, et de continuer à apprécier son miel tant demandé.


Source: article d' Elsa chekaiban parut dans l'orient -le jour du 08/10/2010