الخميس، 25 نوفمبر 2010

Syria Growing Role in Lebanon

Syria Growing Role in Lebanon

By Mazen H.ABBOUD

Septmember.2010

Following the assassination of slant Prime Minister Rafic ALHARIRI, which triggered the 14th of March demonstration, the Syrians withdrew from the Lebanon humiliated. They felt betrayed by most of the Lebanese; the international community recognized the wrights of the Lebanese to self determination; thus a new period of Lebanon modern history, which was full of hopes & fears began.

However, Self determination was not enough to make a sustainable change in a country located at the heart of the Israeli- Palestinian problem; it was not enough in the Lebanon, a land of cocktail of minorities, which enjoyed too much freedom & with no accountability practices. Self determination was not enough for the land of cedars to grow & prosper; it was not enough for the new born to survive the threats of the Levant, which is the kingdom of fears & turbulent history.

The Syrians claimed that they withdrew from the Lebanon voluntarily because they did not want to pay the price reset by the changed market curve; a price they said was determined to be “disarm Hizbullah”.

Now as the Syrians are getting back to Lebanon through the international tribunal gate (making good use of the tribunal effects & implications on the fragile Lebanese dynamic equilibrium), the Lebanese are worried about the new era, which is still in the shaping process.

It is worth mentioning that the Syrians got stronger following the withdrawal of Waleed JUMBULAT from the 14th of March coalition; a step, which made the pro Syrian opposition become a majority at the parliament house.

However, Syria growing power in Lebanon should not be understood solely from Waleed JUMBULAT’s detour lens. The step was nothing but a translation of Syria developing regional & international might. As a matter of fact, the Syrians succeeded in surviving the most critical period of their history, following the assassination of ALHARIRI, due to their capabilities of absorbing shocks, their knowledge of how to make use of the weak points within the systems of the Western democracies & of the fears of friendly and hostiles regimes in the Middle East of the chaos that might result from the fall of the ALASAD’s dynasty; moreover, the Syrians made good use of their strategic position at the heart of the conflict for the Middle East.

President ALASAD knew how to normalize & develop the relations with Turkey at the optimum time, how to act in Iraq, & how to restructure his relations with Saudi Arabia, which were almost broken.

I believe that restructuring Syria relations with the kingdom of Saudi Arabia was ALASAD’s toughest job; the Syrian president knew how to make the Saudi Monarch forget the insults, by offering the king valuable information on the work of dormant Saudi cells, which were preparing to assassinate him; Islamic terrorism is indeed a mutual concerns to both states, which witnessed a rise in terrorists’ activities at almost the same time.

It is clear that the Syrians were good barters too; they offered the Americans some stability in Iraq, in exchange for economic interests & a more active role in the Lebanon & the region.

In addition, the Syrians proved to understand perfectly the Middle Eastern political Market; they knew how to leverage their relations with the Iranians, Saudis, Russians, & the west in response to the changes of supply & demand in order to optimize their national interests & viability.

On the other hand, the 14th of March could not control the Lebanese game; this is due to Lebanon hybrid democratic system, its diversity, its fragile social structure, which made it more vulnerable & receptive to foreign & regional interferences; moreover, the absence of visibility, coordination & proficiency in the 14th of March made the situation worse; as a result the Lebanon became an excellent barometer of the continuously changing relations between Syria & the other players; so almost every political move in the Lebanon should be understood in the light of the dynamicity of the region.


Finally, it seems that my country has got no leaders who got combined the visibility & the capabilities, in order to minimize the risks on its people; moreover, I do not know if stability & relative prosperity would be perfect substitutes to freedom, sovereignty, & independence; meanwhile the Lebanese is asked to eat the dishes prepared by the international & regional cuisines!!!

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

لاعلان حالة الطوارىء المائية في البلد

عبود: لاعلان حالة الطوارىء المائية في البلد


اعتبر المستشار البيئي مازن عبّود بأنّ ما ادلى به وزير الطاقة والمياه في مؤتمره الصحافي في 12 تشرين الثاني 2010 حول نبوض خزانات المياه الجوفية بمعدل 195 مليون متر مكعب سنويا هو فضيحة حقيقية يتوجب التوقف عندها، وبموجبها اعلان حالة الطوارئ المائية في البلد.

واشار عبّود الى ان خفض عدد الابار الارتوازية المستخدمة على مجمل الاراضي اللبنانية الى الحدود الدنيا بهدف اعادة تكوين كميات المياه المستهلكة او تصفير معدل النبوض على الاقل في المدى القريب، اولوية استراتيجية توازي اهميتها ملف "المحكمة الدولية" او ملف "شهود الزور".

ودعا عبّود وزارة الطاقة والمياه الى ارساء استراتيجية واضحة لا تهدف فقط للتشدد في آلية منح تراخيص جديدة، لا بل الى العمل الحثيث على اقفال الآبار التي لا تتطابق ظروفها مع الشروط الجديدة.

وتوجه عبّود الى الوزير بارود واللواء ريفي، وعبرهما الى الوحدات المختصة في قوى الامن الداخلي، طالبا التشدد في قمع المخالفات واقفال الآبار غير المرخصة، وذلك بوصف ملف المياه الجوفية موضوعا استراتيجيا لا يتوجب الاستهانة به.

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

لبنان والديموقراطية

لبنان والديموقراطية
جريدة الديار -مساحة فكرية
8-11-2011

«لست ملزما بالفوز، الا اني ملزم بأن أكون ذاتي. نعم لست ملزما بالنصر بل اني ملزم ان اعيش في النور الذي فيّ. اؤيد كل من هو على صواب. واؤيده فقط عندما يكون على حق وصواب. واتركه عندما يخطىء».
ابراهام لينكولن ـ الرئىس السادس عشر للولايات المتحدة الاميركية (1861 ـ 1965)


رحت افتكر بلبنان وبمنتخبيه، وانا اقرأ كلمات الرئيس لينكولن تلك. فكان ان تحسرت على اندحار بعض المبادىء التي اعطت لبنان تمايزه في هذا الشرق العربي. واسترجعت التاريخ، محاولا بذلك تحديد مكامن الخلل البنيوي في البلد.


فكان ان ادركت ان لبنان الدولة كان قد سقط زمانا طويلا، طفلا صغيرا، في خضم الصراع على الشرق الاوسط والقدس. فعلى ما يبدو لم يكن مقبولا ان تنشأ ديموقراطية في هذا العالم العربي، لا تشبه طبيعة هذا المحيط الى حد بعيد. فكأن الانتماء الى العالم العربي قد عنى تبني كل وجوه هذا المحيط وميزاته دون أي تباين جوهري معه، والا اتهمنا بالخيانة والتآمر.


فكان ان سخّف قادتنا الديموقراطية، وارسوا نظاما لا يشبه الا نفسه. فهو بظاهره ديموقراطي لكن بباطنه قبلي. لقد بنوا احزاب الاشخاص التي تتواتر على المراكز القيادية في الدولة. حرصوا على ارساء ناد مغلق للحكام لا يدخله اي مواطن. ثم ساعدهم المحيط على اكتساب صيغة الالوهة او القداسة.


فكان ان سقط لبنان السقطة الاولى، طفلا صغيرا. سقط بداية لما تجاهل حكامه ارساء احزاب حقيقية على النمط الغربي، مع كل مستلزمات الانتخابات وتداول السلطة والمحاسبة. نعم لقد خلق قادتنا مزيج نظام غريب على مقاس مصالحهم. فكان ان برزت ديموقراطية لبنان الممسوخة لكن مع بعض الامل بتغيرها وتطورها.


لقد أخطأ غالبية بناة الجمهورية، على ما يبدو، في ترجمة مبدأ المحاسبة. فأضحى محسوبية وزبائنية في ثقافتنا. فكان ان تحولوا هم بدورهم من قادة الى ديوك تتناحر على السلطة حتى حدود افناء الخصم الذي تحوّل الى عدو حتى الموت. وأضحى اليوم كل من يؤمن بمقولة الرئيس لينكولن هذه، خارجا عن الشرع والمجتمع ويستحق عقاب جهنم والرجم حتى الموت.


لقد تبنت الاحزاب التقدمية في لبنان الوصفة الغربية في ادارة الاحزاب، مع النظريات الاقتصادية الماركسية كفلسفة لتحركها، على عكس الاحزاب اليمينية التي تبنت فلسفة تحرر الاسواق لكن من دون تبني الديموقراطية في ادارة هذه المرافق. فكان العقم في انتاج القيادات في البلد الى حد كبير، الا من خلال الاقطاع او الحروب. ثم كان الخراب الكبير في مرحلة ما بعد الطائف حيث تلاشت الاحزاب بفعل وحش الامن المتآمر على الكيان بتحالف وشراكة مع وحش المال.


فكان ان اضحت الناس في بلدي رعايا وليس مواطنين. واضحى زعماء الطوائف والحروب انبياء، بالنسبة الى الناخبين، انبياء كذبة يتعاطون دون خجل ووجل في ادنى تفاصيل حياة الناس. والادهى ان غالبية الناس اضحت لا تخجل من كونها مستعبدة. لا بل تتباهى بكلمات السر التي تحل عليها، فتعميها عن التفكير والمعرفة ورؤية الحقائق. نعم، اضحت الناس في جهل وجحود!!!


ان معركة المستنيرين في البلد اليوم هي القول والعمل لارساء قناعة جديدة في المجتمع ترتكز على واقعة ان ليس رضى الزعيم والخط من رضى الله، وان الزعيم وخطه قد يخطئان. وبأن من تجرأ فخالف الزعيم والخط، او اختلف معهما في الرأي، ليس كافرا يستحق نار جهنم ونيران الالسن ولعنات الاقرباء والاصدقاء.

معركتنا اليوم هي في تقويم الاحزاب او ارساء تجارب جديدة. واني سأؤيد حتما من القيادات من يتبع الديموقراطية في ادارة خطه، اذا ما كانت اهدافه نبيلة. فالوسائل هي موازية بأهميتها للاهداف. ولتحقيق هدف نبيل يتوجب سلوك وسيلة نبيلة ايضا، والا الديكتاتورية!!


اشعر ان لبنان قد دخل في ممارساته السياسية اليوم شريعة القرون الوسطى، وتخلى عن القيم الصانعة للحضارة.
الا ان هذا كله لن يمنع من هم مثلي من دعم ما يرونه صوابا وحقا، وترك ما يعتقدونه باطلا من المواقف. ولن اهتم شخصياً مثلا، بعدم قدرة البعض على قراءة خطي!!!
فحسبي ان الانصياع للجهل ليس اولوية عندي بل عيش قناعاتي هو اولويتي. اعيش قناعاتي، بغض النظر عن النتائج (وصلت او لم اصل، نجحت ام لم انجح...) اقول كلمتي واعمل لها بغض النظر عما يقال فيّ:


اعتقد انه قد اضحى من الضروري جدا العمل على اعادة تكوين مجتمع مدني حقيقي في لبنان. مجتمع مدني منفصل عن السلطة والحكام، يمارس ادوارا رقابية.


اخيرا، ان كلا منا مدعو اليوم الى الدفاع اكثر عن لبنان عبر صون المبادىء المؤسسة للديموقراطية فيه. وان مهمة رجال الاقلام والفكر المستنير هي نقل الحقيقة مهما كان الثمن. فالخوف يتعاظم اليوم من ان ينغمس الاعلام في بلد الارز، اكثر فأكثر، في الزواريب. فيضحى من البروباغندا، وان هذا ما يحصل عادة في ازمنة الحروب والصراعات. وجسد الاعلام اللبناني «لبيس». مهمتنا اليوم هي الحفاظ على المواطنة ومحاربة الرعاية. الطريق طويل وشائك، اعلم. واننا لسنا ملزمين بالنصر بل بالعيش في النور والحق كما يقول لينكولن.
مازن عبود

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

حريق عين الرمانة

في تصريح الى الوكالة الوطنية للاعلام صباح اليوم، اعتبر المستشار البيئي مازن عبّود انّ حريق عين الرمانة الاخير الناتج عن اشتعال مواد كيماوية في مستودع للمواد الصناعية في بناية سكنية هو انموذج بسيط لمّا قد يحدث في الكثير من المواقع في بيروت في ظل استفحال الفوضى وغياب الرقابة في البلد.

وسأل المعنيين ما اذا كان ممكنا مثلا في لبنان تأمين مستودع غير مرخص من قبل الشركات الضامنة؟ او اعطاء ترخيص بمستودع يحوي موادا محترقة في بناية سكنية؟ او تغيير وجهة استعمال هذا المستودع مثلا بعيدا عن اعين الدولة؟

عبّود اعتبر ان درجات تفاعل اجهزة الدولة مع مثل هكذا حوادث ما زالت ضعيفة نظرا لغياب الامكانيات، دعا الناس الى الابلاغ عن كل مخالفة قد تهدد صحة وسلامة بيئتهم السكنية الى الجهات المعنية والمحاكم ذات الاختصاص لازالتها ضمانة للسلامة العامة. كما اعتبر بأنّ الناس تنتظر حتما نتائج التحقيق الرسمي لتحديد الاسباب والمسؤوليات في هذا الاطار.

Lebanon & the traffic

Lebanon & the traffic

By Mazen H.ABBOUD

FIT'N STYLE Magazine November 2010

The Lebanon has attracted during the last decade a lot of tourists; the rate of visitor arrivals to the cedar land has doubled during the last ten years reaching an unprecedented level of one million & a half visitor last year.

However, tourism became also a burden on the normal Lebanese who is loosing some of his time (spending hours) in the traffic to reach work or home (four hours per day per commuter to Beirut).

It is estimated that an average of two hundred thousand employees & half million cars travel in & out of Beirut (on daily basis in summer time); it is worth mentioning that it takes a Lebanese two & a half hour to cross the distance between Beirut & Junieh, which is less than 50 km from the capital only. So, from an economic point of view, tourism is affecting our economy badly also, provided one considers the production hours lost at roads, the cost of fuel consumed by cars stuck in the traffic, and the degrading air quality due to the emission of Co2 from cars in the traffic. So, by simple calculations I might say that the incurrent direct cost of tourism on the national economy is far more than two million USD per day (suppose an average one hour lost in traffic is worth on average 2.5 USD; the number of total hours lost per day is equal to: 200.000 employees *4 hours= 800.000 hours; then the total cost incurred per day is: 800.000 hours *5 USD/ Hour = 2.000.000 USD per day). I believe that the tourism industry in Lebanon cannot grow any longer in the light of the current state of roads; Thus new solutions should be adopted as quickly as possible to make the tourism industry growing, more profitable & less costly to the national economy.

Water taxi project, which was launched this year in Beirut, could be a solution in the medium to long term; it is supposed that the above mentioned project would save the Lebanese economy a lot of losses (lost time & fuel) & generate 15.000 jobs. However, there is still a lot to do to have the project implemented. First of all, a new legal frame work should be set (promulgate a new law for the marine transportation sector). Second, the government should set a policy to develop a public transport system & work on limiting the number of cars in circulation in Grand Beirut area, possibly by the proper implementation of the car safety regulations.

Finally, Water taxi might be a part of a solution to the country transportation sector, provided it respects the international environmental marine code (not discharging fuel wastes into marinas & the sea, for example). Moreover, it would be beneficial if similar marine transportation projects (for cargos) would be put on trail also with a main purpose, which is to limit the circulation of lorries & trucks with cars in order to lower the high level of road causalities in Lebanon; furthermore, it is imperative that the government of Lebanon reconsider restructuring its public transport policy to find solutions for the stagnant traffic problem (metro infrastructure for example) to satisfy the growing needs of the soaring Lebanese population in the light of the current degrading state of roads.

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

في ترحيل مسيحيي الشرق

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1690&ChannelId=39563&ArticleId=518&Author=%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%86+%D8%AD+%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF


في ترحيل مسيحيي الشرق


مازن ح عبود

«لقد خسرنا جزءا من روحنا.
اما المصير، مصيرنا، فلا أحد يعلم ما سيكون...».
رودي خليل
عن هيرالد تريبيون (2/11/2010)

هل يتعرى العالم العربي من مكوناته فيضحي عالماً إسلامياً صرفاً وفاقداً لصبغة العروبة، بفعل منظمة «القاعدة»؟ وهل انّ الشرق الاوسط قد سقط وللأبد بيد التطرف؟ ومن ثمّ من اين اتت القاعدة؟ وكيف نشأت؟ وهل ان تراجع الاحزاب العلمانية والمفاهيم الديموقراطية في العالم العربي هو نتيجة ام سبب لهجرة المسيحيين المشرقيين؟ وهل أن ظاهرة بيع الاراضي في لبنان من قبل المسيحيين هي بداية النزوح الاخير؟


اسئلة تحضر الى عقلي في كل مرة يرد اليّ خبر انفجار في العراق او حدث دامٍ في مصر او ازمة سياسية او نزوح في لبنان. وقد حضرت هذه المرة بقوة ككابوس نصف الليل بعد ان شهد العراق موجة هجمات افتتحتها «القاعدة» بمجزرة سيدة النجاة في منطقة الكرادة في بغداد، واستكملتها انفجارات دامية في الأحياء الشيعية.


انّ ما جرى ويجري في العراق اليوم يدفعني الى التشكيك في مرحلة ما بعد سقوط الايدولوجيات الديكتاتورية الطابع في الشرق الاوسط. فهل المطلوب استبدال حكم الطاغية صدام حسين وحزب البعث العلماني والتحرري الطابع ظاهرياً، بحكم الفرق الدينية النافر؟


لم اؤيد يوماً صدام حسين ولا انتهاكاته الفاضحة في حق الانسانية، الا اني لست حتما مع وحش الفراغ الذي يفضي الى التطرف والعنف. لقد كان سقوط نظام وأيدولوجية البعث في العراق مدوياً لجهة ظهور الفرق وأنماطها وبربريتها حتى حدود الإلغاء.


ترانا نشاهد ونستنكر، مع الفاتيكان، انقراض المسيحيين الذين هم في اساس حضارة العراق الذي شكل مسرح الكتاب المقدس بعهده القديم. ونتألم ونتحسر على ضحايا كل اعتداء على أقباط مصر.
أوليست مصر هي ارض الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد؟ ولا يغيب عن بالنا القبر المقدس والإرث الضائع في الاراضي المقدسة في فلسطين.

لقد اضحينا نخشى ايضاً على بقايانا في دمشق وصور وصيدا وأنطاكيا وغيرها من مدائن هذا المشرق. فتنظيم «القاعدة» يبدو حالياً منكباً على تصفية العالم العربي، كي يدخلنا مجدداً زمن الخلافة من دون خليفة.

طبعاً لم تولد القاعدة من فراغ. فثمة أنظمة تربوية اتبعت لعقود من الزمن في بعض الدول الكبرى الإقليمية والغنية، ساهمت كثيراً في إنباتها وتنميتها. فأضحى كل مواطن في تلك الدول مشروع تطرف يسعى ان يكون «بن لادن» جديداً، فيلغي ويقتل إرضاء لله ولبلوغ الجنة. لن يتراجع الارهاب قبل ان تشح موارده البشرية والمادية. وإنّ هذه المسألة هي رهن برغبة بعض القادرين الى حد بعيد.


ادى فشل الأنظمة العربية في استرجاع حقوق العرب في فلسطين، كما في تحقيق التنمية للشعوب، الكنف الذي نما فيه شعور النقمة والغبن الذي ولد الإرهاب والتطرف. فكان ان وازى ارهاب القاعدة الجرائم ضد الانسانية التي اقترفتها إسرائيل في فلسطين المحتلة. وأكلاف حالة كهذه هي زوال مشرقنا بصوره الجميلة وأحزابه العلمانية، حتى انّ روّاد تلك الاحزاب اضحوا اليوم يسيرون وراء الاحزاب الدينية من دون وجل. إنه الفراغ واليأس والغبن الذي وظفه وحش التطرف لحسابه.


الوضع مربك في المشرق لأنّ الأحزاب العلمانية، في الظاهر، قد ولّت لحساب الاحزاب الدينية، كما رحلت مع الريح المبادئ الديموقراطية.

لم يكن مسيحيو العراق مستهدفين حصراً في مجزرة سيدة النجاة، بل روح العراق كما اشارت جريدة «هيرالد تريبيون» غداة الانفجار نقلا عن الضحايا. لا بل كان المستهدف المشرق العربي بوجهه الجميل. وبرحيل المسيحيين عن ارضهم لن يكون مكان للاعتدال بعد اليوم، لن يكون مكان لحرية الفكر والديموقراطية والغد الافضل، لا بل تكفير وتخوين وتطرف وموت.


لذا، فالمطلوب اليوم انتفاضة للاعتدال الإسلامي تشن في وجه التطرف الذي سيلتهمهم حتماً. لقد اضحى مطلوباً من أئمة الإسلام الخيرين ان يعملوا على إرساء منظومة اجتهادات دينية تقي الناس شرّ التطرف. فما علاقة مسيحي العراق وسائر الأقطار العربية بالظلم؟ وما هي صلاتهم بالصليبية التي قضت على غالبيتهم يوم دخلت منطقتنا؟ ما ذنب اولئك بمصائب العرب وفساد الحكّام والأنظمة؟


إلا أنّ هذا كله، معطوفاً على ما يجري في لبنان، لا يجب ان يدفعنا كمسيحيين لبنانيين الى الهجرة، لأنّ البقاء في ارضنا واجب مقدس. واجبنا ان نصون القيم الديموقراطية وأن نعمل لغد افضل لنا ولإخواننا. فالارض والمحيط هما صليبنا، كما اننا صليب هذا المحيط. ليس حسناً ان


نترك المسرح هاربين، فنهمل بذلك البحث عن مسالك فجر الحقيقة والشهادة للحق.
لقد خلقنا هنا في ديار السيد كي نشهد له حتى الموت. لم لا وأجدادنا قد شهدوا له قبلنا، وبعضهم رقد شهيداً في ارضه على رجاء القيامة والحياة، فتقدس. علينا ان نكمل المشوار حاملين قضايا هذا العالم العربي المعذب. يجب ان نتمسك بأرضنا وأن نشاطر إخوتنا همومهم، ونسعى معهم الى إيجاد الحلول.


فالخوف، كل الخوف، هو في ان تتعرى ارض الناصري من اهلها كليّاً، فتستوطن عندها الغربة في اوطاننا. يقول باسيليوس مطران عكّار للروم الاورثوذكس: «إنّ من باع ارضه، باع شرفه». وهو على حق لأنّ الارض فعلاً تصنع وتعلم. إنّ العلم ليس غاية بحد ذاته بل وسيلة للارتقاء ولاكتشاف الحقيقة. بعضنا يخسر ارضه في سبيل تعليم اولاده، إلا أنّ العلم قد اضحى مفتاح الهروب والهجرة.

أخيراً، إنّ المسيحيين مدعوون اليوم اكثر ان يشهدوا لربهم على ارضهم، وعلى الاسلام المعتدل ان يعي اهمية أدوارهم ووجودهم فيتكاتف معهم للحفاظ على هوية منطقتنا ووجهها الحضاري الرائد. إنّ ما حصل في العراق مؤشر سلبي لا يمكن تجاهله البتة، وهو يهدف الى افراغ المنطقة من نسيجها الحضاري. إلا أن ذلك لن يتم ما دام في المنطقة أناس يؤمنون بالحياة والسلم والحضارة.
كاتب صحافي وعضو في معهد الصحافة العالمية ـ فيينا

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

Announcing Sainthood in the Orthodox Church


THURSDAY, OCTOBER 28, 2010
Announcing Sainthood in the Orthodox Church
Rose said to her neighbor Leila, "What's wrong with you Rum that your church doesn't produce saints? Have Jesus son of Joseph the Carpenter and His mother Mary left your church? The church that doesn't produce saints is barren, according to my father. Look how we have celebrations of beatifications and canonizations come every year. Convert, or at least break off your poision like the Greek Catholics so that heaven will grant you at least the idea of a saint!"
Leila got angry with Rose and war broke out between the two using all the water buckets and old pots available... The struggle almost turned into sectarian strife, even if it didn't reach the police office. Leila took her neighbor's comments to the archimandrite of her village, hoping he would explain about the announcement of saints and this apparent infertility in the Orthodox Church.
The embarrassed Orthodox woman went inside the monastery gate and solemnly entered the church. She followed the service of vespers until its end in order to meet the archimandrite who was praying inside the altar.
The service soon ended and the simandron sounded and everyone went to the monastery's reception hall. Leila quickly asked the monastery's elder the question that had been troubling her. The priest explained to her in simple terms the substance of the standards for glorifying a saint in the Orthodox Church and it heartened her to hear that the Antiochian Orthodox Church has recently announced the sanctity of a number or martyrs, such as Joseph of Damascus who was martyred defending his faith at the end of the nineteenth century and the martyrs of Hamatoura who were also martyred defending their religion in the time of the Mamluks. He informed her that the ways of declaring a saint are different between different churches, such as publishing reports of miracles. However, she was surprised to hear him say that there are saints whose sanctity is still hidden, undiscovered and unannounced. Here is some of what she heard about this....
The model of the martyrs for Christ is the original path of sanctity in the universal Church and the Deacon Stephen was the first of them. According to the universal Church they purchased paradise with their blood. Through this they joined the choirs of the angels, the apostles, and the prophets. The first Christians had the custom of erecting the altars of the churches upon the graves of their martyrs. With the end of persecution, that is after the conversion of the Roman Empire to Christianity, confessors like Ephrem the Syrian and some of the monks of the desert of Egypt were added to the list of saints.
Likewise the ancient custom in the Church was for the sanctity of someone departed tobe declared by one of the successors of the apostles, that is the local bishops and the heads of local churches, until Pope Alexander III proclaimed in 1170 that all questions of veneration and beatification and announcements of sainthood in the Catholic Church would belong to the Vatican.
The Pope at that time was focused on emphasizing his role in making decisions on account of the reality of abuses by certain hierarchs of the authority granted to them in such matters, as well as political and administrative circumstances that led to the strengthening of the pope’s power over authorities in the Catholic Church and their flocks. The issue of announcing sainthood was gradually regularized until it became mandatory for the person seeking veneration to make an appeal for beatification before the council for saints in the Vatican, which has the competency to study the dossier before raising the subject before the Pontiff, as the basis for the final decision about announcing sainthood.
It is clear that the means of declaring sainthood in the Vatican obey intellectual and canonical standards and expend a great deal of effort and money. The custom arose for every appeal to have an advocate. Before 1983, each appeal had a defense attorney as well, who rebutted the claims made before the council. This required convincing the fathers of the truth of the matter in declaring sainthood. After listening to the rebuttals and the rebuttals of the rebuttals, the fathers of the council vote on the matter, and report the results of the vote to the Pontiff to serve as the basis for declaring sainthood, which takes place in a celebration at St. Peter’s Cathedral.
It should be pointed out that Udalric, Bishop of Augsburg was the first saint (outside Rome) whose sainthood was announced by Pope John XV in the year 993. Likewise, Gautier du Pontoise, was the last western saint whose sainthood was announced by a bishop (Hugh du Boves, Archbishop of Rouen) in the year 1153.
The standards for Sainthood in the Orthodox Church
The Eastern Church is distinct from the Western Church in the ways that she understands sainthood and announcing it, to a great degree, is not an essential part of the question.
Saint Symeon, called the New Theologian, talks about new saints in the Orthodox Church and says, "The new saint in the Church belongs to the congregation of the saints across history who in their own way have been filled with divine light. All of them make up a golden chain, each saint forming a link that connects to the others through faith and work and love. Yes, the saints in our Church form a chain of faith that is never broken.”
As for the definition of saint in the Church, Archimandrite Touma Bitar defines the announcement of sainthood in the Orthodox Church in the following way: “The saint is the one who becomes, in Spirit and in truth, a temple for God. He becomes a vessel for the godhead. He becomes an icon of God... a living Gospel. His life is a word and his story is a model. For this reason he is an intercessor before God who raises prayer up on behalf of the faithful in the Church.”
As for the philosophy of announcing sainthood among the Orthodox, on the topic of the Orthodox Church and announcement of sainthood, the writer Brother Alex Yang reports about Saint John Maximovitch that he said that the sainthood of one who has reposed in the Church does not come from the admission of religious authorities, but from the grace of God. The concern of the authorities in the Church for the Orthodox in the matter of declaring saints is limited to discovering and honoring those whom God has sanctified from among His flock.
The Orthodox Church distinguishes between sainthood, its discovery, and its announcement. She holds that in the Church there are saints who are still undiscovered by the Church on this earth, though they live in the presence of their Lord with all the saints and angels and intercede for us before Him. The announcement of sainthood for the Orthodox begins on an individual basis. That is, when an individual within the Church starts to ask the intercession of someone who is departed and is considered to be close to God.
As for the method of announcing sainthood among the Orthodox: Archimandrite Bitar says about the announcement of sainthood among the Orthodox that whenever the Church notices the someone who has reposed was a person of Christ in Spirit and in truth, and that his life was distinguished by a number for Christian virtues (humility, prayer, poverty, love....), and that he is present in the consciousness of the faithful as a model and teacher and intercessor, then the Church undertakes a study of the possibility of honoring him. However, according to the Orthodox tradition, the Holy Spirit sometimes decides to work miracles (such as healings, apparitions, bodily incorruptibility, the flow of myrrh...) through a person, living or reposed. This is in order to confirm the presence of this person in the life of the Church and the fact of his having become a living icon. Miracles are not absolutely necessary in the Church to announce sainthood.
For the Orthodox, the announcement of sainthood is still not limited to a single authority under whose competency are the heads of the churches. As for the preparations that precede the announcement of sainthood, they are not subject to academic and canonical standards, but rather purely to standards of faith.
Archimandrite Bitar places the question of announcing sainthood in the Orthodox Church in the framework of the living, dynamic relationship between the local church and the saint. He considers the announcement of sainthood in his church to not be an academic matter, and not something that usually depends on the desire of the leaders and influential people to honor a specific personality as a saint, but rather on the desire of the people and the clergy. For this reason, the announcement of sainthood according to him must be accompanied by an abundance of prayer and fasting in the Church and must spring from the grace of God.
Even though the general principles for the annonucement of sainthood are the same in the two churches, the difference is embodied in the practice and understanding of the announcement of sainthood. The Church's role for the Orthodox is limited to uncovering the work of the Holy Spirit in sanctifying one of the departed. For this reason, the methods followed in the Orthodox Church are simpler and less academic.
It is noted that the local saints whose sanctity has been announced by the Antiochian Orthodox Church of late have for the most part been martyrs who defended their belief and faith in a clear way, like for example Joseph of Damascus.
On the Announcement of Sainthood Among the Orthodox
Mother Maryam Zakka says about the celebration of the announcement of sainthood among the Orthodox that, "After a series of prayers and fasts and after consultation with the pillars of the Church among the spiritual fathers, monks, and laypeople known for their piety, and after establishing the life story of the one who has departed and their characteristics and their presence and impact upon the life of the gathering of the faithful (that is the Church), the Patriarch calls the Holy Synod to a session (on the basis of the request of at least one bishop) to study the dossier about the announcement of the sainthood of a given person. The Holy Synod makes its decision about this matter, and if they agree to it, then the Patriarch orders an iconographer to make an icon of the saint and permits one of the monasteries to write a special service for the saint.
On the evening of the commemoration of the repose of the new saint, a special vespers is held and the relics and icon of the saint are taken into the cathedral. The icon and the relics are carried during the service of breaking the bread around the altar of the church and are placed next to the iconostasis while the choir sings the troparion of the saint for the first time. The patriarch reveals the image and breaks the five loaves which are distributed to the people who come up to kiss the relics and the icon. The morning of the next day, the commemoration of the new saint is made for the first time in the divine liturgy, along with the other saints, as an intercessor before God for all the faithful. After celebrating the announcement, the Church permits the faithful to build new churches in the name of the new saint, just as she permits them to hang icons of the saint in their homes as a blessing. She asks for the saint’s intercession before God for the sake of the faithful as a whole in the churches.

في موسم الصيام والجردة لدى المسيحيين

في موسم الصيام والجردة لدى المسيحيين

الديار 15/03/2010

بمناسبة تفجير كاتدرائية سيدة الخلاص في بغداد في 1-11-2010استرجع مقالة كانت قد نشرتها لي جريدة الديار


»مما لا شك فيه ان نهاية التاريخ ستكون حزينة حتماً.
فالنضال للتحرر، او رغبة فرد ما بالتضحية بنفسه في سبيل قضية...
كما سائر الصراعات الفكرية التي تتجلى في أحسن أشكالها في الإقدام والشجاعة والخيال والمثالية ستستبدل لصالح الحسابات الاقتصادية».
فرنسيس يوكوهاما في ورقة «نهاية التاريخ والانسان الأخير»


وكان ان اتى عيد مار مارون أولاً، فسبق مراسم بداية الصوم.
والصوم يبدأ عادة عند الموارنة بالرماد الذي يكلل الهامات، اي باستذكار ان «الانسان تراب هو والى التراب يعود».


هذا وعند حلول كل صوم يدعو الأحبار وكهنتهم الشعب الى التوبة والإنسحاق.
ومن شروط التوبة العودة الى النفس ومراجعتها لتحديد مكامن الخلل والترهّل بغية استعادة الصورة الأساس التي أضحت مفقودة.


وبمناسبة بدء هذا الموسم سأحاول دراسة أسباب تراجع أدوار المسيحيين في أرضهم.
اضمحلال القيم المؤسسة للأدوار
اني أعتقد ان أدوار مسيحيي لبنان عموماً، والموارنة خصوصاً، قد تراجعت بفعل اصابتها بالوهن المتسرّب من غمار الحضارة الغربية التي تشربوها وعرّبوها كي تكون في متناول محيطهم العربي والاسلامي!!!


ان الوهن الذي أصابنا كمجموعات روحية في هذا الشرق ناتج عن عدم التزامنا بما بشّرنا به من مبادئ تحررية على شاكلة: الديموقراطية (المحاسبة والمساءلة) وتحفيز الأكفأ والبرغماتية وثقافة السلام وحكم القانون والتربية السليمة لحساب الزبائنية والاقطاعية والعنف والقبلية!!!


أخشى ان نكون قد غرقنا كثيراً في فرديتنا الى حدود العمى، الذي هو النظر الى كل المتغيرات من منظار «الأنا الجماعية» المنتفخة والمريضة.

نعم، أخشى ان نكون قد اختزلنا ارثنا الحضاري بـ«الكبّي والتبّولي والحمص».
وبالمناسبة اسأل ما اذا كانت مشاركتنا في السلطة وحكوماتها هي ضمانة لاستمرارنا في هذا المشرق والبلد أم تهديد لهذا الوجود؟

جلّ ما أعرفه اننا بدأنا نضمحل عندما تخلينا عن رسالتنا (الخدمة، المحبة، نشر مبادئ الثقافة الغربية) لحساب الربحية الاقتصادية المباشرة.
بدأت أدوار المسيحيين تتراجع عندما تخلى الناس عن الفلاحة والقناعة لحساب الطمع والتجارة.

بدأت جماعتنا تتقهقر لما فقدنا ثقتنا بأديارنا ورؤساء كهنتنا.
فما عدنا نعول على بركتهم.

وان في هذا حق على الرهبان والاكليروس كما على العلمانيين.
بدأت مجتمعاتنا المسيحية في لبنان تضمحل لما رغبت كنائسنا بالعمل على تعزيز مؤسساتها الربحية، فضعفت الروحانية لحساب الربحية.

وصارت ديمومة المؤسسات واستمرارها الأولوية الكبرى لدى مالكيها من رجال الدين.
وانغمس بعض قادتنا الروحيين في خضمّ اللعبة السياسية حتى الفناء، من حيث لا يدري.

حوّلهم بعض تجار الطوائف المتجسّدين في أقمطة خراف، الى متاريس لهم.
فجعلوهم بذلك ساسة وليس قادة تزود عن المبادئ الاخلاقية والروحية المكوّنة لحضارة جماعتهم في هذا الشرق.

لقد بدأت الحضارة الغربية تنحسر لحساب الحضارة الآسيوية (الصين تحديدا)، لما تبنّت الصين الأفكار المؤسسة للحضارة الغربية.

ونحن بدأنا نتراجع لحساب الآخر، لأنه مستعد للإستماتة من أجل مبادئه.
تغرّبنا (أضحينا غربيين) بشكل مرضي الى حدّ بعيد، فتناسينا تاريخنا في هذا الشرق، ولم يبقَ عندنا من الحضارة الغربية الا القليل من قيم تلك الحضارة والكثير من وهنها.

أحزن جداً عندما يختزل البعض قديسي بلدي بثلاثة متناسين بذلك ان لبلدنا اكثر من خمسة وثلاثين قديساً في العصور الأولى للمسيحية.

لست أعرف اذا ما كان البعض يدري ان صور وحدها هي موطن لأكثر من ثمانية قديسين، وقد غابت اسماءهم وصورهم عن كنائسها؟؟ كما ان بعلبك هي ايضاً موطن لسبعة منهم.

هذا وقد فتشت طويلاً في جبيل عن مزار صغير للقديسة اكلينا الجبيلية، فلم أجد.
هذا وقد غصّت مدينة اكلينا بمزارات لقديسين غربيين.

وعندها أدركت لما اننا نتناقص في هذا الشرق.
نتناقص اذ لا محلّ لجماعة تتجاهل تاريخها وشهدائها وقديسيها بهذا القدر!!!
لقد سقطت القسطنطينية بيد الأتراك العثمانيين لمّا قرف قومها من الدفاع عن الحرية، وخوفي اليوم على قوم مارون وأخوتهم ان يسقطوا اذا ما قرفوا من الدفاع عن القيم الصانعة
لتمايزهم في لبنان والمشرق.

خسارة المعركة
أخشى اننا بدأنا نخسر المعركة امام التطرّف والعنف والارهاب.
بدأنا نخسر معركة وجودنا لأننا بمعظمنا قد أضحينا «مكرنتليين».

والمركنتليون عموماً يخسرون معاركهم مع المتمسكين بعقائدهم حتى الشهادة (بغضّ النظر عن مدى صوابية تلك العقائد)، اذ ان الحسابات الاقتصادية (التجارة) لا يمكن ان تغلب الشهادة.
ان الخطر الأكبر الذي يفتك بالمجتمعات المسيحية في لبنان اليوم ليس سطوة الآخر وتفوّقه السكاني، انما المادية التي تضرب الحضارة الغربية الى حدّ الموت.

بدأت حضارتنا تضمحل ووجودنا يتراجع لما وضعنا زعمائنا في مصاف الالهة، فأهملنا مبادئ المحاسبة والمساءلة والشفافية واستبدلنا «دستور الايمان» بدستور الولاء للزعيم خوفاً من المجهول والذي يتلوه الناس عادة في مجالسهم على النحو التالي: «أؤمن بزعيم واحد، ضابط الكل، خالق ومالك كل شيء، عارف بكل ما يرى ولا يرى، لا يخطىء ولا يستكين ولا يملّ، محبّ ومخلص لجماعته.
فبفضله تشرق الشمس وينهمر المطر.
زعيم ارتضى بمحبته ان يقودنا نحن العبيد الحقيرين...
واني ايضاً أؤمن بقدراته الفائقة ومحبته لي وصدقه ووطنيته التي لا توصف...».

آمل ان يكون حلول موسم الصيام مناسبة للبدء في تغيير انماط تفكيرنا.

لقد أضحى مطلوباً اليوم ان نرجع الى قيمنا والى قرانا وأرضنا، كي نكون شهوداً للحق والنور في هذا الشرق، حيث أراد الله لنا ان نكون.

ولنبدأ بمحاربة «انفلونزا المركنتيلية» في ذواتنا، كما محبة السلطة حتى لا تستحيل مناعة مجتمعاتنا الداخلية ضرباً من ضروب الخيال.


ولنحتاط من الكثير من زعمائنا ممن يتّقنون تجارة الوعود والآمال الساقطة والرهانات الخاطئة.
وليدرك الكثير من احبارنا بأنه، اذا ما رحل الشعب بفعل جهالاتهم، ذابت الكنيسة واستحال كهنوتهم ثقلاً كبيراً عليهم.


مازن عبود
كاتب - عضو معهد الصحافة العالمية

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

كيريل في كرسي كوارتز





كيريل في كرسي كوارتز

بقلم مازن ح. عبّود


في حيثيات الزيارة ورمزية الزائر


يصل اليوم الى لبنان زائرا، كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا، وذلك في اطار جولة بروتوكولية يقوم بها كل بطريرك اورثوذكسي منصّب حديثا على اخوته بطاركة الكنائس الاوروثوذكسية في العالم. يصل كي يزور كنائس الجدة انطاكيا التي ولدت الام القسطنطينية التي تفرعت كنيسته عنها، ابنة ابية ومستقلة ومساوية لها في العزة والكرامة.
يصل شيخ روسيا الروحاني كيريل حاملا في عباءته عبق تاريخ الامبرطورية الروسية الضاربة في الاورثوذكسية والقداسة.

يوافينا حبر السلاف معتمرا قبة الكرملين ومتشحا برداء الثلج والنقاء والقداسة الابيض. لما لا وهو يمثل بموقعه القمقم الذي حوى روح روسيا العظيمة التي ترقد ولاتموت ابدا.

يأتي البطريرك من بلاد الاباطرة والدببة والقديسين المتبالهين، وكله رجاء. يوافي من ارض سيرافيم سيروفسكي ، ودماء الشهادة تجري في عروقه.

كيف لا ودماء اسلافه ورعاياه لم تنشف بعد في اضرحتها.
كلنا سنوافي للقياه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
فلبلاده وكنيسته اياد بيضاء على انطاكيا واورشليم القدس ومسيحي المشرق. نعم فمدارس مدائننا وكنائسها مازالت تشهد لهم.
انه سحر الكراملين وقداس تشيكوفسكي وكلمات لويستوي عندنا.
انه مجد روسيا العظيمة في ارضنا.
اراه يأتينا كي يقول برمزيته في زيارته القصيرة انّ الكنائس بطبيعتها الارضية قد ترقد او تفسد، الا انها تعود فتقوم، لانّ المسيح في وسطها.

اراه يقول لنا لا تستسلموا لليأس لانه من الشرير، اصبروا، واسلكوا الباب الضيق.


يأتينا ركن كنيسة القديس فلاديمير، مزدانا بالنور والرجاء. كيف لا وكنيسته قد غلبت الخوف والالحاد والالغاء، وهدمت اسوار امبرطورية لينين الفولاذية وامخالها الدهرية!!!
نفرح به وله، لانّ ارضه قد عادت الى هويتها مسدلة الى غير رجعة ستار الالحاد والغبن والالغاء. نحتفي به رمزا للتحرر والعودة الى الاصالة في ما بيننا. ونحبس انفاسنا عند لقاء عميد كلية لاهوت سانت بيترسبورغ السابق واحد اهم لاهوتيي الكنيسة الروسية المعاصرة.
يوافي كيريل اليوم زائرا الى كرسي كوارتس (تلميذ بولس الرسول ومؤسس كرسي بيروت)، فيستقبله المطران الياس- رئيس اساقفة بيروت محاطا بلفيف احبار البلد. يأتي كي يحتفي بالقداس الالهي معنا في اقدم موقع ديني في قلب ام الشرائع وعاصمة مدائن فينيقيا ولؤلؤة جبل اللبان.


سيرة البطريرك كيريل في كلمات
• ولد فلاديمير غونديايف (البطريرك كيريل) في مدينة سانت بطرسبورغ في 20 تشرين الثاني من العام 1946، في عائلة كهنوتية.
• درس الجيولوجيا بداية ومن ثمّ اللاهوت، فتخرج من أكاديمية سانت بطرسبورغ في عام 1970 .
• سيم شماساً عام 1969 وكاهناً عام 1970.
• في عام 1972 رقي إلى درجة ارشمندريت، ومثل بطريركية موسكو وكل روسيا في مجلس الكنائس العالمي في جنبف حتى 1974.
• سيم مطراناً في 14 آذار مارس 1976 على فيبورغ Vyborg التابعة لأبرشية لينينغراد.
• رقي في العام 1991 إلى رتبة متروبوليت.
• شغل ابتداء من العام 1989 منصب رئيس دائرة العلاقات مع الكنائس الخارجية في بطريركية موسكو.
• اختير في 27 كانون الثاني 2009 بطريركا لروسيا ونصب في أول شباط من العام 2009.
• اشتهر بمساعيه النبيلة التي هدفت الى اعادة اللحمة الى الكنيسة الروسية التي فقدت كنائسها في الغرب في العام 1970.

عرف البطريرك كيريل بكونه شخصية محافظة كنسيا، كما بوصفه من اقرب المقربين الى البطريرك السابق اليكسي حيث اغمي عليه في مراسم جنازته.
وهو خليفة بطرس الاول (اول رئيس اساقفة لموسكو)، وأول بطريرك روسي معاصر تمت مراسم تنصيبه في كاتدرائية المخلص (بعد الثورة البولشيفية) بحضور رأس الدولة الروسية الذي يعتبر انّ البطريركية الروسية هي ضرورة لانها تشكل جسر تواصل حقيقي ما بين روسيا الحالية ودول الامبرطورية الروسية سابقا واصدقائها من الشعوب في كل اصقاع العالم.


في تاريخ بطريركية موسكو وعموم روسيا

هذا ويعتبر كيريل زعيم الكنيسة الاورثوذكسية الاكبر في العالم، حيث يبلغ عدد رعاياها الماية وخمس وعشرين مؤمنا. وكنيسته تضم بالاضافة الى ابرشيات الاتحاد الروسي، ابرشيات دول روسيا البيضاء واوكرانيا وكازخستان وغيرها من دول الاتحاد السوفياتي السابق والكنائس الروسية في الخارج (امريكا، اوروبا الغربية، اوستراليا، بريطانيا، الصين، كنيسة اليابان المستقلة). وتتبع كنيسته التقويم اليولياني في ممارسة شعائرها وتحديد اعيادها.
وكيريل هو البطريرك السادس عشر لكنيسة اشتهرت بتداخلها مع السلطة الحاكمة في روسيا حتى زمن البولشيف، حيث تعرضت الكنيسة للتنكيل والاضطهاد.

وتجدر الاشارة الى انّ روسيا قد تنصرت في القرن العاشر على يد امير كييف- القديس فلاديمير، وبمؤآزرة فوتيوس رئيس اساقفة القسطنطينية. وقد قيل يومها انّ الامير انشده، بما بلغه من سحر وجمال الطقوس البيزنطية في كنيسة الحكمة الالهية.


في العام 1589 ويعد سقوط القسطنطينية،اعتبر الروس موسكو روما الثالثة وآخر حصن للعقيدة الاروثوذكسية الحقة. وانتزع رئيس الكنيسة الروسية اعتراف بطاركة الكنائس الشرقية به كبطريركا فأضحى البطريرك الخامس في نادي بطاركة القسطنطينية وانطاكيا والاسكندرية واروشليم .
واضحى رئيس اساقفة موسكو جوب اول بطريرك لروسيا يومها.
الا انّ بطرس الاكبر بادر الى الغاء الموقع في العام 1721 بعد ان تسببت إصلاحات البطريرك نيكيتا مينن (1605- 1681) بانقسام في جسم الكنيسة الروسية، وجعل القيصربطرس من الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة يدير شؤونها مجلس للأساقفة.
هذا ولم يتم اعادة تكوين الموقع الا في العام 1917، اي عندما احسّ القيصر نقولا الثاني بضرورة اعادة تكوين موقع البطريرك وذلك لضمان استقرار عرشه.
وكان ان نصب القديس الشهيد تيخن بطريركا على موسكو وعموم روسيا، قبل شهرين من تاريخ اندلاع الثورة البولشيفية. عرف البطريرك تيخن بنضالاته من اجل كنيسته ضد النظام الشيوعي.
وكان ان رقد في 12 نيسان من العام 1925 (مقتولا بأمر من السلطات) بعد اضطهادات كثيرة له ولاحبار كنيسته.
اعلن المجمع المقدس للكنيسة الروسية قداسته في 11 تشرين الاول من العام 1989 في عهد البطريرك بيمن. فشكل حدث اعلان قداسة تيخن منعطفا في تاريخ العلاقة ما بين الدولة والكنيسة في الاتحاد السوفياتي، ومؤشرا واضحا حول امكانية الانبعاث الكلي للكنيسة.
وهذا ما حصل فعلا في العام 1991(بعد سقوط الاتحاد السوفياتي) في عهد البطريرك الكسي الثاني.


هذا وعلى اثر استشهاد تيخون، بقي موقع بطريرك موسكو وسائر روسيا شاغرا حتى العام 1943 (عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية). فقد احسّ ستالين في ذلك العام بضرورة اعادة ملئ هذا الموقع معنويا بغية استنهاض الامة الروسية للحرب. ونصب سرجيوس الاول-رئيس اساقفة موسكو، بطريركا لموسكو وعموم روسيا.
في الآمال والاقوال


يوافي كيريل اليوم الينا ونحن نتطلع اليه ملتمسين من قداسته العمل على اعادة تعزيز التعاون ما بين الكنائس الاورثوذكسية في العالم. ننتطلع اليه بوقار سائلين قداسته، وهو زعيم الكنيسة الاكبر ما بين كنائسنا، ان يوثق تعاونه مع البطريركية المسكونية وسائر البطريركيات كي يرفع الغبن والحرمان والظلم عن كثير من كنائسنا. واننا نفرح به مع بطريركنا اغناطيوس رمزا تاريخيا لحقبة ذهبية في تاريخنا كمسيحيين مشرقيين. ونأمل ان يتمكن مع بطريركنا وسائر اخوته وفي مقدمهم بطريرك القسطنطينية برثلماوس على تقريب المسافات مع روما.


نستقبله وكلنا ثقة بأنّ كنيسته العظيمة قد انبثقت ابنة جديدة وحرة ومستقلة لروسيا تنظر الى شعبها وتمثل تطلعاته امام الحكام. نستقبله ونردد معه ما قاله في كتابه "الحرية والمسؤولية" :" انّ للمؤمن حق في ان يكون له فسحة في مجتمعنا الليبرالي المعاصر. فسحة تمكنه من العيش بحرية في ضؤ وصايا الله وتعاليم الكنيسة. لانّ الله لم يخلق الكنيسة للاستخدامات المنزلية، لا بل كي تكون حاضرة ليس فقط في حياة رجال الدين لا بل في حياة الناس اليومية المعاصرة".