الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

نصائح السيد نصرالله للمسيحيين أتت نافرة في الشكل

30/12/09 12:02
الوكالة الوطنية للاعلام
سياسة - مازن عبود: نصائح السيد نصرالله للمسيحيين أتت نافرة في الشكل

وطنية - اعتبر رئيس "اتحاد الجمعيات الشمالية" السابق وعضو "معهد الصحافة العالمي" مازن عبود في تصريح اليوم "ان جملة النصائح التي أسداها الامين العام ل"حزب الله" السيد نصر الله للمسيحيين في خطابه الاخير، لن تؤدي الهدف المنشود منها لبنانيا، اذ انها اتت نافرة في الشكل".
واعتبر انه "من غير المعهود لبنانيا ان يسدي زعيم روحي وزمني لطائفة معينة النصائح لطائفة اخرى من على المنابر وامام حشود جماهيرية في ذكرى دينية خاصة". وذكر عبود "ان لبنان، هو للاسف واقعيا، دولة فيدرالية لطوائف تتقاسم المغانم وتتعاطى في ما بينها وفق اعراف خاصة تكونت عبر الايام بالممارسة"، داعيا "الزعماء الروحيين للطوائف مراعاة مبادىء الديموقراطية في اتخاذ القرارات السياسية المتعلقة برعاياهم كتسمية الوزراء او المدراء"، مستبعدا امكانية "الغاء الطائفية السياسية حاليا في ظل غياب أحزاب وطنية حقيقية وغير طائفية
".

======== م.ح

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

رحلة ميلادية في براغ... بوهيميا البلور والدمى والكاتدرائيات والاساطير









الأربعاء 23 كانون الأول 2009 - السنة 77 - العدد 23911
رحلة ميلادية في براغ... بوهيميا البلور والدمى والكاتدرائيات والاساطير



طعم الميلاد في براغ غيره في بلاد أخرى. فبراغ صرح من حضارة اوروبا الوسطى والعائد اليها زائراً في عيد الميلاد يحتفل ايضاً بحريتها ويستعيد حرية بيروت الجريح.




"لا يفترنّ ايمانكم في الغد، كيف لا وقد عاينتم انواره تندلج عبر جسد يشتعل!!"

(كلمات في تشييع يان بلاخ)


هذه كلمات تضمنتها احدى اللافتات التي رفعت في براغ في السادس والعشرين من شباط 1969 ، يوم تشييع الطالب يان بالاخ الذي احرق نفسه احتجاجا في ساحة وينسسليس في ذكرى ستة اشهر على دخول جيوش حلف وارسو، بأمر من الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، الى بلاده. وذلك بغية وقف الاصلاحات التي كان بدأها الامين العام الجديد للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي السيد الكسندر دوبيك، والتي لم تتلاءم مع العقيدة الشيوعية السائدة في ذلك الوقت. وسيق دوبيك الى موسكو مع سائر زعماء المعارضة، وتسلّم غوستاف هوزاك المقرب من الاتحاد السوفياتي الحكم حتى العام 1989 ، تاريخ وقوع الثورة المخملية التي افضت الى بداية مرحلة جديدة لاوروبا وتشيكيا.



صبي الميلاد

اراد الصبي في الرجل الذي صرته، ان يكون احتفاله بعيد الميلاد مختلفا هذا العام. لذا، قرر الذهاب بعيدا، الى اوروبا العتيقة لسبر اغوار جمالات بوهيميا التي كان قرأ كثيرا في قصصها يوم كان في الجسد طفلا.
بوهيميا بلد البلور والقلاع والكاتدرائيات والاساطير والثلج والالعاب الخشبية والاطعمة والبيرة والناس الطيبين. واجمل ما حوته تلك البلاد هي براغ. براغ مدينة آل همبورغ التي اسستها الاميرة "ليبوسيه" الخارجة من خيال و"لا وعي" قبائل السلاف التي اقامت هناك.
وقد فاقت براغ بأهميتها حجر بوهيميا الكريم الاحمر القاتم اللون "الغرانات". فقلاعها وقصورها وشوارعها الفائقة الجمال المصممة على الطراز البروسي كانت محط انظار سكان مدائن اوروبا شرقا وغربا.
وكان الصبيّ قرأ كثيرا عن المدينة وطيور الملك هنري وتماثيله الرائعة الشاخصة منذ عقود على جسر نهر الفيلتافا. ذلك الجسر الذي جهد العرّافون طويلا لتحديد تاريخ وساعة بدء العمل فيه، كي يدوم الى الابد منذ العام 1357. نعم لقد ارتبطت براغ بالنسبة له بالاسطورة وبالتغيير في اوروبا. احبّ ربيعها وحلم به عربيا، لذا فإنه لم ينفكّ يبحث عنه في شوارع مدينته بيروت. لقد مثّلت له براغ التغيير وكسر الجدران والرتابة ، وهذا ما كان يريده حقاً.



الوصول الى براغ

كان صاحبي وصل مملكة الهمبورغ قرابة منتصف كانون الاول الجاري. فأقام في فندق ليوناردو في المدينة القديمة، على بعد خطوات من ذلك الجسر(جسر الملك هنري) الذي يختزل في ثناياه ارث المدينة التي شغلت اوروبا واضحت عاصمتها لحقبة غير قليلة (عاصمة الامبرطورية الرومانية الغربية المقدسة). اتى صاحبي المدينة التي لا يفارقها حجاج الثقافة والمدنية كي يتبرّك من ماضيها وواقعها. فاحسّ ببرد براغ يضربه عميقا ويدخله الى اعماق التاريخ بحثا عن الاسطورة والدفء. ولم يتردد الشاب المتوسطي، ومنذ الساعة الاولى لوصوله، في النزول الى ازقة عاصمة بوهيميا لمعاينة تاريخ لم ينفك يفضي هناك الى حاضر يبحث عن وصايات جديدة. فواقع بلد التشيك كان يقوم، على ما يبدو، على إبدال الوصايات بحثا عن استقرار ما في بلد يحكمه الاقوياء. وكان صاحبي مقتنعا بأن خدمة القوي المتغيّر تعطي الشعوب الاقل اقتدارا عسكريا، ارتياحا حتى لو استحالت تلك الخدمة عبودية. تأمل عميقا في احوال شعب بوهيميا التي كانت صورة عن احوال شعبه في هذا الاطار.
كان عمر، وهو شاب فلسطيني مقدسي، دليله الى معرفة المدينة وامكنتها خلال يومه الاول فيها. وعمر كان غريبا بلا وطن من والد اتى تشيكيا أيام ازمنة الشيوعية، فكان ان نقل له بعضا مما ادرك عن التشيك.



في زمن الميلاد

شكلت براغ مدينة، ليس فقط للناس بل للدمى المتحركة الخشبية المصنوعة يدويا. دمى تحرس ابواب المحال الصغيرة الموازية للازقة التي ترقبها. دمى بوهيميا كانت خصيات اسطورية تحركها الأهواء الآتية من كل اطراف الشرق والغرب الاوروبي.
وانشدَّ صاحبي الى الساحات الجميلة، المسطرة بأبراج الكنائس والقصور. كما انسحر بعبق أصوات الاجراس وفرق الانشاد الميلادي في الساحات القديمة المزينة بالاشجار الميلادية ومغاراتها الخشبية المتقنة الصنع. احسّ بأن تلك الساحات قد اخذته الى حيث لا يدري والى حيث يريد ان يكون. ساحات براغ المعطرة والمزينة باناس خرجوا من قصصها الجميلة. اناسها هم اولاد الماضي السحيق الذين كانوا في ساحاتها يعدّون لزوارها حلويات ومآكل ومفاتن بوهيميا.
لم يختلف تأثير نساء براغ عليه عن تأثيرات دماها المتحركة التي كانت تخطفه بعيدا جدا ايضا... فتراه يعجب بدمية خرجت لتوها من مجتمع دمى ساعة مبنى قصر براغ البلدي القديم. وبدمية تحركت مبتسمة من وكرها (ساعة المدينة) كي تبلغك ان الوقت يمضي. ثمّ عادت الى حيث اتت كي تدعو شياطين وملائكة محلتها لمشاركتها نقل الرسائل الزمنية الى الناس جميعاً.
ولم تغفل سماء براغ ارسال رقع بيضاء خفيفة، فلذعت الصبي رائحة الثلج والكاستناء والخمرة المسخنة، فحملته الى قصص جدته حيث الامير والاميرة والساحرة والفلاح والكاهن. فأحسّ بالخيال مجددا يحمله الى سقف منزله القرميدي حيث سجلت الاهوية والايام سجلاتها المتنوعة. ضاع الصبي في المكان والزمان، فشعر بدفء الطفولة في خضم برد براغ القارس.
نعم، كانت هذه المدينة مدينة احلامه الطفولية التي طالما حمله الخيال اليها. وراح يتأمل في كل تلك الدمى والابراج والقصور، فانتعش الطفل الذي فيه طالبا من الرجل الانحسار الى غير رجعة. توقف الزمن عنده في تلك الساعة، ورغب لو انه يرجع به الى الوراء. لمَ لا والصبي فيه طالما آمن بالبرد الذي يجمد الاشياء؟
لم يتأخر صاحبي في زيارة طفل براغ الالهي المصنوع من الشمع، والذي جلبته عروس الملك معها الى المدينة. وافاه في مقامه، وانحنى الطفل في محيا الرجل امامه طالبا اليه ان يتجمد، وشخص الطفل الالهي كان مقصد من لا يزال يؤمن في تلك المدينة المتجمدة من القرون الوسطى. شعر صاحبي بأن الرغبات تتحقق اذا ما اتت صادقة وحارة.
كانت جميلة تلك المدينة التي راحت تتغطى بقمصان بيضاء سموية. ولقد كان الاجمل فيها دفء الالحان الميلادية الخارجة من قبب الكنائس. وكان ان ولج الصبي صاحبي الى احداها كي يستمع الى عرض موسيقي ميلادي، فيطوف ايضا في عوالم شوبيرت وهاندل وموزارت وغيرهم.
شرب الصبي حتى الثمالة من خوابي براغ وحضارتها الاوروبية المسيحية. شرب من خوابيها لحنا وصورة ورائحة ومذاقا واحساسا. الا انه احسّ بالحسرة على تلك الحضارة التي راحت تتراجع. حضارة تتراجع لانّ قيمها المؤسسة اضحت في طور الغياب. فكنائس المدينة اضحت بغالبيتها متاحف ومسارح. فاوروبا اليوم اضحت ملحدة، وقد تنكّرت لارثها المسيحي.
اضحت اوروبا ملحدة وتنكرت لارثها المسيحي بعدما جار معظم رجال الكهنة، فانغمسوا في امور الحكم والسياسة على حساب الروح والدين. فكان ان ازدهرت احجار الكنائس وتهاوى ناسها. لذا أضحت أماكن العبادة متاحف ومسارح، وهذا أسوأ ما قد يحصل لها. آه منك يا جحيم فأنت مليئة بصولجانات الملوك والاحبار والكهّان على ما يبدو.



ساحة وينسسلاس

الا ان تاريخ الكنيسة في براغ واحبارها تتوج احيانا بالنضالات والقداسة، فأعدم كهنة لانهم رفضوا الانصياع الا للحق في وجه الاباطرة، كما اغتيل امراء كالامير وينسسلاس، دوق التشيك الذي قتله اخوه لانه تنصر.
وكان ان زار صاحبي ساحة الدوق وينسسلاس الذي اصطبغ قديسا بدمه، وكتب على نصبه المهيمن على الساحة بأن لن يسمح للامة التشيكية بأن تزول. ووقف صاحبي حيث يقف التشيك في لحظاتهم الصعبة. وقف ونصب الدوق وراءه وبراغ القديمة امامه. ثم تقدم الى حيث ارتمى الطالب يان بالاخ رمادا في احضان مدينته. فخرجت من عبق الرماد واللوحة الرخامية موسيقى اغنية "اموت في ذراعيك" للفنان البلجيكي ادامو. وهو كان اعدها لطالب الفلسفة التشيكي ذلك الذي احرق نفسه احتجاجا. فتأمل صاحبي في الموت والاغنية عشية الميلاد، فأيقن كيف يموت البعض بلا معنى، بينما يستشهد الاخرون في اول عمرهم لقضية ما تحيي شعبا ولو بعد سنين. نعم لقد تقهقر ليونيد برجنيف وغوستاف هوزاك، لحساب يان بالاخ والكسندر دوبيك اللذين عاشا في ضمير التشيكيين، فانتجا ثورة مخملية انهت جدارا فولاذيا قسّم اوروبا لاكثر من اربعة عقود.



العودة

حزن صاحبي جدا لمّا اقترب موعد عودته الى بيروت. فبيروت شكلت بالنسبة اليه الواقع المرير الذي صار يهرب منه. الا انّ لا جمال من دون عكسه ولا خيال بلا واقع. وبيروت كانت قدره وواقعه وحبه الاول. دخل مطار براغ وهو يردد بعض الاناشيد الميلادية، متأملا اشكال والوان اللبنانيين المتوجهين الى بيروت.





مازن عبّود


.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2009

مصائب قوم عند «هولسيم» فوائد: غرق السفينة يثير قلقاً بيئيّاً

هناك ضرورة فتح تحقيق كامل بشأن حقيقة التسرب النفطي (جوزيف عيد ــ أ ف ب)


طغت الكارثة الإنسانية التي سبّبها غرق السفينة قبالة سواحل طرابلس، على الآثار البيئية القصيرة والطويلة الأمد، الناتجة من هذه الحادثة. وأسهمت في التعمية على فضيحة تسرب النفط إلى البحر من أنابيب شركة «هولسيم»
بسام القنطار


في الوقت الذي بدأ فيه اليأس يعمّ الباحثين عن مفقودي سفينة الشحن الأوروغويانية «داني ف2»، التي غرقت بفعل العواصف البحرية قبالة سواحل طرابلس، على بعد 11 ميلاً بحرياً عن مرفأ المدينة، بدأ همّ من نوع آخر يسيطر على مراقبي آثار هذه الكارثة الإنسانية أوّلاً.
المعلومات الدقيقة المتعلقة بالمكان الذي ترقد فيه هذه السفينة، تشير إلى عمق يتجاوز 1700 متر عن سطح البحر، وفقاً للخرائط الطوبوغرافية البحرية التي يمتلكها معهد علوم البحار.
رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية د. معين حمزة أكد لـ«الأخبار» أنه بعد مرور أربعة أيام على غرق السفينة، وظهور أبقار نافقة على الشاطئ، فإن ذلك يؤكّد التوقعات بأن كامل الحمولة من الماشية (16 ألف رأس بقر و51 ألف رأس غنم) محجوزة في أقفاص حديدية محكمة الإغلاق داخل السفينة، إضافةً، ربما، إلى بعض المفقودين.


ولم يستبعد حمزة أن تكون الأبقار النافقة التي وجدت على الشاطئ، مرمية من سفن أخرى، مشيراً إلى
أن سفينة قانا للأبحاث العلمية التابعة لمجلس البحوث، ترصد باستمرار أبقاراً نافقة تعوم في البحر بعد أن يجري التخلص منها، للتهرب من الغرامات المالية، وتحمّل كلفة طمرها.
ولفت حمزة إلى أن الكتلة اللحمية للماشية، المقدرة بآلاف الأطنان الغارقة في مكان واحد، تمثّل عنصر جذب لأعداد كبيرة من الأنواع البحرية التي تقتات باللحوم. ولم يستبعد قدوم العديد من الأسماك الدخيلة، ومنها بعض الأنواع الشرسة، ما سيسبّب خللاً على مستوى التنوع البيولوجي، من دون الحديث عن المخاطر على سلامة الصيادين.

لا يخفي حمزة صعوبة تحديد الأثر الطويل الأمد لهذه الحادثة على البيئة البحرية، وذلك في ظل شح
المعلومات، وصعوبة التكهن بالآثار السلبية نظراً إلى عدم وجود غواصات لبنانية يمكنها الغطس للعمق الذي استقرت فيه السفينة، والاطّلاع على وضعها.


في المقابل، يستبعد حمزة ما تردد عن تسرب النفط من خزانات السفينة، ويلفت إلى أن تلك الخزانات الحديدية تحتاج إلى وقت طويل لتتشقّق، وهذا يرتبط على كل حال، بنوعيتها وطريقة تلحيمها، مطالباً بضرورة أن توضع المعلومات المتعلقة بالسفينة الغارقة بتصرف السلطات اللبنانية، لتوفير معلومات أكثر دقة عن مخزونها النفطي وسائر القضايا التقنية التي يمكن أن توضح الأسباب الحقيقية لغرقها.


ويشدد حمزة، في المقابل، على قضية، غطّى على أهميتها غرق السفينة، أي حادث التسرب النفطي من أحد أنابيب معمل شركة هولسيم للترابة في شكا، القريبة من طرابلس. ما خلط أوراق مصدر التسرب، وجعل كل الاحتمالات واردة.


المواشي الغارقة ستجتذب أسماكاً شرسة دخيلة على بيئتنا
لكن ما يُغضب حمزة فعلاً، هو تصريحات أكثر من مسؤول رسمي أشارت في المجمل إلى أنه إذا حدث تسرب نفطي (من السفينة أو المعمل) فإنه لن يُسبّب أذى، لكونه قد انتقل بفعل التيارات البحرية الصاعدة شمالاً، إلى خارج الحدود اللبنانية. وهنا، يسأل حمزة، ما المقصود بهذا الكلام؟ وإذا وصل النفط إلى الشاطئ السوري أو غيره من الشواطئ المتوسطية يكون لبنان في منأى عن الضرر؟ مطالباً بالكف عن هذه التصريحات التي تسيئ إلى سمعة لبنان، وخصوصاً أن السلطات اللبنانية لا تزال تسعى إلى مقاضاة إسرائيل جراء الانسكاب النفطي الذي سبّبته بقصفها معمل الجية الحراري في تموز 2006، إضافةً إلى أن لبنان عضو في العديد من الاتفاقات الإقليمية والدولية التي تحمّل الدول التي يتسرب النفط منها، كامل المسؤولية عن التلويث، الذي يحدّد في أي شاطئ على البحر المتوسط.


مسؤولة الإعلام في مكتب غرينبيس في لبنان، رئيفة مكي، أكدت لـ«الأخبار» أن «الحياة البحرية لن تتأثر تأثّراً كبيراً جرّاء نفوق المواشي في السفينة الغارقة، وأن هذا الضرر كان يمكن أن يكون أكبر لو كانت السفينة أقرب إلى الشاطئ»، وطالبت بـ«ضرورة القيام ببحث علمي من أجل معرفة الضرر الطويل الأمد الذي يمكن أن تلحقه هذه الكارثة بالبيئة البحرية عموماً». ولفتت إلى أنه «رغم المأساة الكبيرة التي حصلت، فإن المطلوب أن تستثمر من أجل تسليط الضوء على الواقع المزري الذي يعانيه الشاطئ اللبناني، بسبب التلوّث الذي تخلّفه النفايات الصناعية والصرف الصحي». ودعت مكي إلى «ضرورة متابعة هذا الملف حتى النهاية، للتأكّد من احتمال تسرّب النفط من السفينة في وقت لاحق».

بدوره مستشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مازن عبود، تحدّث عن ضرورة مراقبة الشاطئ
اللبناني لمعرفة حقيقة ما سينتج من غرق السفينة، إن لجهة الحيوانات النافقة أو النفط الذي لم يُعرف إذا كان قد تسرّب بالكامل منها، أو لا يزال موجوداً في خزّاناتها، مع ترجيح الاحتمال الأول، بسبب ضغط المياه أثناء الغرق.

وشدّد عبود على ضرورة فتح تحقيق كامل بشأن حقيقة التسرب النفطي الموجود حالياً، فهل هو من السفينة، أم جرّاء «عطل طارئ» في معمل شركة «هولسيم» في شكّا.

وطالب عبود وزير البيئة محمد رحال بعدم الاكتفاء بجولات تفقدية شكليّة، داعياً إلى تحقيق قضائي مستقل في ادعاء شركة «هولسيم» أن التسرب نتج من انفجار أنبوب الفيول، ومعرفة كمية النفط التي تسربت إلى البحر ومتابعة وضعها، وكذلك تكليف شركة مختصة القيام بأعمال التنظيف على أن تتحمل الشركة التكلفة.

وذكّر عبود بالتلوّث الذي تعرضت له بلدتا أنفة وشكا، في آذار عام 2008، جرّاء تسرب نفطي ناتج من عطل فني متكرر في أنابيب «هولسيم». وسأل عبود أين أصبحت الدعوى القضائية التي وعدت وزارة البيئة برفعها ضد هذه الشركة؟ مشيراً إلى أن تكرار حدوث الكارثة كل بضعة أشهر بسبب الشركة نفسها ناتج بالدرجة الأولى من عدم ملاحقتها قضائياً وتغريمها ملايين الدولارات. وإلى حينه، فإن «الحوادث» ستتكرّر، والحجة جاهزة دائماً تحت مسمّى «عطل فني».

وكان رحال قد زار السبت الماضي منطقة شكا، وعاين الأعمال الجارية لرفع التلوث وتنظيف الشاطئ ومجرى نهر العصفور. وأعلن رحال أنه «ابتداﺀً من الأسبوع المقبل (الحالي) سنعمّم كتباً على كل المؤسسات والمصانع العاملة المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية لوضع خطة وسياسة للحماية من كل المشاكل التي تحصل، وسنحدّد مهلة شهر لتقديم الخطة المقترحة من جانبهم، على أن تدرس الجهات المختصة في الوزارة الاقتراحات، ومدى فاعليتها البيئية، ليصار إلى وضع خطة مشتركة، على أن تكون هذه الخطة شرطاً مــن شــروط عمل هذه الشركات والمعامل».

وأشــار رحال إلى «أن وزارة البيئة توجّهت إلى إدارة الشركة وإلى وزارة الداخلية والبلديات، وحدّدنا مهلة 15 يوماً لحل هذه المشكلة تحت طائلة اتخاذ الإجراﺀات اللازمة، ولا سيّما أننا تلقّينا من إدارة الشركة كتاباً يفيد عن تقدم بنسبة 85% في عملية إزالة الفيول، ونحن كوزارة بيئة سنتابع بواسطة خبراﺀ مختصين في الوزارة المواقع التي تلوّثت، وستُؤخذ عيّنات من المياه للكشف عن نتائج عمليات التنظيف».
________________________________________

«تارا» أخذت عيّنات من المياه اللبنانية
متابعةً لما أثارته «الأخبار» في عددها الصادر بتاريخ 11 كانون الأول 2009، عن عدم سماح السلطات اللبنانية لسفينة الأبحاث الفرنسية «تارا»، بأخذ عيّنات من المياه الإقليمية اللبنانية، أكد رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة (الصورة) أن العاصفة التي ضربت لبنان، أدت إلى بقاء السفينة أياماً إضافية في مرفأ بيروت، ما سمح للمجلس بالحصول على إذن من «غرفة العمليات البحرية المشتركة» من أجل السماح للسفينة بأخذ عيّنات من المياه اللبنانية، في منطقة قبالة بيروت على مستوى 2000 متر تحت سطح البحر. وأشار حمزة إلى أن أخذ العينات على هذا المستوى، يُعدّ إنجازاً علمياً كبيراً للبنان، لأننا لا نملك التقنيات التي تسمح لنا بالوصول إلى هذا العمق. مشيراً إلى أن «تارا» عملت طيلة يوم الاثنين 14 كانون الأول الماضي، وجمعت عيّنات عند إحداثية حدّدها المجلس هي 33/55 .33 شمالاً و35/19. 25 شرقاً.

ولفت حمزة إلى أن العيّنات أُرسلت إلى مختبر في ألمانيا، وستسلّم نتائجها في وقت قريب، حيث سندرسها وننشر نتائجها.

http://www.al-akhbar.com/ar/node/170318
عدد الاربعاء ٢٣ كانون الأول ٢٠٠٩
________________________________________

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

البحر اللبناني.. تريدونه: شواطىء أم ردميات؟


البحر اللبناني.. تريدونه: شواطىء أم ردميات؟
المهندس مازن عبّود: " تجربتنا بالمواضيع البيئية "اسمع تفرح جرّب تحزن"، ولبنان في "كوما" بعيدة عن المشاريع البييئة"

Minbar ATTAWHID Monthly- November.2009
هي اذاً "كوما" دخل فيها لبنان منذ زمن ولا يزال غارقاً في نتائجها حتى الآن، فقط لأنّ مسؤوليه وحكامه غير آبهين اذا تحوّل "لبنان الأخضر" لـ"واحات ومباني اسمنتية"، والغريب في الأمر أنه برغم كل التجارب لا يزال "الزعيم" ماضياً في مخالفاته والشعب سائراً خلفه وبحسب مشيئته.
لا أحد يأبه اذا غاب المجتمع المدني وتحوّل لبنان لدويلات طائفية، وهذا ما تناوله المهندس مازن عبود في كتابه "بذور التغيير" ناقلاً تجارب الجمعيات في شمال لبنان وغيرها بإخفاقاتها ونجاحاتها، وطارحاً العديد من طرق تكوين المجتمع المدني الصحيح وتحسين أوضاع الجمعيات في لبنان. جاء كتابه كقصة فلاح يبذر حبوبه وينتظر موعد نموّها، مع نظرة تأملية لمحاولة التغيير والوصول لوضع أفضل.
أمور كثيرة تناولناها في مقابلتنا مع المهندس الصحافي مازن عبود، عضو لجنة ادارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" والمستشار البيئي لدى برنامج الأمم المتحدة وعضو اتحاد الاعلاميين الدولي، الا أنّ مشكلة التعدّيات على "شاطىء كفرعبيدا" كانت الموضوع الأبرز لحوارنا معه، اضافة الى مشاركته في بعض الاجتماعات التحضيرية مؤتمر "كوبنهاغن" لمعالجة مشكلة الانحباس الحراري وغيرها من المواضيع البيئية، فكان الحوار التالي:
أثيرت مؤخراً مشكلة شاطىء "كفرعبيدا". أين أصبح هذا الموضوع وكيف تتم معالجته؟
كما قلنا سابقاً، أنه بحدود عام 2025 سيصبح الشاطىء اللبناني "اسمنتي" بالكامل، اذ أنه يتخصص لحساب المنتفعين المدعومين سياسياً والذين يملكون عنصر المال. كل ذلك يأتي على حساب الشعب اللبناني. ففاتورة الاستجمام بالشاطئ الذي تمّ تخصيص غالبيته، تتراوح للفرد الواحد وليوم واحد ما بين الـ10 و 30$. وهذا يعني ايضا بالتالي أنّ فاتورة السائح قد ارتفعت. وانّ هذا يضعف حتما قدرات لبنان التنافسية في هذا الاطار. ومن ثمّ تراهم يرتكبون كل تلك الجرائم بحجة تعزيز السياحة ويعتبرون انّ من يقف بوجههم يقف بوجه الإنماء. صحيح أن هذه المشاريع تعطي نتيجة على المدى القريب الا أنها مضرّة على المدى البعيد. فالسائح عادة يعشق الشواطئ الطبيعية لا الاسمنتية على حد علمي. اذاً يجب تعديل القوانين المتعلقة بالاعتداءات البحرية التي تشرّع سرقة ميزات البلد التفاضلية في المدى المتوسط، كما يتوجب اعتماد سياسات تصدي لاغراءآت استثمارات رؤوس الاموال في التعديات البحرية. يتوجب اعلان حالة الطوارئ في موضوع تراخيص التعديات البحرية، وهذا ما نطلبه من اي حكومة عتيدة في بيانها الوزاري. نعم اني حريصً على كل شبر متبقٍ من الشاطئ وذلك حفاظا على حقوق الاجيال المقبلة في التعرف على نماذج مما كانت شواطئ لبنان عليه في ازمنة اجدادهم المخربين والقصيري النظر. وفي هذا الاطار فقط، جاء رفضي المعلن والمطلق لمشروع شاطىء كفرعبيدا. لقد اردت ان يكون ذلك بداية التحول بغية قول "لا" في سبيل البلد الذي نحب مخافة خسران مقوماتنا السياحية.

وحش المال والسياسة يلعب دوره البارز في المشاكل البيئية

مَن الجهة المسؤولة عن إعطاء الترخيصات للمشاريع السياحية في لبنان؟ الرخصة أعطيَت عندما كان الوزير الصفدي وزيراً للأشغال، فعمل لاصدار، وبشكل مواز لمرسوم كفرعبيدا، مرسوما خاصا به يعطيه الحق باقامة مرفأ خاص لقصر قام بتشييده على شاطئ البربارة. ترخيص ردم البحر في كفرعبيدا اعطي ظاهريا لرجل أعمال من عائلة "الأحد" يمتلك شركة تدعى "شركة انماء الشواطئ". ويقال ضمنيا ان ثمة رؤوس اموال عربية وساسة محليين متورطين في المشروع المذكور. واني اعتقد بأنّ ثمة تغطية من زعماء محليين ووطنيين للمشروع الذي رفض مرتين من قبل المجلس الاعلى للتنظيم المدني، فهبط عاموديا على جدول اعمال مجلس الوزراء. فكان ان لم يوقعه رئيس الجمهورية آنها باعتبار انّ الحكومة فقدت شرعيتها باستقالة الوزراء الشيعة، الا انه وعلى الرغم من كل ذلك مرر مرسومي كفرعبيدا والبربارة ونشرا في الجريدة الرسمية وفق الاصول بالاستناد الى دستور الطائف.
لقد راجعت الوزير العريضي في هذا الاطار ووعد باسترجاع المرسوم لدراسته. وتجدر الاشارة الى ان مجموعة من مشاريع القوانين المستصدرة من قبل تلك الحكومة اوقفت في قلم مجلس النواب باءعتبارها غير شرعية (من قبل الرئيس بري في مجلس النواب) مطالبا باعادة عرضها على مجلس الوزراء لاقرارها مع توقيع رئيس الجمهورية، الا انّ هذا لم يشمل المراسيم لغاية هذا التاريخ على ما يبدوا.
وتجدر الاشارة الى انه لو اعتبرنا ان مرسوم كفرعبيدا قانوني مثلا، فانه تمّ تخطي المهل المعطاة لانجاز الاشغال -ردم البحري او انشاء النفق مثلا، مما يستوجب اصدار مراسيم اخرى. وابلغت من قانونيين بأنه في مثل هكذا حالة يحق لوزير الأشغال العامة والنقل استرجاع المرسوم، واعادة النظر فيه. هذا ويعتبر السعر الذي يدفع للدولة اللبنانية مقابل استثمار التعديات بخس للغاية، اذ انّ قانون التعديات البحرية قد فصل على مقاسات معينة.
انّ كل هذا دفعني للتوجّه برسالة لوزير الأشغال (الوزير المعني) بتاريخ 28/9/2009 شرحت فيها تأثيرات المشروع. وقد لفت اهتمامه انّ موقع المشروع المذكورهو واحد من 31 موقعا طبيعيا اختارها مجلس الانماء والاعمار لحمايتها على الشواطىء اللبنانية، وذلك بسبب فرادته الجيولوجية والطبيعية والاثرية. رسالة تضمنت ايضا بندا يتعلق بالواجهة البحرية وتأثيرات ردم البحر على التيارات المائية وبالتالي الصيد والصيّادين الذين هم افقر شريحة في لبنان بوصفهم الاكثر تضررا من ردم البحر. كما قلتُ أنه بناءاً للأرقام الموجودة لدينا، نعلم أن حوالي 15 ألف شخص يأتون الى هذا الشاطىء سنوياً، فحتماً سيذهبون الى شاطىء آخر ولنفترض أنهم يدفعون الحد الأدنى (عشرة آلاف ليرة)، أي لدينا أرباح بحوالي 150 ألف دولار في السنة، وهذه حتماً يتكبّدها المواطنون.

اذاً هناك خسارة للدولة من تنفيذ هذا المشروع؟
بالطبع، فقد قلتُ في الرسالة أن قيمة الأموال التي تمّ دفعها مقابل هذه التعديات هي فقط 46 مليون ليرة لمرفأ شكا، وبالطبع هي قيمة بخسة جداً، وهي تستطيع أن تفقدهم معنى المشروع لأن فيها عدم إنصاف لحقوق الدولة في هذا الموضوع، خاصة أنهم أخذوا آلاف الأمتار وقيمة التعدّي بلغَت حوالي مئة مليون ليرة في حين أنهم تكلفوا فقط 46 مليون. اذاً قيمة الأموال التي دفعوها للدولة قليلة جداً بالمقارنة مع الفائدة. ولولا تدخل وزراة البيئة لكان بامكانهم الاستفادة من هذا التعدي لردم 37 ألف متر مربّع من البحر. وعلى فكرة فاني اعتقد بأنه اذا ما ساتمرت الامور على هذا المنحى عندنا فسيكون للبنان حدود برية مع قبرص والاتحاد الاوروبي في المدى البعيد. وعلّ هذا ما يريده ساستنا في تفكيرهم الاستراتيجي.
ماذا عن المرسوم الصادر والذي أجاز لأصحاب المشروع البدء فيه؟
المرسوم الأول الذي يشمل أعمال ردم البحر رقمه 955، وقد استُخدِمَ بتاريخ 23/11/2007 (جريدة رسمية عدد 74)، لشركة "انماء الشواطىء" والعقارات المشمولة هي 262 و263 .
اعتقد انّ القصة برمتها "تنفيعة بتنفيعة"، وهي غير سليمة لا بيئياً ولا اقتصادياً. وقوفي في وجه المشروع استدعى ردا علي من قبل رئيس البلدية في كفرعبيدا في جريدة الديار فقال: "الى مازن عبود... نحن نشكر غيرتك ولماذا هذه الغيرة الزائدة"، كما قال أنه حريص على قريته وقد سمح لأهالي القرية بالمجيء للسباحة على الشاطىء، وحاول اقناعي أن هذا المشروع لا يضرّ بالبيئة، مع العلم أنه بخمسين مليون دولار ويتضمن عشرات الفيلات على البحر مع مرفأ للصيّادين. أنا لا أفهم كيف استطاع إعطاء الرخصة، وكيف أن مشروع بهذه الضخامة لا يلوّث.
مما لا شك فيه أن وزارة البيئة، وبناء على متابعة البيئيين، قامت في دراسة EIA - دراسة تقييم الاثر البيئي بشطب الكثير من مكونات المشروع وفرضت شروطا صارمة على المستثمر، لكن مَن يقول أنهم سينفذون شروط الوزراة؟ هذا ما سألناه لأننا اعتدنا أن تكون المشاريع رائعة على العقود والأوراق، ونراها على أرض الواقع مغايرة لذلك. تجربتنا بالموضوع "اسمع تفرح جرّب تحزن"، ومن هنا لدينا تحفظات على كل هذه المشاريع، مع العلم أنهم لم يأخذوا الرخصة الا بعد أن قامت وزارة البيئة بجهود كبيرة لتحفظ الحد الأدنى من الضرر البيئي، لكن لا نملك الضمانات التي تؤكد أنهم سيلتزمون بهذه الشروط والمعايير، وليس لدينا جهة لتراقب ما يتم تنفيذه على الأرض.
ماذا تقترحون اذاً؟
نحن بالمطلق ضد ما يحصل، ومع الحفاظ على ما تبقّى من الأراضي، ونقترح على الدولة اللبنانية أن تجمع المال كما فعلوا في موضوع الطوّافات وتشتري هذه الأرض والتي هي أملاك خاصة وتحوّلها لأملاك عامة.
ما كان ردّ الوزير العريضي على رسالتكم وطلب تغيير الرسوم؟
الوزير العريضي كان متجاوباً، وقال أنه بما أنه يوجد حيثيّات قانونية وهي كافية بموجب ما ذكرناه، كما أن المادة الرابعة من المرسوم المذكور (955) نصّت على ضرورة بدء أعمال الردم خلال ثماني عشر أشهر من تاريخ صدوره، وبما أنه تمّ تجاوز ذلك بأربعة أشهر، فإذاً يحق للوزير أن يستعيد هذا المرسوم ويضعه قيد الدراسة. هو وعَد أنه سيقوم بما يلزم، ولديّ الثقة بأنه سينفّذ ذلك لأنه كما يبدو يسعى للاصلاح، والا فسينتصر "وحش المال والسياسة" مرة جديدة على هذا البلد.

الدولة.. الغائب الكبر عن متابعة شكاوى المواطنين

أنتَ نزلت الى أرض الواقع وتابعتَ الموضوع عن كثب. كناشط بيئيّ، ما الخطوات التي تقومون بها أيضاً لحماية الشاطىء اللبناني بكامله خاصة بعد ما تعرّ ض له في حرب تموز؟
عندما تأتينا شكوى في أي مكان نتابعها، ونتحرك كما يجب طبعاً ضمن الأطر والقوانين، ونحن لا نتأخر في ما نستطيع أن نعالجه.
هل تابعتم معالجة أضرار عدوان تموز على البحر والبيئة بالمجمل؟
نعم تابعناه، لكن للأسف لا يوجد مَن يتابع رسمياً لأننا كما نعلم كل مسؤول يفكر بمصالحه، والكل مُلهٍ بتشكيل الحكومة. بصراحة، لقد تعبنا ولا يوجد سوى "النقار السياسي" وأمور الناس لا تزال متوقفة.
هل لديك معلومات عن "نهر الغدير" الذي تناولته إحدى الوسائل الاعلامية على أنه ملوّث بـ"براز الانسان" ويتم ري المزروعات منه؟
ما أعرفه أن معظم الأنهار في لبنان هي أنهار ملوثة، لأننا لا نملك مشروعات صرف صحي ومحطات تكرير. ما يحصل هو أن الناس تروي مزروعاتها من هذه المياه الملوثة ولذلك تأثيرات كبيرة على التربة التي تتردّى نوعيتها مع الوقت لامتلائها بالمعادن التي لا تصلح وتجعلها أقل خصوبة. هناك الكثير من الفيروسات والبكتيريا التي تنتقل للناس عبر المزروعات، كما يوجد العديد من الحشرات التي تنشأ من جرّاء هذه الاستعمالات. اذاً هناك مشكل حقيقي على صعيد كل الأنهار وليس فقط نهر الغدير، اذ نعاني منها في عكار والضنية والبترون وغيرها. البلد كله مسمّم والمياه العذبة تتلوث يوماً بعد يوم وتخفّ كميّتها لأسباب عديدة، ونحن لا زلنا نضع البيئة في آخر اهتماماتنا ونأتي بوزير بيئة فقط لأن الزعيم يحبّه. المطلوب هو تسمية وزراء بيئة لشكر الناس الذي انتخبوهم، وأن تكون المحبة للوطن وليس للشخص الزعيم.

هل انّ المبيدات الزراعية قد اضحت خطرا على السلامة العامة؟
ان استعمال بعض انواع المبيدات الزراعية قد اضحى محذرا نظرا لتأثيراتها على حياة الناس. كما انّ استعمال البعض المتبقي منها بشكل غير مدروس (عدم الملائمة او سؤ التوقيت او الافراط من الكميات) يضحي مصدرا لتلوث التربة والهواء والمياه الجوفية. لا يمكننا حاليا الاستغناء كليا عن المبيدات الا انه يتوجب على الجهات المعنية ترشيد استعمالها وادخال الجيد منها فقط. كما يتوجب ارشاد المزارعين على طرق اخرى لمعالجة الآفات الزراعية تعتمد على مبادئ الادارة المتكاملة للآفات وذلك عبر استعمال بعض انواع النباتات او الحشرات او الطيور للتخلص من بعض انواع الآفات الزراعية.


وزارة البيئة في لبنان أضعف الوزارات

هل لديكم أمل بأن يتحسّن عمل وزارة البيئة مع تشكيل الحكومة الجديدة خاصة أن هذه الوزارة تعتبر من أبرز الوزارات في دول أخرى؟
نتمنى أن لا يأتوا الى وزارة البيئة بوزراء ضد البيئة، هذه خطوة أساسية جداً نتمنى أخذها بعين الاعتبار والمجيء بأشخاص يتمتعون بالحد الأدنى من الثقافة البيئية أو أقله يكونون متعاطفين مع البيئة، ولا يتّهموا البيئيين أنهم من العصر الحجري وضدّ الحضارة والتقدّم. نريد اشخاصا تعترف بجهلها البيئي اذا ما وجد وتتعاون مع الاخر لمعالجته فلا تأتي بنظريات مسبقة لا تتطابق مع واقع الحال. انّ الأزمة في لبنان تبقى أزمة نظام، والبيئة هي الحلقة الأضعف لذلك فهي تعاني أكثر من غيرها من مخلفات هذا النظام.

لبنان "الوطن".. الى أين؟

هل هذا ما تكلمتَ عنه في كتابك "بذور التغيير"؟
نعم لأنها أزمة بلد بكامله، إذ لا يوجد معايير دولة، فنحن لا نزال في منطق "المزارع" والقبائل وحكم زعماء الطوائف وحكم أمراء الحرب وما الى ذلك. اذاً وجود دولة قائمة بحد ذاتها، ومجتمع مدني وسياسات خضراء في لبنان هو أمر مشكوك فيه فالدولة قد اضحت غائبة الى حد بعيد فلكل زعيم امارته الى حد بعيد.

ماذا يتضمن الكتاب خاصة أنكَ تكلمتَ عن المجتمع المدني ومشاكل المزارعين في لبنان؟
كل انسان يحلم بوطن أفضل، وأنا أشبّه نفسي بمزارع يذهب لحقله ويبذر الحبوب وينتظرها كي تزهر. لقد تحدّثتُ في كتابي عن أن تربة لبنان والشرق الأوسط ليست تربة خصبة بل هي مليئة بالأشواك، إذ لدينا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي لم تحل عقده الشائكة بعد، والذي يعيق أي تقدّم مستقبلي عربي. لقد مثّل لبنان انموذجا لتغيير وانعاش لهذه المنطقة، لكن جاءت الحرب لتقتل ما كان يُسمّى بالمجتمع المدني، وللأسف الشديد اليوم واقعياً لا يوجد أحزاب ولا ديمقراطية الى حد كبير، بل يوجد فقط حرية وحرية كبيرة بالتأكيد للقبائل كي تتحرك.

لماذا قلتَ أنه لا يوجد أحزاب؟
ما قبل الحرب الأهلية وقبل الطائف، كان يوجد مجتمعاً مدنياً تقوم اسسه على الفصل ما بين الحكام والناس الى حد بعيد. لقد كان هناك وجود لجمعيات مستقلة تراقب الحكام، وكانت عابرة للطوائف. اما اليوم فقد تهمّشت وضعُفَت مع أنها لا تزال موجودة. والحرية بدون رقابة ومسائلة تتحول الى فوضى. لقد اغتالت الحرب والطائف المجتمع المدني لمصلحة الزعماء. فاليوم كل زعيم يفعل ما يريد ويتبدل، فيتبدل معه حزبه دون مسائلة لأنه "الزعيم" وصورة الله على الأرض وهو لا يخطأ. فاليوم اذا أجرينا مقارنة بسيطة بين الحزب الشيوعي ما قبل الحرب اللبنانية وما بعدها، وكذلك الحزب القومي والاتحاد العمالي، نستطيع القول تقريباً أن المجتمع المدني في لبنان أضحى ضعيفاً للغاية، وأصبحت كل طائفة تملك مجتمعاً خاصاً بها، وأصبحت الطوائف تتكلم عبر شيوخها الذين قد يختلفون على تقسيم "الجبنة"، فيقطفون بالنيابة عن عشائرهم ما اعطي لهم. ثمّ انه اضحى للزعماء احقية في تعيين وزرائهم وفق معايير الولاء والانصياع وليس الكفاءة اللازمة. ويتم كل ذلك من دون ان يشعرون بالحرج او ضرورة التبرير امام محازبيهم. و الادهى ان هذا النظام يسعى لتعزيز سطوته عبر المال والخدمات كما تغطية المخالفات، وكل ذلك يأتي على حساب لبنان الوطن والكيان والجغرافيا، هذا هو موضوع الكتاب.

لماذا بذور "التغيير"؟ وأي تغيير تنشد؟
لأنني كنتُ أحلم دائماً بالتغيير، وقد عملت له بمقدراتي الصغيرة. اعترف بأني لم أستطيع فعل الكثير، الا اني غير. كما أعترف بأنني محبط بعض الشيئ جراء ذلك. ما أقوله أن نضالاتي مع هذا النظام والأسلوب القائم في البلد تبدوا طويلة. واني اعتقد بأنّ مثل هكذا نظام لا يمكن ان يهزم الا من خلال التعاطي ما بين جميع الجمعيات على صعيد لبنان كله، هذه الجمعيات الحقيقية الديمقراطية والمستقلة عن السياسيين، هي جمعيات مهمّشة كي نعيد تكوين المجتمع المدني. ما يتوجب فعله هو تطوير التفاعل ما بين عناصر المجتمع من خلق التغيير، واعادة تصويب الديمقراطية اللبنانية المتهاوية.

"الريجي" المؤسسة الرسمية الأولى التي تتبرّع للطوّافات

ماذا عن تبرّعكم كـ"ادارة حصر التبغ والتنباك" لوزارة الداخلية عبر الوزير بارود لشراء الطوافات؟
انّ الادارة الحالية لادارة حصر التبغ والتنباك تعتبر بأنّها ملزمة بقضايا البلد البييئة، كيف لا وفلسفة الادارة هي تثبيت الناس في ارضهم وذلك في اطار سياسات الدولة الاجتماعية. فاتخذنا قراراً بدعم موضوع الطوافات لأننا مع أن يبقى لبنان "بلد أخضر"، فاقتطعنا من أموال الريجي ورواتب الموظفين قيمة مالية رمزية بلغت 50 ألف دولار وأعطيناها للوزير بارود لشراء الطوّافات، وكنا الادارة الرسمية الأولى التي قامت بذلك ولسنا نادمين أبداً على ذلك.

ماذا عن مؤتمر الريجي الأخير؟
لقد قررنا تفيعل توجهاتنا البيئية فالتغيير يبدأ من الانسان بذاته، فاتفقنا على محاولة تخفيف التلوث الناتج عن انشطتنا وذلك عبر تخفيف استعمال المبيدات والأتربة والأسمدة الكيماوية، وخصصنا جائزة لتفيعل العمل البيئي، كما بدأنا بترشيد استعمال موارد الطاقة للكهرباء بالاعتماد على مصادر الطاقة البديلة كالشمس وغيرها، اضافة الى سلة من التدابير، وذلك استجابة منّا لمتطلبات مؤتمر "كوبنهاغن" لحماية كوكب الأرض. لقد أحببنا كـ"ادارة حصر تبغ وتنباك" أن نشكل انموذجاً لسائر الشركات في كيفية تخفيض الانبعاثات الحرارية وتخفيف التلوث من خلال تدوير النفايات وغيرها من المشاريع. برأيي أنه اذا قامت كل شركة بمثل هذه الخطوات والمبادرات فإن الكثير من المشاكل البيئية في طريقها الى الحل في لبنان. دورنا هو خدمة لبنان وبيئته ومجتمعه.

شاركتَ في تحضيرات مؤتمر "كوبنهاغن"؟
نعم شاركتُ في إحدى الإجتماعات التحضيرية للمؤتمر كمستشار لبرنامج الامم المتحدة للبيئة. واني اعتقد انّ كوبنهاغن هي ضرورة بعد ان اضحت مشكلة الاحتباس الحراري حقيقة علمية ووجودية واقتصادية. اعتقد بانّ على صانعي القرارات العالمية ان يسرعوا في حل هذه لانّ تكاليف المعالجة تزداد كثر فأكثر مع الوقت. بالطبع لبنان داخل في "كوما" وبعيد كل البعد عن هذا الموضوع، في وقت العالم كله مشغول في هذه المشكلة وكيفية تأمين التكاليف اللازمة لها.
The Interview was made on mid october 2009 حوار: سالي نوفل

كوبنهاغن والإحتباس السياسي



«أيها القادة ان العالم يلقي بذور آماله في تربتكم، لكن لفترة قصيرة من تاريخ البشرية...»
من كلمة رئيس حكومة الدانمارك - لارس راسموسين في افتتاحه قمة كوبنهاغن في 7/12/2009
البارحة اقلعت قمة كوبنهاغن الهادفة الى العمل على ضبط معدلات الارتفاع في درجات الحرارة على الكرة الارضية الى ما دون الدرجتين، ومعدلات غاز ثاني اوكسيد الكربون الى ما دون الثلاث مئة جزء في المليون جزء من جزيئات الهواء.
انطلقت قمة الحد من الاحتباس الحراري مع قدر كبير من الآمال ولكن بمعدلات اقل بكثير من الرغبات الفعلية في درء هذه الظاهرة التي ستؤدي الى نهاية الجنس البشري على كوكب الارض، اذ لم يعِ المركنتليون - ممن يمسكون القرار في الدول خطورتها لاعادة هيكلة الاقتصادات، او اذا لم يقدر للعلماء ان يطوروا تقنية «التقاط الكاربون من الجو» (CARBON SEQUESTERING) المكتشفة حديثا.
لكن قبل ان نغرق في بحر التحليلات الاقتصادية والسياسية في هذا الاطار يتوجب عليّ الاجابة عن سؤال شعبي ألا وهو: «ما معنى ان تستمر الانبعاثات الغازية بالتزايد وحرارة الارض بالارتفاع».
وجوابي على ذلك «ان هذا يعني حتما ان تقلّص حجم المياه المتوفر للشرب والري وبالتالي بوار الكثير من الاراضي الزراعية وازدياد الاعاصير والفياضانات والكوارث الطبيعية وارتفاع منسوب البحار حتى تغمر مياهها الكثير من مدائننا كلندن مثلا وغيرها من المدن المتمركزة على الجزر بوجه الخصوص.
وان هذا في النهاية سيؤدي حتما الى اضمحلال البشرية تدريجياً ابتداءً من الشعوب الاقل قدرة، ماليا وتكنولوجيا على مواجهة الازمات اي شعوب العالم الاقل نموا التي هي الاقل تسببا بمثل هذه الازمة، وصولا الى الجميع في العام 2050 مبدئيا.
اقلعت القمة والاجواء لا تشير الى تمخض المحادثات عن معاهدة ملزمة للاطراف المعنية فالكونغرس الاميركي لم يتبنَّ بعد خطة الرئيس أوباما للحد من انبعاثات الغازات الدفينة بسبعة عشر في المئة مع حلول العام 2020، على الرغم من تواضع الرقم المقترح.
وذلك لأن الحرب الدائرة في الساحة الاميركية ما بين شركات النفط والصناعات الملوثة من جهة، والمستنيرين من العلماء والساسة والاقتصاديين لم تنته.
فتسفر مثلا عن فوز القيم على المركنتيلية الرأسمالية التي ما زالت رغم فوز أوباما تقضم الحلم والقيم الأميركية جاعلة منها شعارات فارغة المضمون.
اقلعت كوبنهاغن وقد حسمت اوروبا الموحدة امرها بقيادة العالم اخلاقيا عبر تبنيها اصلاحات اقتصادية مكلفة وصعبة كي تنقذ العالم وتضحي بذلك الانموذج المنشود للعصر المقبل.
فالقارة القديمة قد ادركت ان الحضارات تنتهي عندما تفرغ من مخزونها الاخلاقي ـ وفق ما اوضح «فوكوياما» في ورقته: «نهاية التاريخ والانسان الاخير» التي نشرها على اثر سقوط حائط برلين.
وها هي القارة الهرمة تعود فتنعش جسمها ببعض الادوار الوجودية التي تشكل الاوكسجين الضروري لاستمرارها.
اقلعت قمة كوبنهاغن والصراع ما بين الدول الأكثر نموا والولايات المتحدة الاميركية يستعر حول ماهية احتساب درجات الانبعاثات.
والسؤال الاساس يبقى: «هل تحتسب درجات الانبعاثات كمعدل بالقياس الى الفرد ام بشكل اجمالي بالنسبة الى الدولة؟؟» مما لا شك فيه ان الجميع يريدان حل ازمة الانبعاثات الحرارية، لكن ليس على حساب اقتصاده.
فعلى ما يبدو بأن ما من حكومة حاليا تستطيع المغامرة بعد اليوم بفقدان المزيد من الوظائف او بالمزيد من التدهور الاقتصادي في ظل ازمة مالية عالمية عارمة ما زالت مفاعيلها تتفاقم وبالتالي خسران الانتخابات.
نعم لقد اضحت امكانية تحمل المخاطر لدى الحكومة شحيحة، حتى لو اتت في مصلحة اعادة هيكلة اقتصاداتها عبر ايجاد فرص عمل جديدة في حقول الاقتصادات الخضراء، كالطاقة المتجددة مثلا.
واني اخشى أن يتجاهل غالبية قادة العالم ذلك، فيضعون فرص نجاحهم في الانتخابات قبل اولوية انقاذ البشرية، وان هذا من الديموقراطية ومساوئها.
نعم ان ما جري في كوبنهاغن يمكن ان يعيد تنظيم الاقتصاد العالمي من الازمة المالية اذا ما احسن الرؤساء الاستفادة من العرض وتحقيق الربح الجماعي.
الا اني اميل الى عدم الثقة بزعماء البشر وضعفائهم، واضعا اتكالي على العلماء الذين سيتمكنون حتما بارشاد الهي من تطوير تقنية «التقاط الكاربون» المكتشفة حديثا، كي يتم خفض معدلات ثاني اوكسيد الكاربون في الهواء، وبالتالي انقاذ البشرية.
اقلعت كوبنهاغن، والحكومة اللبنانية تقلع معها الى العمد غدا..
تقلع الحكومة، وقد تمت تسمية وزير للبيئة يتقن العربية جيدا ويعرف كيفية تنظيم المؤتمرات الطلابية على الرغم من فتوته.
وقد أعلن لنا بالامس ان لبنان سيلتزم بالاعتماد جزئىا على الطاقة المتجددة بمعدل 12 بالماية مع حلول العام الفين واثنتي عشر بداية في ندوة حركة التجدد الديموقراطي، ثم اعاد النظر بذلك فأوضح ان ذلك سيتم مع حلول العام 2020.
الا انه اغفل ان يوضح لنا، لماذا هذا الرقم؟ وبناء على ماذا تم تحديده؟ وكيف سيتم الالتزام بانفاذ المشروع؟
تقلع الحكومة اللبنانية ورئىسها قد اعبر مشكورا عن نيته بترؤس الوفد اللبناني الى العاصمة الدانماركية.
يذهب دولة الرئىس الى هناك ولبنان لا يمتلك دراسة عن معدلات تناقص الثلوج على جباله او عن التغييرات في توزيع الامطار مثلا، وهذه ليست مشكلة الرئيس الحالي او موضوعا يسأل شخصيا عنه بالطبع.
يذهب دولة الرئىس الى هناك، على ما يبدو، وفي جعبته الكثير من الامال والقليل من الوسائل واني بالمناسبة اتمنى له التفوق في مساعيه.
نهاية، اشعر ان كوبنهاغن لن تفض الى معاهدة ملزمة بل الى التزامات اخلاقية مبدئية.
وامير الشعراء عند العرب احمد شوقي يقول في احد قصائده: «انما الأمم الاخلاقي اذا ما ذهبت اخلاقهم ذهبوا».
هذا حتى لو استطاعت الدول المجتمعة في كوبنهاغن التوصل الى معاهدة ملزمة، لما كان وضع الارض سيختلف كثيرا بعدها دون التزام اخلاقي واضح من قبل القادة.
لانه من مثلاً، سيقوم برصد وقياس وضبط الانبعاثات داخل دولة (دون موافقتها)، كي يتم تحديد مدى التزامها بالمعاهدة المذكورة؟؟ وحتى لو وفق احدهم في ذلك، فبالاستناد الى أي تشريع ستتم محاسبتها او تغريمها؟؟ ومن ثم فمن ستكون الجهة المعنية المخولة المحاسبة في حال الاخلال او التقاعس؟؟ وكيف؟؟ ثم انه من سيقدر مثلا ان يغرّم او يحاسب الدول التي تتمتع بقدرات اقتصادية او حربية او سياسية ضخمة (الفيتو في مجلس الامن مثلا)..
الا من فاقها قدرة ولاسباب مصلحية حصراً؟!!
والجواب يكمن بأن انقاذ المعاهدات الدولية لا يمكن ان يتحقق من دون اجراء اصلاحات جوهرية في الامم المتحدة، فتجعل منها حكومة عالمية تتمتع بالوسائل التي تمكنها من حسن تطبيق التشريعات الدولية، والا فالعدم النسبي في التعاطي الدولي السليم الى حد بعيد!!
الا انه وعلى الرغم من كل ذلك ما زالت قمة كوبنهاغن تشكل محطة في طريق استفاقة للبشرية قبل فوات الاوان اي نهاية الجنس البشري، وذلك في ضوء التغيرات المناخية الحاصلة.
انها قمة فحص اخلاق القادة ووعيهم وشجاعتهم، فحذار!!!
مازن ح.عبود
مستشار برنامج الامم المتحدة للبيئة
كتب المقال في 5 كانون الاول 2009 ونشر في جريدة الديار-صفحة الرأي في 22/12/2009

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

انا وحبيبة

2008 © copyright AL ANWARالسنة الخمسون - العدد 17319- 7 كانون الاول 2009
مازن ح. عبّود

تعالي نعبر الجبال والسهول،
فللجبال متعة وللسهول المغمسة بالمطر جلال...
تعالي ننظر وننطر العالم من التلال،
تعالي نستمع الى وشوشات الجبال للارض،
هلا جئت نستمع لدغدغات الانوار للادهار .
هلمّي يا غنوتي نحتسي معا اساطير و دفئ خيالات جرعات، جرعات!!!
تعالي ننظر اطياف شتاء في موقد، فرقصاتها لهب وومضات!!!
او دعينا نستسلم للريح فتحيينا كما نيران لعتمات غرفة شتوية،
نحاكي لحن مزمار الشتاء الضارب في آتون، رقصات، رقصات.

دعينا لا نستسلم لواقع، فنتغطى بورقة تين...
كان آدم وكانت حواء لمّا كانا لهبيّن، وانطفآ لمّا تجسدا...
كان لجفنيّ خيّال واحصنة وعوالم لمّا كنت طفلا وانت طفلة.
نعم، لمّا كنت طفلا وانت طفلة، كانت الدنيا ورودا،
وكان نوّار لنا، والآن اضحى بوّارا.
ايا بساط ريحي احملني اليها،
احملني الى مدائن صوفية وعطور نسوية،
احملني الى جمال والى لحن بيلسان...
انا خمرة الأيام التي ضاعت في خوابي العمر!!!
انا الكذبة التي نضجت... وسراب الايام،
امّا انت فحكايا الزمان وبقية القصة.
لا لا اريد ان اكون ترابيا، فأضيع في الوحل...
الا فارفعيني حبيبتي الى الألوهة، فنصفي الآخر يتوق اليها،
انا بقايا اله تحطمت وضاعت في سفر الكون والمادة،
وانت الجسر الى ال لا منتهى او الموت ان اردت.
فبالله عليك كوني للحياة، لاني اعشقها.

الخميس، 3 ديسمبر 2009

الفقرة الخامسة من البيان الوزاري قد تحتاج

الوكالة الوطنية للاعلام

متفرقات - مازن عبود:الفقرة الخامسة من البيان الوزاري قد تحتاج
الى بعض التعديلات كي يتلاءم وضرورات الواقع البيئي في البلد

02/12/09 10:47


وطنية - اعتبر مستشار برنامج الامم المتحدة للبيئة ورئيس اتحاد الجمعيات الشمالية السابق - مازن عبود "ان الشق البيئي في البيان الوزاري الحالي للحكومة قد يحتاج الى بعض التعديلات قبل اعتماده بصيغته النهائية ورفعه الى مجلس النواب".
والتمس عبود من مقام مجلس الوزراء "ان تتضمن الفقرة الخامسة (الشق البيئي للبيان الوزاري خلال جلسة اقراره) خطوطا عريضة تشير بصراحة الى ضرورة تحقيق تنمية بيئية مستدامة في لبنان وتفعيل ادوار وزارة البيئة التشريعية والرقابية والتوجيهية واستكمال تتبع موضوع تغريم اسرائيل جراء اضرار اعتداءات تموز وتنفيذ الخطة الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة واستحداث مركز مدعي عام بيئي وضابطة بيئية".

=====ع.خ

Lacunes dans La Declaration Ministerielle

Le ministre Rahhal recevant le député Aoun. Photo Dalati et Nohra -
Le ministre de l'Environnement Mohammad Rahhal a reçu hier le député Alain Aoun du Bloc du changement et de la réforme pour discuter avec lui du problème du dépotoir sauvage de Monteverde, où finissent un grand nombre de déchets et de remblais. À l'issue de l'entretien, M. Aoun a précisé qu'il avait convenu, avec le ministre, « de mesures exécutives que prendra le ministère dans les jours qui viennent ».
Pour sa part, M. Rahhal a indiqué avoir pris connaissance du problème par une intervention télévisée de M. Aoun et l'avoir contacté pour lui proposer une rencontre. « Nous avons convenu de contacter le ministère de l'Intérieur et le mohafazat du Mont-Liban afin qu'ils transmettent à la municipalité concernée une directive pour agir, a-t-il précisé. Nous leur accorderons un délai, et, après cela, si rien n'est fait, nous prendrons des mesures et notifierons les médias. »
Sur un autre plan, commentant l'article consacré à l'environnement dans la déclaration ministérielle,
Mazen Abboud, écologiste et conseiller auprès du Programme des Nations unies pour l'environnement (PNUE), a souligné qu'il fallait « ajouter de façon claire la nécessité de réaliser le développement écologique durable au Liban ». Il a également proposé une mention pour « dynamiser le rôle du ministère de l'Environnement ». L'écologiste a enfin mentionné « la pénalisation d'Israël pour les dégâts écologiques qu'il a occasionnés en 2006, l'adoption d'un plan global de traitement des déchets et la création d'un poste d'avocat général pour les affaires de l'environnement ».

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

Hariri to Copenhagen

٣٠ تشرين الثاني ٢٠٠٩
ALWIKALA ALWATANIA
اعرب مستشار برنامج الامم المتحدة للبيئة رئيس اتحاد الجمعيات الشمالية السابق مازن عبود عن ترحيبه بقرار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بترؤس الوفد اللبناني والمشاركة في قمة كوبنهاغن في منتصف شهر كانون الاول الحالي .

واعتبر "أن مثل هكذا خطوة تشكل تعويضا للبيئيين يوازي الى حد بعيد حجم تساؤلاتهم عن مدى تلاؤم تطابق مؤهلات وزير البيئة الحالية مع تحديات المرحلة في هذا الاطار.

وثمن عبود "قدرات رئيس الحكومة وفريقه،المهتم بتفعيل دور البلد في معالجة الامور الوجودية الكبرى كموضوع الاحتباس الحراري بكل جوانبه الاقتصادية والبيئية والسياسية المتنوعة".

الأحد، 29 نوفمبر 2009

A Statement on the Independance Day


International Press Institute member, United Nations Environment Program consultant, Mazen Abboud, said, in a statement yesterday, Lebanese President, Michel Sleiman, succeeded in drawing new political maps for the country.

He also called upon all politicians to turn over a new leaf, and adopt dialogue to avoid exposing the country to jeopardizing dangers.

He finally hailed martyrs' sacrifices and blood, especially that of his dear friend, Pierre Gemayel.

السبت، 21 نوفمبر 2009

تأمل في قصيدة " حب ما بعد القبور"

تأمل في قصيدة " حب ما بعد القبور"

لمازن عبود

أعجبتني جدا فكرة القصيدة الخارجة على مألوف ما تعودنا أن نعتقده شعرا. في القصيدة لمحات تقتنص بوادر مفعمة بالحياة من براثن الموت اقتناصا. كأنك يا مازن تقف في بؤرة عصف الموت والفناء تصدح على أعذب أنغام قيثارة التحدي بنشيد الروح الذي نفخه الله " الحياة أقوى من الموت"

كل واحد منا شاعر في وقت من الاوقات. ليس غريبا ابدا أن يعيد الشاعر ما كتب فيغير ويبدل ويشطب ويزيد حسبما تمليه عليه القريحة في خضم الحياة التي منها يستلهم العبر، والا لما كان شاعرا. أما التعبير اللغوي المتحرر من أصفاد القافية والتقليد لا يمكنه أن يحيد عن جمال اللغة العربية الا بمقدار. انك لو قدر لك أن تكتب القصيدة من جديد لكنت تأتيها هكذا:

..... كيف أن بيروت تتنفس ليل نهار وكيف أن للقمر عيون وألسنة وآذان

..... وما زالت هي تعشق عينيه عشق عنب الكروم للكرام وخوابيه

..... أضحت لاجله غادة اغريقية يوم رحيله ( في الترحال عودة واياب، ولكن في الرحيل غياب، ويقيني انك قصدت الثانية)

..... فأكتستهما رداءا ( كلمة رداء هنا أبلغ تعبيرا من الفستان. ورداء المسيح فيه معنى الخلاص والتحرر من الموت، وهذا ما يجب قوله يا مازن لانك تقول في هذا المنحى " من أنت يا امرأة أحبت بهذا القدر ؟ ... وآمنت بحب ينقل الجبال." ألا ترى كيف انك سبرت في جمال اغوار خاصة بالانجيل ؟

..... أيا امرأة تعبرين بحار العالم ولا تبتلين. ( هنا الجمع أبلغ من المفرد)

..... مغبوط هو بالرغم من آلامه ( كلمة محظوظ هنا خدشت جمال المعنى الذي تسعى القصيدة اليه)

مع أطيب التحيات
جورج جحى

الخميس، 19 نوفمبر 2009

دور الرئيس سليمان في كسر الحوائط


19/11/09 13:30
الوكالة الوطنية للإعلام
سياسة - عبود في ذكرى الاستقلال:الرئيس سليمان نجح في خلق خرائط سياسية جديدة

وطنية - اعتبر عضو معهد الصحافة العالمي ومستشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة مازن عبود، في بيان أصدره عشية ذكرى الاستقلال، "أن دور الرئيس سليمان في كسر الحوائط ما بين البيروتين (بيروت الرابع عشر وبيروت الثامن من آذار) دون رضا صقور الطرفين، قد وازى بأهميته خطوة المسؤول الألماني الشرقي هارلد جيغر الذي فتح في العام 1989 بوابة برلين إمام الحشود دون نيل موافقة حكومته حينها".

وأوضح "أن رئيس الجمهورية قد نجح، بتصميمه في خلق خرائط سياسية جديدة للبلد، فاخرج بعض الساسة من متاريسها الفولاذية لتمرير المرحلة".

هذا وقد واستغنم عضو معهد الصحافة العالمي المناسبة لدعوة الساسة للخروج من زواريب الماضي وتصفية الحسابات الانتخابية إلى الحوار لتجنيب لبنان الوقوع في العنف مجددا. وأخيرا حيا دماء الشهداء عموما ودم صديقه الشهيد بيار الجميل بشكل الخصوص، وذلك لمناسبة ذكرى استشهاده.


==================================أ.أ.

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

ALHARIRI, the Lebanese Government, Berlin & Jerusalem



The Lebanese Government, Berlin & Jerusalem

By Mazen H.ABBOUD

While Berlin was celebrating the historical legacy of the fall of its wall in 1989; the Lebanese New Prime Minister Saad ALHARIRI addressed the Lebanese from the presidential palace in Baabda following the declaration of his coalition government, after almost five months of hard negotiations. As if the coincidence was meant to say to the Lebanese: "Even Berlin wall collapsed; so do not be afraid to breach the walls among you".

However, the fall of Berlin wall did not come to light without the metamorphosis of the Soviet Union & the change in the international relations; &, the Lebanese government would not come to light without the extensive help of the regional superpowers, notably Syria & Saudi Arabia, & the painful compromises of some Lebanese leaders.

Berlin wall fell for good leading to a new Germany, New Europe, & a different World order; however, will the political wall, which separates the Lebanese scramble for good also? For me the answer is no since a regional metamorphosis is needed for that also.

I wish someday the Israeli-Palestinian problem would get to an end by reaching the awaited comprehensive peace; a peace that would be the framework upon which to build upon the real state of Lebanon, which is for all its religious minorities; then by that day the wall, which separates among the people will fall. However, the peace prospects are gloomy; & the Hariri son's new Government would not mark the end of the political instability in Lebanon but just the needed break for regional warriors to redesign their plans in the interminable struggle over the Middle East.

The Lebanese new Government gained importance because it appeared in the midst of regional turmoil to mark not only the lifting of the regional veto over Mr. Hariri's accession to his slain father's throne of premiership of the country (following his political coalition success in the election); but also to put an end to the political war against G. Michel AWN's by recognizing him as a full lord in the Lebanese Feudal system, which is apparently democratic only.

However, The new Lebanese cabinet is not but a coalition of the majority & minority; it is an amalgam of highly qualified & unqualified figures, &, of young inexperienced & old experienced people; it is indeed an alloy of sectarianism, revenge, hope, peace & war.

Sooner or later, the current Lebanese government would scramble for the benefit of the feudal lords; & the Lebanon would reenter into the dim tunnel of the Middle East Crisis; a crisis that would never end, since men cannot negotiate on the behalf of Gods over their holy lands & notably Jerusalem.

Finally, Saad ALHARIRI's current government is not but a morphine drug to the ill Lebanese state, which is at the heart of the regional interminable conflict over the Holy Lands.

الأحد، 15 نوفمبر 2009

هل استحالت "سلطة الاعلام الرابعة" الى وسيلة للشقاق في ايادي امراء السياسة والمال والحرب في لبنان؟؟؟






هل استحالت "سلطة الاعلام الرابعة" الى وسيلة للشقاق في ايادي امراء السياسة والمال والحرب في لبنان؟؟؟


تعرّف مجموعة الويكيبيديا الحرية بانها "حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان وانتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية ، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، او التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، أو التخلص من الإجبار و الفرض". كما انّ المجموعة المذكورة تعتبر الحرية بأنها :" إمكانية الفرد بدون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعيين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما". الويكبيديا، الموسوعة الحرة

بقلم مازن ح. عبّود
في حيثيات الموضوع
قامت بعثة من معهد الصحافة العالمي بزيارة لبنان ما بين التاسع عشر والثالث والعشرين من تشرين الاول المنصرم، حيث اجتمعت بالعديد من رؤوساء التحرير والمسؤولين في وسائل الاعلام اللبناني، كما وزيرّي الاعلام والعدل والرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميّل والرئيس الاسبق للحكومة ميشال عون والنائب غسان مخيبر-رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية. ولقد اعدت البعثة المذكورة، والتي تألفت من كل من مدير المعهد- دايفيد دادج ومسؤول الحريات في المعهد- انطوني ميلز ومستشارة الحريات- نعومي هانت، تقريرا حمّلته تشخيصها لمشكلات الاعلام اللبناني حاليا.


في نص التقرير

واني سوف اترجكم لحضراتكم وحضراتكنّ بعض ما ورد في النص الاصلي الذي كتب بالانكليزية، بالتصرف وبايجاز:
"بداية اجمعت الشخصيات التي التقيناها انّ لبنان مازال يتمتع بمجتمع اعلامي نابض واكثر تنوعا وحرية من سائر المجتمعات في البلدان العربية الاخرى. غير انّ غالبية اولئك القادة (من قادة رأي وسياسيين) اعتبرت انّ الخارطة الاعلامية الحالية في البلد تعكس التفسخ السياسي الحاصل في المجتمع اللبناني. وقد اشار عدد غير قليل منهم انّ معظم المواد المنشورة في غالبية الوسائل الاعلامية تخضع لتدخلات ساسة اقوياء يمتلكونها اما ماليا او سياسيا.
انّ وجود وسائل اعلام حيادية يشكل ضرورة لرأب الصدع والتفسخ في بلد يتوزع اعلامه ما بين المعسكرات السياسية والطائفية. هذا ويعتبر تدخل رجال القرار السياسي بشكل مباشر، في التأثير في صناعة الخبر، تقييدا لاستقلالية المؤسسات الاعلامية وتشويها للحقائق، مما يسهم في زيادة الشرخ الحاصل ما بين المواطنين".
هذا ويعتبر مدير المعهد-دايفيد دادج في التقرير المذكور بانّه "وعلى الرغم من وجود مؤسسات اعلامية جيدة في لبنان، فانّ تسيّس الاعلام حتّم ويحتّم على الاعلاميين الاختيار ما بين اتجاهات مؤسساتهم السياسية او ارائهم السياسية الخاصة".
ثمّ يدعوا دادج بصراحة "رجال القرار والنفوذ السياسي ممن يسعون الى التحكم بوسائل الاعلام، الى تحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد، وذلك لانّ تسيّس القطاع الاعلامي يزيد الفرقة والخصام ما بين اللبنانيين".
ويقول الرجل انّ " الطريقة الوحيدة لتخطي المشكلات الحالية في البلد والناتجة عن تشويه الحقائق وعدم الفهم الاخر، هي ببناء اعلام مستقل ومحايد ومتوازن وموضوعي...".
التقرير لم يغفل اللاعبين الدوليين والاقليميين، ويتوجه اليهم بالقول: " يتوجب على كل الفرقاء المحليين والاقليميين والدوليين احترام حيادية واستقلال وسائل الاعلام في لبنان وحقهنّ في نقل الوقائع بعيدا عن الضغوط والمضايقات...".
ويعتبر التقرير "انّ مصداقية وسائل الاعلام في بلد ما تصبح على المحك عندما يقرر رجالاته البارزين تحويلها الى وسائل لا تنطق الا بما يتلائم ورغباتهم، لذا فانّ على الساسة مقاومة غرائزهم لتطويع الاعلام".
كما يدعوا التقرير القيمين على وسائل الاعلام الى اتباع سياسات مالية شفافة جهة كشف اسماء مالكيها ومصادر تمويلها وذلك بغية ضمان استعادة مصداقيتها.
هذا ولم ينسى كاتب التقرير( انطوني ميل) ان يحمّل تقريره ايضا فصولا في ضرورة تصويب تعاطي بعض عناصر الاجهزة الامنية مع الاعلاميين، كما الاسراع في كشف من يقف وراء اغتيالات ومحاولات اغتيالات الاعلاميين في البلد. تقرير ال(IPI ( وضع الاصبع على الجرح لمّا ربط ما بين تعزيز استقلال السلطة القضائية وضمان استدامة حرية الصحافة في البلد، وذلك عبر بناء ثقافة المحاسبة والعقاب في مواجهة ال"لا عقاب" التي دفعت بالاعلاميين الى ممارسة الرقابة الذاتية لحماية ذواتهم...".


في البلد والحريات الاعلامية

اني شخصيا اعتقد انّ التقرير المذكور قد اصاب في توصيف وضع المجتمع الاعلامي اللبناني ، الذي كان في اساس تمايز البلد وازدهاره. ومشكلة الاعلام اليوم لم تعد ضغوط النظام الامني ووصايته بل اشياء اخرى اكبر واخطر بكثير!!!
لم يبحث تقرير "انطوني ميلز " في اسباب ما وصل الاعلام عندنا. وهذا ما سأفعله في هذا الشق. اعتقد انّ اسباب تدهور مصداقية وحيادية الاعلام اللبناني حاليا تعود الى العام 1999، على اثر انتهاء حروبنا الصغيرة. مرحلة، على الرغم من انها قد اسكتت المدافع والبست المسلحين اثوابا مدنية، منحت امراء الحرب مغانم السلطة، وذلك تحت ادارة واشراف وتوزيع من انتدبته الدول الكبرى لحكم لبنان على اثر حرب الخليج الاولى.
فكان ان حصل وقتها تزاوج، باركته القوى الاقليمية، ما بين الامن والمال. فتولّد جراء ذلك فساد قلّما شهده لبنان بهذه المستوايات. سكتت المدافع وكمّت فوهات البنادق، الا انّ حروبا الغاء جديدة شهرت آنها صوب المجتمع المدني الاعزل، فأدت الى استئصال مقوماته. فكان ان سخّف وخرق وهمّش هذا ما تبقى من هذا المجتمع لحساب السياسيين المتمولين والامنيين النافذين الذي كانوا يسرحون في الخندق نفسه في حلف ازلي. وكان الجسم الاعلامي والاتحاد العمالي العام، من اوائل واهمّ ضحايا تلك الحروب الصامتة. وقد تمكن الحكّام الجدد نتيجة ذلك من تدمير مقومات تطوير البلد وذلك عبر تدمير مقومات الرقابة والتصويب والمحاسبة. فكان ان تدمر لبنان معنويا الى حد كبير بعد ان دمرته الحرب ماديا.
وتزامنت تلك الفترة مع تطور الاعلام المرئي والمسموع، و من ثمّ ظهر الاعلام الالكتروني. تطور ما ترافق مع عمل جدي لتطوير القوانين التي ترعى اصول المهنة. فكانت ان اضحت تلك القطاعات المستحدثة مسبية ومكشوفة قانونيا، فالتجأت الى ساسة فرضوا شروطهم على معظمها، وبذلك كبّلت نفسها وفقدت حريتها بشكل ارادي. ثمّ راح العاملون فيها يفتشون عن حماية زعيم او امير في ظل غياب دولة المؤسسات. كما ان كثرتها، وقد فاق عددها قدرة السوق الاعلاني على التحمل، دفعها الى اعطاء اجرائها رواتب رمزية، كما البحث الدائم عن مصادر للتمويل. شكّل المال السياسي النبع الذي مدّ غالبيتها بحاجاته. كما انّ انكشاف العاملين في تلك المؤسسات ماليا وسياسيا واجتماعيا ادى الى التحاقهم بأقطاب المال السياسي والساسة النافذين. فكان ان اضحى معظم الاعلام عرّابا للفساد، وراح جزء غير يسير منه يفقد مصداقيته وموضوعيته وحياديته النسبية. فتكبل الاعلام اللبناني الى حد قيل فيه ما قيل ووصل البلد الى ما وصل اليه من تشرذم.


النهاية

اشعر انّ المستهدف من كل تلك التطورات هو امكانية التغيير في البلد. والمطلوب على ما يبدوا دفع الناس الى الاستسلام لما يرسمه القوي من زعماء الطوائف، الموكّلين من قبل الخارج ادارة شؤونهم، دون اي تذمر او شكوى. واننا بالفعل قد دخلنا ومنذ اقرار اتفاق الطائف في اجواء مسرحية زياد الرحباني "بخصوص الكرامة والشعب العنيد".
لست ادري متى سيبدأ العمل على اعداد قوانين اعلامية عصرية تعيد تنظيم القطاع فتعطي "ما لقيصر لقيصر وما للله للله"، ام انّ المطلوب ابقاء القطاع في خضم مسلسل "حمام صح النوم" ل"غوار الطوشي"؟؟؟
انّ فصل الاعلام عن الزعامات والمال السياسي قد اضحى ضرورة قصوى في لبنان بغية منع نشوب حروب جديدة مستقبلية في بلد الارز. لذا، فوسائل الاعلام مدعوة الى اتباع سياسات مالية شفافة لضمان كسب ثقة المواطن.
انّ البلد اضحى اليوم بحاجة كبيرة الى من يجمع ما بين اجزائه المتنافرة بفعل الشحن السياسي والطائفي، والا فالحروب والموت والويلات !!! وانّ على الاعلام ان يكون في خدمة السلام والعدالة والتنمية والحقيقة.
اخيرا، انّ اي وزير اعلام عتيد في الجمهورية مطالب في وضع يده على جرح لبنان النازف للعمل (مع حكومته) على مداواته، كي لا يقال يوما بأنّ النازف مات تحت اعين اطباء غير مبالين.

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

ان تزامن تشكيل الحكومة مع ذكرى انهيار حائط برلين رسالة



09/11/09 22:17
الوكالة الوطنية للاعلام
سياسة - عبود: ان تزامن تشكيل الحكومة مع ذكرى انهيار حائط برلين رسالة

وطنية - اعتبر الناشط مازن عبود ان تزامن تشكيل الحكومة مع ذكرى انهيار حائط برلين ما بين الالمانيتين ليس صدفة بل رسالة الى الزعماء اللبنانيين كي يعملوا جديا على ازالة الحوائط ما بين معسكراتهم. عبّود اعرب، من خلال بيان وزّعه، عن ثقته بحكمة ودراية وانفتاح الرئيس المكلف، متمنيا لاصدقائه في الحكومة النجاح في مهامهم الشائكة.
واخيرا، اشار الى ان تسمية وزيرين من ابناء البترون في موقعين رياديين بالاضافة الى وجود النائب زهرا في موقع سياسي متقدم في حزبه، سابقة قد يكون لها انعكاسات ايجابية على القضاء اذا ما عرفت المرجعيات البترونية الاستفادة منها لانماء قراها وذلك عبر التعاون معهم جميعا والابتعاد عن الحساسيات والسياسات الضيقة.

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

حب ما بعد القبور



بقلم مازن ح. عبود


تعشقه حتى لو استحال عظاما، واشلاء تنطرها بوابات القبور الموصدة.
رقصت...غنت، حلمت به، وصنعت لعينيّه حكومة حريات في السجن العربي الكبير.
له الجائزة والذكرى والمهرجان...
اما هي فامرأة و حكومة ولهانة، تراقص طيفه في كل دقيقة.
حالمة مازالت تنتظره في ليالي الصيف سميرا ونديما!!!
مازالت تنتظره كي يحملها في زيارة ليلية الى محلاته واشيائه.

يأخذها فيعرض لها كيف ان بيروت تتنفس ليلا، وكيف ان للقمر عينان ولسان وآذان...
يعرض لها كيف ان للمدائن ارواح وللتاريخ اجنحة تمتد حتى الى الحاضر والمستقبل.
يشاركها طفولته، وولعه، وحلم عودته الى ارضه المسلوبة.

ومازالت هي تعشق عينيه، عشق عنب الكروم لعصير الخوابي.
عشق ورود الارض لقطرات الندى.
اضحت لاجله ممثلة اغريقية في يوم ترحاله.
ايا موتا فجرّت الجسد اربا دون ان تتلف العشق!!!

كانت امرأة ولهانة، احبت حتى النشوة!! كانت منه وله...
من انت يا امرأة احبت بهذا القدر، وآمنت بحب ينقل الجبال، ففعلت...
من انت يا جبيّلية احبت زرقة البحر واديم السماء، فأكتستهما فستانا!!!
من تكونين كي يتسع جسدك النحيل لكل هذا الحب وقلبك لكل تلك الاحلام والذكريات.
ايا امرأة تعبرين بحر العالم ولاتبتلين،
تعبرين كأنك حكاية في عصر انقطعت فيه الحكايات الى غير رجعة.

حكاية تحاكي حكاية، وروح تنسكب في جسد!!!
اضحت هي عيده والموسم والقضية،
عاش فيها فغلب القاتل والجلاّد،
غلب بها الموت والتنين فأضحى جاورجيوس البيروتي اللدي.

محظوظ هو بالرغم من كل آلامه وفظاعة موته!!!
محظوظ بك يا عروس كلمته ونهاره
.

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

مازن عبود هنأ البطريرك هزيم بانتخاب كرياكوس مطرانا على طرابلس

27/10/09 09:38

الوكالة الوطنية للاعلام
متفرقات - مازن عبود هنأ البطريرك هزيم بانتخاب كرياكوس مطرانا على طرابلس

وطنية - هنأ الرئيس السابق لاتحاد الجمعيات الشمالية وعضو معهد الصحافة العالمي- مازن عبود، في بيان اليوم "البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم وسائر آباء المجمع الانطاكي المقدس لمناسبة انتخاب الارشمندريت افرام كرياكوس، رئيس دير مار مخائيل- بسكنتا، مطرانا على طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الاورثوذكس.

واعتبر أن "انتخاب افرام مطرانا جديدا على طرابلس منة من الله لمجمع آباء كنيسة انطاكيا الاورثوذكسية ولابرشية طرابلس، وذلك لانه عرف بالقداسة والتقوى والتواضع والمحبة والزهد والعلم، مما يجعل من وجوده حاجة للكنيسة في مثل هذه الايام الصعبة".

وأكد أنه "سيكون حتما نموذجا لمحبة الآخر واحترامه في طرابلس"، متمنيا له "التوفيق في مهامه الصعبة الجديدة حتى يكمل مشوار القداسة الذي كان قد بدأه".


=================== ر.ي

Trip in the American Colorado and its capital Denver





Annahar Newspaper
No. 23848 – year 77 – Sunday, October 18th, 2009
Trip in the American Colorado and its capital Denver

Land of rocks stamped with volcanic soil, minerals and the fragrance of the Indian earth

Who are you beautiful? Who are you lady in red lost in the middle of wilderness? I just saw you yesterday walking alone in the Wild West of America; Were you hypnotized by the shining snow of mountain summits or the desert sands?
Who are you? Were you an Indian virgin who was kidnapped from her tribe to mate with a Mexican Spanish and then to intercourse with a French Master; until it concubines an Anglo-Saxon who became a father of her children, as I was told?

Do not worry; I will always adore you nice lady, no matter what; I love you maybe because you incarnate the Cowboys' pride; I feel attracted to your hybrid character, which combines tradition, reservation, new waves and clean technology.
Your openness to the third wave of change makes you daunting & appealing.
Denver you are my friend now; so you got a sun tainted Mediterranean Lebanese admirer.
I fell in love with a yellow and red origin land, which was born from the womb of the gold mines & the injustices of their masters toward the slave.

Denver, we celebrated our eternal friendship on the balcony of Ritz Carlton hotel; where we toasted Beirut wine together; I poured some of it in your crystal glass, when your moon night mixed with your fading sun; then I made you listen to my diva "Om KULTHUM" & we were both electrolyzed by the beats of its songs as well as by the music of Charbel ROUHANA and others.

I met Denver, on the eve of a sunny autumn day; When I got to its airport, I found myself drifetd by the charm of its native portraits & their Music. Just then I knew why “Beautiful America” song was inspired from Colorado!!!
Colorado does not make you only compose songs, but poetry and prose.
Yes, I became in love with the land of gold & of forgotten mine towns.
Nowadays, I am still in love with the land, which extends between the snow & reserves of San Juan, & ,the sands of the American deserts & prairies; I am in love with Colorado of tainted rocks, which are stamped by volcanic soil, minerals and fragrance from the Indian earth.

Yuan, the German
The desire to identify “Colorado” was reinforced by my journey mate Yuan, the German retired pilot of the “Lufthansa” company, which airplane transported us from Frankfurt to Denver. Yuan is an elderly man, who has suffered from the bitterness of the World War II. The war made him loose his homeland, which became in the post war, a part of Poland, as compensation to the latter to counterweigh the scourge of Hitler. Yuan, who became frustrated by the war results joined the “Lufthansa” team; and since then he settled in New York.
The reason for choosing Yuan to the civil aviation as a career, and the German airline in particular, lies in the fact that his father was a General in the German air force during the World War II.
Yuan, the German veteran pilot, shortened the long-distance separating the Atlantic from Denver. He told me that he saw the Fuehrer on several occasions when he was young, when it was difficult for the Germans to avoid being attached to the Nazi leader. Yuan was married but had no children, because he feared that war would return, so his children would feel what he personally suffered. Nowadays Yuan got older, & he still thinks of war.
With him, I discovered that wars shape people & people make it. People are indeed the prisoners of history and their past, which does not stop haunting them down and control their own destiny to the extent of the confrontation or escape.
Losing his home and land made, Yuan move to Uncle Sam’s country, to Colorado Springs, where he lives today, bringing with him his secrets, his past and his unique privacy. He left Germany armored with secrets to retain his country of dreams he once knew; I believe that he escaped the present for the sake of not loosing his past & his future. Yuan was indeed a model of a chunk of people who came to the new World to escape the present in order to live in the future. However, he told me that he lives in USA always as a German; thus He never applied for citizenship. He is proud of his community (the second largest community after the Anglo-Saxon community at that time), which had the credit for giving the independence to the United States of America from its mother, the United Kingdom, in the nineteenth century, according to his saying.
What marked Yuan was his passion for history and German wines. He counted on me history facts with every glass of wine he toasted. The he went on elaborating on the beautiful places in Colorado and its uniqueness; it seems that his home region intermingled very much with Colorado.

In Colorado
The plane landed in “Denver” smoothly; However, it did not crush with any horse or cowboy, stuck in time there. I felt fear when i reached US; a fear i overcame quickly when I got to the colidors of Denver gate to US. Then, I turned happy because i managed to get smoothly to new Rome; I felt luck was on my side since a Lebanese of the Middle East is always a matter of doubt in this empire, which suffered from the September 11th & terrorism.
I felt relaxed to tunnel into the corridors of Denver airport, after twelve hours of nonstop flight. I got out & saluted immediately the land purchased by the United States of America from France (Louisiana and the east of the Rocky Mountains in 1803). Then I headed by taxi toward the Carlton Hotel – Ritz – on the Curtis street (in 1818), and stepped up to my room on the eighth floor.
I got to the room & started surfing in Colorado online sites in the purpose of finding out something about the history of the hosting state.
I learnt that Colorado, which was plundered from the Indians who lived there for more than thirteen thousand years, has been an issue of conflict between Spain and the United States of America, until the day Mexico lost its war against USA following its independence from Spain; a loss which led to the complete abandoning all the disputed area for the benefit of the United States of America, by virtue of the Treaty of Guadalupe. Then the lands surrounding the Green River (Colorado River) at the time have been dispersed to a number of states until the discovery of gold and minerals (the territory south of Kansas) in the year 1858.
The discovery of mineral resources led to the emergence of an interim government to the territories of “Jefferson” (Colorado) in the year 1861, which became later on Colorado state.
I knew also that Colorado is a Spanish terminology that means “painted with red”; as the great river (Colorado River) color gets red in springtime, when the snows melt & carries with it the red soils of the mountains. Moreover, I read that Denver has been the final capital of the state since 1867; & I knew that Colorado became the independent thirty-eighth state of the Union on the 24th of August in 1876; & I found that the state population is around five million people, mostly living in the capital.
I remarked also from the Literature that Colorado is the state, which granted women the right to vote and get elected since1893; so they make nowadays 45 percent of the state Congress.
I knew also that Colorado was the first US state to adopt referendum, statistics and universal suffrage in shaping its policies. That is why Colorado people feels nowadays proud of being from it; as it is the most well-being American States & the least affected by the recent financial crisis which,is due to its dependence on advanced clean technologies, tourism, services and agriculture.

It was Japan Tobacco International (JTI) Company, which invited me to the Sun City, or the town of one mile (above sea level), as it is called in the United States of America. I came to Denver to represent my colleagues in the Board of the Régie Libanaise de Tabacs et Tombacs at the Sixteenth Conference of the Organization of Police Chiefs in the world; the visit was indeed an opportunity for me to discover US.

The Capitol
I was eager to go to the Capitol; which is indeed the most beautiful monument of Denver, & the political and administrative heart of Colorado State. The building designed by Elijah E. Myers attracted me. You cannot but love this Denver monument, which is made of one hundred and sixty-six rooms that are crowned by a magnificent gilded dome. I was lucky to take the adventure and climb the ninety-nine steps to reach the capitol dome, where I was granted eagle views of the whole city of Denver.
The capitol is a model of U.S. classic engineering, which began to appear in the year 1894. It is believed that this monument was made also to commemorate the wealth of a state established by the gold mine owners.

I will always remember Martin Luther King's Portrait hanging at the entrance of the capitol along side with other images of US founding fathers; I could not get in without stopping by it; so I stood for a while there & I remembered his endeavors for a better America; I heard myself saying: “it seems that some people achieve their goals by martyrdom…; what if Martin Luther King knew that one day his goals will be met & his portrait would hang here?”

I pursued my journey in the Capitol, which is rich with traditional carved or painted American slogans such as the triangle, the eye...; I knew immediately that these were of Freemasonry origins; a movement, which embraced most of the founders of the United States of America that it considered as the Promised Land, which has to attract the Jewish capitals from all over the world.

The Capitol was wonderful with its drawings, wall and glass paintings; which counts to the public Colorado stories and draws people back to its heroes.

Denver capitol is indeed Colorado consciousness since it commemorates apparently its public figures. However, I felt sorry about Lebanon, which does not have a common public onsciousness; I was sorry for my country, which does not recognize its senior public figures properly.

Denver particularities
I admired this land of the American West dedicated to the sun, which vowed 320/365 day ratio to it. Colorado is the country of the dry climate & with the Great River. It is the state of wheat, cotton and sugar beet.

I will always remember Colorado, as the daughter of the gold mines, and the most beautiful of US Indian tribes. I will remember it as the land, which resisted, at first, to give the Black his rights; then turned out to be the most open, loving & the friendliest to environment.

I will remember it as a lady eager to preserve its beauty, which she considered as a main ingredient of its comparative advantage.

I will remember Colorado always as an activist who changed his political affiliations from the conservative republican camp to the Democratic open camp due to his affinity to peace, to the green & high tech.

Colorado will not stop to be for me the country, which invested the most in human resources (investment in Education, Arts, & Sports), in the Green Technologies & in third wave of change of all other states of US.

I adore Denver the elegant, idealistic and loving. I will yearn always for the serenity of its blue sky, the beauty of its White Mountains, & the calmness of its prairies.

Denver, I will never forget what a New Yorker friend said to you:" “Where Denver people are? Why the streets are so empty? Did anything happen to its inhabitants?”
He said it because he couldn’t imagine that there are still cities on your example in his empire.

I am in love with Denver, which is free of the poor, & the needy. I love it because you are socially homogeneous, & safe to a large extent.

Farewell Denver
Yesterday, I left Denver like distracted lover who just went on his own way alone; I left it in sorrow but satisfied; I was satisfied because Denver taught me lessons of dreaming and working. It taught me how strong democracy is, no matter how it could turn out to be inefficient, & misleading at certain times; through Denver I discovered also the cleaning effect of accountability on the democratic regimes. Accountability is indeed the driving force, which free US of all its falls & makes as clean as Denver snow.

Through Denver, I knew that the United States of America is not solely George Bush & the neoconservative trend, but it is also the land of Roosevelt and Martin Luther King. I rediscovered the American Dream & knew that US is still also the land of opportunities that are lost every day in our country. I was happy to get in close relation with the land of dreamers, which is founded on faith, love and tolerance; a relation that renew a fantasy of mine about it; US is once again, the woman who might be mislead by the devil, but not for good. I believe that Denver taught me how US is made up of communities which are still fighting to discover the ultimate truth.

Finally, The United States of America is not the ultimate evil but the land of good people; it is a place whereby most people still dream for a better tomorrow for humanity. Real US was different from the one most Arabs drew; it seems that we misundrestood it since we never knew how to address it by its own language & lobbying tools, & ended up blaming it for our woes and faults.

Denver (Colorado) by Mazen ABBOUD
Annahar Newspaper – 2009 – All rights reserved

الأحد، 25 أكتوبر 2009

كوبنهاغن والعالم ولبنان...





كوبنهاغن والعالم ولبنان...
في انتظار حسم المعركة داخلياً في مجلس الشيوخ
الهند والصين تتريثان والولايات المتحدة الأميركية لا تجيب
كوبنهاغن – من مازن عبود:
"إنه لمن سخرية القدر ان تكون البلدان الاقل تسبّبا بمشكلة الاحتباس الحراري (الاقل نمواَ) اكثرها تضرراً... انّ كل اتفاق في شؤون الحد من هذه الظاهرة المخيفة يجب ان يرتكز على العدالة المناخية...". بهذه العبارات استهلّ كوفي عنان حفل افتتاح المؤتمر الذي استضافته اوبرا كوبنهاغن، الضاربة، وذلك بدعوة من مؤسسة (1) "Project Syndicate"، وأتى تحت عنوان: "من كيوتو الى كوبنهاغن".
المؤتمر شكل حدثا حضره الكثير من الشخصيات السياسية والعلمية العالمية وقادة الرأي في البسيطة، لمناقشة موضوع الحد من الانبعاثات الحرارية، التي هي في اساس الاحتباس الحراري، الذي يعتبر السبب الرئيسي تدهور أحوال اناس في افريقيا ودول العالم النامي (جراء الجفاف والفيضانات وسائر التبدلات المناخية).
ظاهرة سببتها الدول الغنية للدول الفقيرة عموما، وافريقيا السوداء خصوصاً، التي اعلن قادتها أنهم غير معنيّين بحلها، وبكل ما يجري في كوبنهاغن. فكأنّ اولئك القادة قالوا بذلك، انّهم يديرون كوكبهم الخاص الذي لا علاقة له بالارض. نعم، لم يرغب اولئك الزعماء في المساهمة في صنع الحل الذي يعوض على شعوبهم خسائرها (الافادة من موارد سوق الكاربون لتطوير اقتصاداتهم)، بل انكفأوا تمهيدا لقبول المتوافر لاحقا، مطلقين بذلك رصاص الرحمة على اجساد بلدانهم الغارقة في غيبوبة.
سأحاول في هذا التحقيق نقل اجواء ما شاهدت ليستطيع القارئ معرفة ما اذا كانت تلك المعاهدة ستوقع، وتدخل حيّز التنفيذ، كما سأسعى الى الاقناع بالعمل على دفع لبنان الى تفعيل مشاركته في مفاوضاتها، وابدال مناكفات قادتنا بمادة دسمة للمناقشة في هذا الاطار.
افتتاح المؤتمر
لم يكن كوفي عنان المتكلم الوحيد في ذلك الحفل، اذ انّ رئيس الوزراء الدانماركي لارس راموسين استهل المناسبة بكلمة. اما كلمة الختام فكانت لرئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزو.
رئيس الحكومة الدانماركي اعتبر أنّ موضوع الاحتباس الحراري يتضمن اوجها علمية واقتصادية وسياسية، مشيراً الى انّ الهدف الاساس من معاهدة "كوبنهاغن" هو الابقاء على معدلات ارتفاع الحراراة تحت سقف درجتين مئويتين. كما أكد انّ موضوع الاحتباس الحراري، على الرغم من انتقاله الى صفحات الجرائد الاولى في الآونة الاخيرة، مازال صعب التسويق. فحسبه انّ نقل حقائق المناقشات العلمية الى الناس متعذر في ظل سطوة شبح تأثيرات الازمة المالية العالمية. واعترف بأنّ ثمة صعوبات في اقناع الناس بفرص التحوّل الاقتصادي، على الرغم من انّ اعتماد الاجندة الخضراء هو الحل الامثل لمشكلة العالم المالية المعقدة. ويرى رئيس الوزراء الدانماركي انّ العالم المتطور مدعو اليوم الى خفض انبعاثاته، كما انّ العالم الاقل نموا مطالب ايضا بالابتعاد عن طرائق "الاعمال كالعادة"، وذلك بمساعدة المعسكر الاول. كما اشار الى انّ خلق آلية لتفعيل سوق الكاربون وعمل القطاع الخاص، ضروري لتحفيز الاستثمار الاخضر، ولهذا يتوجب ايجاد نظام اشراف ومراقبة وتتبع يحقق نتائج واقعية. وختم بالقول: "ويبقى السؤال الاساس، هل ستقرّ معاهدة كوبنهاغن؟ وجوابي على ذلك هو أنّ الديبلوماسية تعمل بكل قواها وبأنه لا بدّ من المنطق والحقيقة ان يبانا. اني فخور بأن اقول ان شعبنا في الدانمارك هو شعب اخضر، وقد اتخذنا الاجراءات اللازمة لارساء اقتصاد تنافسي اخضر، وانّ نخبة رجال اعمال الغد ستكون حتما من المستثمرين في التكنولوجيا الخضراء".
اما كوفي عنان فأعرب في كلمته عن ضرورة اقرار اتفاق يتسم بالعدالة تجاه الجميع، ودعى الدول الصناعية الى ضرورة تحمل مسؤوليتها حيال تداعيات مشكلة الاحتباس الحراري. ثم توّجه الى قادة الرأي، قائلا: "انكم، من خلال رسمكم الاولويات، تخلقون المحيط الذي يعمل فيه كل سياسي، وانتم مدعوون اليوم الى الانتقال من مرحلة الطلب الى العمل... الجميع في مركب واحد، فاما ان نغرق معا او ننجو جميعا... سلّطوا اضواءكم على مفاعيل فشل كوبنهاغن... ساعدوا القادة في التركيز على منافع كوبنهاغن وليس اخطار اقرارها ارفعوا اصواتكم. ازعجوا قادتكم بضجيجكم البنّاء... انّ مسؤولية كبيرة تقع على اكتافكم اليوم، الا انّ الجائزة تبقى اكبر".
وكانت كلمة الامين العام السابق للامم المتحدة ورئيس الاتحاد الاوروبي باروزو، الاهم والاكثر وضوحا وعلمية. فلم يخف من القول أنّ المفاوضات دخلت مرحلة المأزق الفعلي، وتحتاج الى دفع جديد، قد يشكل الاعلام احد محركاته.
بوروزو اعتبر أنه لا يحق لاحد ان يورث اولاده اكلاف وتبعات التبدل المناخي. كما افاد انّ توقيع معاهدة "كوبنهاغن" يشكل فرصة اقتصادية كبرى للعالم، ذلك لانها ترسي اسس اقتصادات جديدة ترتكز على المعدلات الدنيا من الكاربون، وهذا سيفضي الى موجة عارمة من الاكتشافات والوظائف في مجالات التكنولوجيا النظيفة. ثمّ قال: "لقد اتخذت اوروبا قرارا بزيادة معدل اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة الى حد العشرين في المئة مع بلوغ العام 2020، ما يعني زيادة في الاستثمارات تقدر بتسعين بليون يورو، وخلق سبع ماية الف وظيفة جديدة وخفض فاتورة استيراد الغاز بخمسة واربعين بليون يورو... انّ ما اقوله لكم اليوم واقعي بدليل ان معدل انبعاث الغازات الدفيئة للشخص الواحد عندنا هو اقل بأكثر من النصف مما هو في الولايات المتحدة الاميركية". وردّ بوروزو على بعض قادة العالم الاقل نمواً، فاعتبر أنه لا يتوجب اتهام الماضي بل مواجهة المستقبل، داعيا الدول الاقل نموا الى لعب ادوارها في خفض انبعاثاتها ايضا. واختتم كلمته بالقول انّ "كوبنهاغن" ما عادت موضوعا بيئيا بل ضرورة انمائية، وانّ السير في المسودة الحالية للمعاهدة، من دون غيرها من بدائل، مطلب اساسي اذ انه ليست للبشر كواكب بديلة عن الارض ايضا.
الا انّ مفاجأة المؤتمر الكبرى كانت خطوة رجل الاعمال جورج سوروس، الذي اعلن خلال عشاء نظمته رئيسة بلدية مدريد Ritt BJERREGAARD على شرفنا في القصر البلدي، أنه قد انشأ (صندوقا) حسابا ماليا اوقفه لأهداف اقامة مشروعات بيئية تنموية لدرء الاحتباس الحراري.
جلسات المؤتمر
لم افوت زيارة المواقع الاخبارية اللبنانية خلال وجودي هناك، فكان ان قرأت انّ "فلاناً تناول طعام الغداء مع فلان... وفلان يرفض توزير صهر ذاك الزعيم ويفضل ابن اخته"، وأنّ مسؤولاً في دولة قريبة او بعيدة بشّر بقرب تشكيل الحكومة... فأحسست بعدم الرغبة في العودة، اذ انّ ديموقراطيتنا هي لعبة "بيت بيوت". ثمّ حزنت، اذ اني لم اجد اي صفحة رئيسية في تلك المواقع تنقل للبناني ما يجري في العالم. لم يكن في صفحاتنا الاولى محل لبوروزو او كوفي عنان او يوشكا فيشر، الا اذا ما تطرقوا الى ازقتنا الصغيرة. من هنا تساءلت: "لماذا يبقى اهتمام الاعلام عندنا منصبّاً في شكل رئيسي على الفتات، ونغفل لحظات كبيرة من تاريخ البشرية؟ ولماذا لا تجتمع حكومة تصريف الاعمال الى حين "اكتمال النقل بالزعرور"؟ وهل تكفي لجنة مشّكلة من وزير البيئة كي يتحضر لبنان لمثل هكذا مؤتمر، وبهذا الحجم من الانعكاسات الوجودية والاقتصادية على العالم ولبنان؟ ثمّ اين وزارات المال والاقتصاد والخارجية والصحة من كل ما يجري في كوبنهاغن؟.
استغرقت جلسات المؤتمر يومين، واستضافت وزير البيئة الهندي Jairam RAMESH، ونظيرته الفنلندية Connie HEDEGAARD ، كما عضوة البرلمان الياباني Yuriko KOIKE، وعميد لجنة الامم المتحدة للحوار في الاحتباس الحراري ما بين الحكومات Rajendra PACHAURI ومساعد وزير الطاقة لشؤون السياسات والتعاون الدولي David SANDALOW في الادارة الامريكية الحالية، ومندوب الصين والرئيس البرازيلي السابق Ernest ZEDILLO وJoseph STIGLITZ وPeter SINGER والاقتصادي Nicolas STERN. محاضرات قادها اكاديميون كبار في الاقتصاد والتنمية المستدامة، واجمعت كل المداخلات على ان كوبنهاغن تشكل فرصة حقيقية لاعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وحلّ الازمة المالية العالمية.
أحسست خلال ندوات المؤتمر انّ علاقة الساسة بالاكاديميين هي ضمانة للعالم المعاصر ولبلدانهم، كما تلمّست جودة طينة بعض قادة العالم وقدراتهم التقنية والسياسية، فحزنت لبلدي، قائلا في نفسي: "آه يا لبنان، كم ظلمك اهلك بقادتك! فقادتنا لا ينتقون عادة افضل ما عندهم للمواقع الريادية لشكر البلد ومنتخبيهم، بل يسعون الى مكافأة من والاهم شخصيا، وعندها تحصل الكارثة. فكأنهم بذلك يقولون للناس اننا لا نقيم لكم وزناً، وحاسبونا اذا ما استطعتم الى ذلك سبيلا!".
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه، فقد أغفل المؤتمر تأثير تقلبات اسعار النفط ومخزونه على الاحتباس الحراري. كما لم يُدع اليه ممثلون عن النفط الخليجي والغاز الروسي ومن العالم الثالث الذي ما زال يعتبر نفسه غير معني بالامر. اثير عدد من النقاط في اللقاءات العامة والجانبية، واجمل ما استمعت اليه كان دعوة Yuriko KOIKE (زعيمة من زعماء المعارضة اليابانية)، في جلسة جانبية، من الموفد الصيني الى الكلام مع رئيسه لتوقيع المعاهدة بصيغتها الحالية فينال جائزة نوبل للسلام العام المقبل. فكان ان ردّ عليها المندوب الصيني قائلا: "اقنعوا صديقكم الرئيس الاميركي الذي نالها للتو كي يوقع اولا". اما مساعد وزير الطاقة الاميركي، فقد اعتمد استراتيجية الاكثار من الكلام العام في الجلسة العامة وعدم اعطاء اي موقف. كما ابتعد عن الصحافيين والجلسات الجانبية بذريعة مواعيد استجدت على اجندته في الدانمارك. الا انّ الموقف الاكثر اهمية جاء من الاتحاد الاوروبي، الذي قال بلسان مسؤوليه في المؤتمر، انّ اوروبا ستمضي، وسائر دول العالم، قدما في توقيع كوبنهاغن حتى من دون الولايات المتحدة الامريكية، وانّ الدولة التي لن توقع المعاهدة قد تجد نفسها معزولة عن العالم وستفوت الكثير من الفرص الاقتصادية. موقف يعطي المفاوضات زخما ويعيد خلط الاوراق وتحديد الاولويات.
لقاءات خاصة
وفي لقاء خاص مع وزير البيئة الهندي Jairam RAMESH، ابلغت أنّ الهند تفضل تأجيل موعد توقيع اتفاق كوبنهاغن الى موعد آخر، ريثما يتم الاتفاق بهدؤ على كل مكونات المعاهدة كي لا تضحي بدورها نصا بلا روح. فدولته تعتبر انّ تحديد معدل الانبعاثات في دولة ما، يجب ان يتم قياسا على الفرد (الانبعاثات الاجمالية / عدد السكان)، وليس على الدولة في شكل اجمالي. كما اعرب لي ان بلاده تفضل اعتماد سياسة الخطوة خطوة في الاقرار التدريجي للمعاهدة. فموضوع تمويل اعادة التشجير للتعويض عن الانبعاثات مثلا، هو موضوع اجمع الجميع عليه فلماذ لا يتم اقراره ومن ثمّ المضي الى غيره؟؟
ثمّ اعرب الوزير الهندي عن امتعاض بلاده من جراء خروج اوروبا عن مبادئ كيوتو في جلسة بكين التفاوضية الاخيرة وذلك ارضاء للولايات المتحدة الاميركية واستدراجها الى الاتفاق، طالباً من الاتحاد الاوروبي العودة الى ثوابت كيويتو.
اما Yuriko KOIKE احدى زعيمات المعارضة اليابانية، وقد واكبت كيوتو سابقا، فبدت مهتمة جدا بموضوع انخراط الصين في المعاهدة. وقد اعربت لـ "النهار" في مقابلة خاصة عن انّ الحكومة السابقة في بلدها اتخذت كل التدابير والمبادرات لانجاح كوبنهاغن، واليابان تنتظر من العالم التجاوب كي تقدم المزيد على طاولة المفاوضات.
وجوب تفعيل الدور اللبناني
لست ادري ما اذا كان لبنان يفضل سوق الحصص لاسواق الكربونCap & trade او تحديد ضريبة مباشرة ترتكز على الكلفة؟ ولو انهم سمعوا STIGLITZ فربما كانوا ينتقون حتما النظام الاول، لانه يعزز، وفق الاقتصادي، سوق الفساد في نظام الزبائنية السياسي عبر فتح ابواب توزيع الحصص وبيعها، على عكس النظام الثاني الذي يحدد ضريبة ويفتح السوق امام الجميع في الصناعة.
ثمّ اني لا استطيع التكهن ما اذا كان موضوع الاحتباس الحراري هو موضع اهتمام لدى قادتنا؟ "فكل شيء عند العرب صابون" على حد قول المثل، ولولا همة وزير الداخلية والمحسنين لما كان البلد مني بطائرتي اطفاء للابقاء على بعض اشجاره.
كل ما اعرفه، وهو قليل، هو انّ معاهدة كوبنهاغن تمنح بلد الارز فرصا كبيرة لجهة تزويده الاموال اللازمة لاعادة التحريش مثلاً، والمحافظة على ما تبقى من غابات واحراش عنده، كما لتنظيم مصالحه الصناعية كي تتلاءم مع الشروط البيئية التي ستلتزمها اوروبا وتلزم كل الذين يرغبون في تصدير صناعاتهم اليها وذلك مقابل شراء رخص الكاربون لتشريع الحد الحالي من انبعاثاتهم الحرارية.
حسبي انّه، وفق المثل الشعبي، "انّ من حضر السوق باع واشترى". فالمطلوب ان يكون لبنان حاضرا بكل قوته هناك كي ينقل وجهة نظره الى صانعي القوانين الدولية كي تتلاءم صناعة قوانينهم، بالحد الادنى، مع مصالح البلد الصغير وذلك عبر التعاون مع من هم على صورته ومثاله.
بلد مداخن الذوق
غادرت الطائرة كوبنهاغن. فبانت لي من فوق طواحين هواء توليد الطاقة النظيفة المتجددة، التي وضعت في المياه الاقليمية الدانماركية، والتي تزود تلك البلاد عشرين في المئة من الكهرباء. غادرت متوجها الى بلد دواخين ذوق مكايل ومحاربي طواحين الهواء، ولم اجد لتلك العودة سببا مباشراً، الا اني لم أولد في لبنان بالصدفة بل لكي اصنع شهادتي، فألفت اهلي، في مثل هذه الحال مثلا، الى موضوع وجودي، واعمل واياهم كي يتكرم علينا قادتنا ببعض ما تبقى من وقتهم ومجهودهم لحل مثل هذه المشكلات الوجودية، فتتشكل مثلا لجنة وزارية لتتبع كوبنهاغن (تتألف من وزراء المال والاقتصاد والبيئة في الحكومة الحالية).
ثمّ رحت انظر من الطائرة، وأفكر في عبثية القدر وجهل قادة العالم الثالث. اما العبثية فلأنّ لعنة العالم المتقدم لا تنفك تلاحق الضعيف والمعذب والجائع من بلدان العالم الثالث، فكأنّه اريد لعالمنا النامي ان يكون المكب الدائم لكل تأثيرات ونفايات العالم الاكثر تطورا وذلك برعاية نواطير(زعماء) يغرق معظمهم في الجهل.

(1) مؤسسة متخصصة في تزويد وسائل الاعلام بمقالات كبار الكتّاب وصنعة القرار العالمي والمختصين


.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2009

الجمعة، 23 أكتوبر 2009

The Lebanese Tobacco Office is Getting Green


Copyright (c) 2009 The Daily Star
Friday, October 23, 2009
Mazen H.ABBOUD, the Full Member of the Lebanese Tobacco Board, held yesterday a green press conference at the headquarter of the Rgie Libanaise des Tabacs & Tombacs (Tobacco Board); a conference, which was attended by the chairman of the tobacco board, Mr. Nassif SAKLAWI, & a number of high caliber personnel & Journalists .
In his introductory statement ABBOUD considered that going green is becoming an economic must for firms to survive & grow. He said becoming green means less production costs & less pollution.
Furthermore, ABBOUD reiterated that the Lebanese Tobacco Bureau adopted a green agenda to minimize its emissions of CO2 not only to respond to the calls of Copenhagen advocates but also to help preserve the planet.
Moreover, he elaborated briefly on the set of the firm green policy guidelines, which he said “ it aims: firstly, at decreasing the firm dependence on non renewable energy sources through the efficient use of electricity & the partial dependence on solar energy for lighting; secondly, at increasing the firm recycling capabilities by two folds to minimize its organic wastes; & thirdly, on diminishing the chemical residues content of the locally grown tobacco leaves by adopting more environmentally friendly pest management techniques”.
Finally, ABBOUD announced the launching of an environmental prize of the Regie Libanaise des Tabacs, with a main goal to enhance green activities among NGOs & individuals. He wished that the Regie Libanaise des Tabacs would become a green model in production to enhance clean & green production in the country.

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

Mesures « vertes » à la Régie libanaise des tabacs et tombacs

Mesures « vertes » à la Régie libanaise des tabacs et tombacs


L'Orient-Le Jour
21/10/2009

C'est parce que le problème du changement climatique est devenu « non plus seulement écologique mais aussi économique et existentiel » que la Régie libanaise des tabacs et tombacs a décidé d'intensifier ses mesures d'économie énergétique et de réduction de la pollution. C'est ce qu'a annoncé hier Mazen Abboud, membre du conseil d'administration de la régie et écologiste de longue date, lors d'une conférence de presse qu'il a donnée au siège principal de la régie à Hadeth, en compagnie du président du conseil d'administration, Nassif Saklawi, d'un autre membre du conseil, Mahmoud Sanjaqadra, du président du syndicat Kamal Yatim et de la responsable des relations publiques.
M. Abboud a précisé que des mesures d'économie d'énergie ont déjà commencé à être appliquées à la régie, notamment par le biais d'un changement du système d'éclairage, qui a permis à lui seul une économie de 70 000 dollars. Les mesures à venir viseront à réduire la pollution générée par la régie ainsi que son taux d'émissions de gaz à effet de serre. Elles permettront notamment de rationaliser l'utilisation des pesticides et des produits chimiques dans la culture du tabac, de poursuivre la rationalisation de l'utilisation de l'énergie dans le bâtiment principal et de miser partiellement sur l'énergie solaire pour son alimentation en électricité.
Enfin, M. Abboud a annoncé le lancement, par la régie, d'un concours qui récompensera le meilleur environnementaliste de l'année et le meilleur groupe travaillant pour l'environnement. Pour plus de détails et pour s'inscrire, il est possible d'ouvrir dès aujourd'hui le link suivant :
www.regielibanaisedestabacs.com/GreenRegie/Trophy.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

تدابير بيئية في الريجي


قبيل انعقاد قمة كوبنهاغن للحد من الاحتباس الحراري، أعلنت ادارة حصر التبغ والتنباك، في مؤتمر صحافي بعنوان " نحو ادارة حصر تبغ وتنباك اكثر ملائمة مع المعايير البيئية"، التدابير التي اتخذتها لتخفيض حصتها من التلوث عموما والغازات الدفيئة بوجه الخصوص.
حضر المؤتمر الصحافي الذي تولى فيه عضو لجنة الادارة المتفرغ-المهندس مازن عبود اعلان تدابير الريجي في هذا الاطار، رئيس اللجنة المهندس ناصيف سقلاوي وعضو لجنة الادارة المهندس محمود سنجقدرا ورئيس النقابة كمال يتيم كما أعضاء لجنة البيئة في الادارة.
عبود، بعد تقديمه من قبل مسؤولة العلاقات العامة كمستشار بيئي في برنامج الامم المتحدة للبيئة وكعضو معهد الصحافة العالمي بالاضافة الى كونه عضو لجنة ادارة حصر التبغ والتنباك المتفرغ، شكر "الثقة التي منحها اياه زملائه. واعتبر أن كل المؤسسات والشركات مدعوة الى المضي في مثل هكذا توجه، لانّ الاستمرارية هي للشركات والقطاعات التي تعتمد سياسات انتاجية خضراء. عبود اشار الى انّ موضوع الاحتباس الحراري ما عاد بيئيا بل "اقتصاديا ووجوديا"، معتبرا الى "أن بعض التدابير البسيطة والخضراء التي اتخذتها ادارته قد ادت مثلا الى تقليص النفقات الانتاجية في المصنع بحدود السبعين الف دولار امريكي، وذلك عبر استبدال نظام الاضاءة وذلك حرصا على ترشيد استخدام التيار الكهربائي".
كما اعلن خلال المؤتمر عن عدة تدابير اخرى تهدف الى زيادة معدلات تدوير النفايات التبغية في المؤسسة، وترشيد استخدام المبيدات وسائر المركبات الكيماوية في زراعة التبغ، واستكمال ترشيد استخدام الطاقة والاعتماد جزئيا على الطاقة الشمسية لانارة مبنى الادارة المركزي والمصنع. واخيرا أعلن المهندس عبود بالنيابة عن الادارة تأسيس جائزة بيئية تهدف الى تفعيل التنمية المستدامة في البلد، وهي تقع في قسمين: افضل بيئي عن العام، وافضل مجموعة بيئية عن العام.
موضحا ان الطلبات تقدم عبر موقع الادارة الالكتروني ابتداء من يوم غد الاربعاء: www.regielibanaisedestabacs.com/Green Regie/ Trophy . على ان يتم البت بها من قبل لجنة متخصصة من الريجي بعد شهر من انتهاء فترة التقديم. وتعلن أسماء الفائزين في عشاء تكريمي كبير.

وفي الختام نوه المدير العام سقلاوي بجهود الزميل عبود وسائر فريق العمل متمنيا اتمام هذا البرنامج الواعد.

============

الأحد، 18 أكتوبر 2009

رحلة في كولورادو الاميركية وعاصمتها دانفر






رحلة في كولورادو الاميركية وعاصمتها دانفر
أرض الصخور المدموغة بالتراب البركاني والمعادن وعبق الارض الهندية
الأحد 18 تشرين الأول 2009 - السنة 77 - العدد 23848 جريدة النهار

من انتِ يا جميلة حمراء في وسط البراري؟ لمحتك البارحة تسيرين وحدك في براري الغرب الاميركي، تائهة بين شموسه وثلوج قممه ورمال صحاريه. من انت يا هندية عذراء، خُطِفت من اهلها، وجامعت اسبانياً من اسياد المكسيك الجدد، ففرنسياً، الى ان ساكنت انكلوساكسونياً اضحى ابا لابنائها؟ يا فخر رعاة البقر، أيتها الهجينة الهوية بين تقليد ومحافظة وتحديث وتكنولوجيا نظيفة، فأصبحت محطة من محطات موجة التغيير الثالثة في تاريخ العلوم، وكان ان احتضنت علوم الطاقة المتجددة .
أنتِ نديمتي الآن.
وابلغوني، انا المتوسطي اللبناني، أنك صفراء وحمراء المنشأ، وأنكِ ولدت من رحم مناجم الذهب وقسوة اسيادها على عبيدهم.
دانفر يا نديمتي من بين المدائن في ليلة تختلط شمسها بقمرها. سكبت لكِ ما توافر لي من خمرة بيروت والمتوسط، كأساً كبيرة. وكي تحلو الجلسة، اسمعتكِ انغاما شرقية من على شرفة فندقي. أسمعتكِ "اطلال" ام كلثوم و"لسه فاكر"، و"شغل بيت" لشربل روحانا، وغيرها مما توافر لي من الحان.
وأنا من التقيت دانفر، بعدما ادركتها في عشية يوم خريفي مشمس، فبلغت برها، وانسكبت عليّ من اروقة مينائها الجوي موسيقى هندية. ثمّ خلعت عنها سترها فتكشفت لي صور اهلها الاصليين معلقة على الجدران.
ثمّ أبلغوني انّه لأم دانفر، كولورادو، نُظِمت ولّحنت اغنية "اميركا الجميلة". ولمَ لا؟ فلعيون كولورادو وابنتها دانفر يفعل المرء كل شيء... ينظم شعراً واغاني ونثراً. كولورادو أرض الذهب ومدائن مناجمه المنسية ما بين قمم سان جوان وثلوجها ومحمياتها، الى البراري الى رمال الصحاري. انها ارض الصخور المدموغة احمرارا بخلطة التراب البركاني والمعادن وعبق الارض الهندية

يوان الالماني

الذي عزز اشتياقي الى التعرف على "كولورادو"، هو نديم الرحلة يوان، الطيار الالماني المتقاعد في شركة "اللوفتنزا" التي اقلتنا احدى طائراتها من فرانكفورت الى دانفر. يوان رجل كهل اصيب بمرارة خسارة بلاده الحرب العالمية الثانية. فخسر جراء ذلك منزله الابوي ومنطقته التي اضحت بعد الحرب جزءا من بولونيا، كتعويض لها عمّا اصابها من ويلات هتلر. وانضمّ الفتى المحبط من نتائج الحرب الى فريق "اللوفتنزا"، واستقر منذ ذلك الحين في نيويورك. اما سبب اختيار يوان الطيران المدني مهنة، وشركة الطيران الالمانية تحديداً، فيكمن في أن والده كان جنرالا في سلاح الجو الالماني إبان الحرب العالمية الثانية.
جعل يوان، ذلك الطيّار الالماني الكهل، مسافات الاطلسي البعيدة تقصر الى دانفر. ابلغني أنه عاين الفوهرر مرارا ايام كان صبيا صغيرا، حينما كان من الصعب على الالمان ان ينجو أحدهم من مس التعلق بالزعيم النازي. كان يوان متزوجا لكن من دون اولاد، وذلك مخافة ان تعود الحرب فيعاني اولاده ما عاناه هو شخصيا.
وشاخ يوان ولم تعد الحرب. حزين هذا العالم الذي لا تنفك تتوالد فيه الحروب ملقية بأثقالها على الناس، فيضحون اسرى التاريخ والماضي الذي لا ينفك يلاحقهم ويتحكم بمصائرهم الى حدود المواجهة او الهروب.
خسارة المنزل والارض حملت يوان على الانتقال الى بلاد العم سام، الى ينابيع كولورادو، حيث يقيم اليوم، حاملا معه اسراره وماضيه وخصوصيته الفريدة. رحل عن المانيا وغالبية من يقيمون في تلك الارض كانوا على شاكلته، مصفحين بالاسرار ومحتفظين برسم بلادهم كما عرفوها واحبوها في فتوتهم، فكأنهم بذلك كانوا يحاولون الهرب من الزمان والتاريخ.
عاش يوان في الولايات المتحدة الاميركية كالماني. يقول إنه لم يتقدم يوما بطلب الجنسية الاميركية. وهو يفخر بجالية بلاده (ثاني اكبر جالية ما بعد الجالية الانكلوساكسونية آنذاك)، والتي كان لها الفضل الاكبر في استقلال اميركا عن امها المملكة المتحدة في القرن التاسع عشر وفق قوله.
يوان مولع بالتاريخ وبالخمور الالمانية، فراح مع كل كأس يستفيض في الكلام عن جمالات كولورادو وفرادتها، حتى اختلطت في ذاكرته كولورادو بالمانيا. ثمّ راحت الطائرة تقترب من المطار، فتكشفت لي كولورادو الفعلية، فاذا بها غير بعيدة البتة ممّا قاله لي نديمي في مشواري الاطلسي الطويل.
في كولورادو
حين راحت الطائرة تحط على ارض "دنفر"، خلت ان حصانا او راعي بقر، نسيه الزمان في مكان ما، سيسقط شهيدا جراء ارتطامنا بالارض. كنت لبنانياً وعربياً واسمر البشرة، اي موضع شك دائم في البلاد التي عانت من احداث الحادي عشر من ايلول ومن الارهاب، الا انّ دخولي كان ميسراَ.
وصلت اروقة مطار دانفر اخيرا، بعد اثنتي عشرة ساعة من الطيران المتواصل، في صبيحة يوم خريفي، فحييت الارض التي ابتاعتها الولايات المتحدة الاميركية من فرنسا (لويزيانا والجهة الشرقية لجبال الروكي في العام 1803). توجهت في سيارة مضيفي الى فندق الكارلتون-رتز في شارع كورتس(1818)، وصعدت الى غرفتي في الطابقة الثامنة.
ثمّ رحت اسبح في مواقع كولورادو الالكترونية لمعرفة اي شيء عن تاريخ هذه الولاية التي حللت فيها ضيفا. علمت انّ ارضها ظلت مادة خلاف بين اسبانيا والولايات المتحدة الاميركية حتى استقلال المكسيك عن اسبانيا وخسارتها للحرب ضد الولايات المتحدة الاميركية. خسارة ادت الى تخليها نهائيا عن المنطقة المتنازع عليها لحساب الولايات المتحدة، وذلك بموجب معاهدة غوادالوبي. وتوزعت الاراضي المحيطة بالنهر الاخضر(نهر كولورادو) آنذاك، على عدد من الولايات الى حين اكتشاف الذهب والمعادن (جنوبي اراضي كانساس) في العام 1858. اكتشاف الثروات المعدنية ادى الى ظهور حكومة مؤقتة لتلك الاراضي التي سميت اراضي "جيفرسون" (كولورادو) في العام 1861، والتي كان المستعمر سلبها من سكانها الاصليين، الهنود الحمر الذين عاشوا فيها لاكثر من ثلاثة عشر الف سنة.
وعلمت انّ اسم كولورادو اسباني، ويعني المصبوغ بالاحمر، اذ انّ النهر الكبير(نهر كولورادو) كان يكتسي اللون الاحمر ربيعا حين تذوب الثلوج حاملة معها الاتربة الحمراء من الجبال.
شكلت دانفر عاصمة نهائية للولاية منذ العام 1867، واعترف بكولورادو ولاية مستقلة في الاتحاد في 24 آب 1876. فاضحت بذلك الولاية الثامنة والثلاثين. ويبلغ عدد سكانها اليوم قرابة خمسة ملايين نسمة، يعيش معظمهم في العاصمة.
ما يلفتك في تلك الولاية هو اقتدار الحركات النسائية، ففي العام 1893، اعطيت النساء حق الاقتراع والترشح الى المناصب العامة. وهنّ يشكلن اليوم قرابة 45 في المئة من كونغرس الولاية، ويتمتعن بنفوذ نادر الوجود في مكان آخر. كما كانت كولورادو السبّاقة في تعزيز بعض اوجه الديمقراطية الاميركية، وذلك عبر اتباع الاستفتاء والاقتراع العام. ويفخر أهل الولاية بكونهم من اكثر الولايات الاميركية رفاهية والاقل تأثرا بالازمة المالية الاخيرة وذلك لاعتمادهم على التكنولوجيات المتطورة النظيفة وعلى السياحة والخدمات والزراعة.
لقد كانت دعوة شركة " JTI” علّة وجودي في مدينة الشمس، او مدينة الميل الواحد عن سطح البحر، كما تسمى في الولايات المتحدة الاميركية. وقد انتدبت من قبل زملائي في لجنة ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية لتمثيلهم في المؤتمر السادس عشر لمنظمة رؤساء الشرطة في العالم.
الكابيتول
يعتبر الكابيتول اجمل ما في دانفر. الكابيتول، ذاك المبنى بالقبة المذهبة الرائعة التي تبلغها بتسع وتسعين درجة فتعاين المدينة برمتها من فوق، حيث قلب ولاية كولورادو السياسي والاداري. وقلب الولاية هو في ماية وستة وستين غرفة، صممه ايليا مايرز وفق الهندسة الاميركية الكلاسيكية. فظهر في شكله النهائي في العام 1894، بتمويل مباشر من أصحاب مناجم الذهب. وقد استغرق بناؤه زهاء 15 سنة.
توقفت طويلا امام رسم مارتن لوثر كينغ الزيتي، عند مدخل قصر تلك الولاية الغربية من الولايات المتحدة الاميركية. قلت في نفسي: "انّ بعض الناس ينتصرون لقضاياهم بشهادتهم، فهل كان ذلك الداعية على علم بأن رسمه سيعلق يوما على مدخل الكابيتول موازياً رسوم الاباء المؤسسين لهذه الدولة؟".
اكملت مشواري على ادراج الكابيتول، الذي لم تغب عنه شعارات اميركية تقليدية منحوتة او مرسومة كالمثلث والعين وغيرها، شعارات استمدت من الماسونية التي اعتنقها معظم مؤسسي الولايات المتحدة الاميركية. تلك الارض التي اعتبروها ارض الميعاد المنشودة، فكان ان جذبت رؤوس الاموال اليهودية من كل مكان.
كان الكابيتول رائعا برسومه وجدارياته وزجاجه، يخبرك قصص الولاية ويرسم لك ابطالها وكبارها، علّه يحفز التضحية والعمل في سبيل المصلحة العامة. فحزنت لانّ بلدي لا تخلّد كبارها الا من خلال التراث الشعبي المنقول بين الطوائف والمناطق.
ميزات دانفر
احبت الشمس تلك البقعة من الغرب الاميركي، فنذرت لها 320 يوما من اصل 365، فأضحى مناخها جافا لا ترطبه الا بعض من مياه نهر كولورادو العظيم. فكان ان اشتهرت الولاية بزراعة القمح والقطن والشمندر السكري.
كانت دانفر ابنة مناجم الذهب، ومن جميلات الغرب الاميركي، وقد قاومت هي الاخرى اعطاء السود حقوقهم. عنصرية زالت اليوم لحساب التحزب للبيئة بغية حماية مقومات الولاية التفاضلية في السياحة. وهكذا انقلبت كولورادو من المعسكر الجمهوري المحافظ الى الديمقراطي الاكثر رفقا بالبيئة والاقل شراهة للحروب والصناعات الثقيلة والتلوث، ترجمة لهذا التوجه. كيف لا وكولورادو اليوم تعد انموذجا في كيفية الجمع ما بين المحافظة على البيئة وقيادة مسيرة التطور في العالم، وحكومتها تستثمر من دون كلل وعلى الدوام في تطوير عناصرها البشرية عبر تعزيز التعليم والرياضة والفنون.
احببت في دانفر الشعب الراقي والمثالي والمحب. كما عشقت فيها الهدوء والنظافة اللافتين، الى حد ان احد الوافدين الى المؤتمر من نيويورك سأل: "اين ذهب سكان هذه المدينة؟ لماذا الشوارع فارغة ؟ ايكون قد حصل شيء للناس؟". احببت دانفر مدينة خالية من الاحياء المعدمة والتسول. احببتها مدينة متجانسة اجتماعيا وآمنة الى حد كبير.
وداع دانفر
البارحة غادرت دانفر وودعتها بحزن فراق حبيبة، تكشفت لي حقيقتها. اناسها الطيبون علموني درسا في الحلم والعمل، وفي أنّ الديمقراطية قد تتلعثم او تقع في تجربة، لكن سرعان ما تقوم. وتمنيت لو اننا نستفيق من سطوة امراء الطوائف والتقليد عندنا كي نحاسب ونغير ولا نحاسب اذا ما قارعناهم.
اميركا ليست جورج بوش ولا المحافظين الجدد حصرا، بل انها ارض روزفلت ومارتن لوثر كينغ، وارض الفرص التي تضيع كل يوم في بلادنا. انها ارض الحالمين التي تأسست على الايمان وتقبل الاخر. هي امرأة يعرج عليها ابليس احيانا، فتطرده. وهي تلك الشغوفة بشعبها الباحث عن الحقيقة والعدالة.
كلا، ليست اميركا الشرّ المطلق، بل انها ارض الشعب الطيب والخيّر ايضا. انها مرتع اناس يحلمون بغد افضل. وهي، على تعبير الكثير من مفكرينا المستنيرين، قارة لم نعرف يوما ان نتحاور معها بلغتها نحن العرب، فرحنا نرمي عليها مصائبنا وعيوبنا.
دانفر (كولورادو) من مازن عبود
.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2009