السبت، 21 نوفمبر 2009

تأمل في قصيدة " حب ما بعد القبور"

تأمل في قصيدة " حب ما بعد القبور"

لمازن عبود

أعجبتني جدا فكرة القصيدة الخارجة على مألوف ما تعودنا أن نعتقده شعرا. في القصيدة لمحات تقتنص بوادر مفعمة بالحياة من براثن الموت اقتناصا. كأنك يا مازن تقف في بؤرة عصف الموت والفناء تصدح على أعذب أنغام قيثارة التحدي بنشيد الروح الذي نفخه الله " الحياة أقوى من الموت"

كل واحد منا شاعر في وقت من الاوقات. ليس غريبا ابدا أن يعيد الشاعر ما كتب فيغير ويبدل ويشطب ويزيد حسبما تمليه عليه القريحة في خضم الحياة التي منها يستلهم العبر، والا لما كان شاعرا. أما التعبير اللغوي المتحرر من أصفاد القافية والتقليد لا يمكنه أن يحيد عن جمال اللغة العربية الا بمقدار. انك لو قدر لك أن تكتب القصيدة من جديد لكنت تأتيها هكذا:

..... كيف أن بيروت تتنفس ليل نهار وكيف أن للقمر عيون وألسنة وآذان

..... وما زالت هي تعشق عينيه عشق عنب الكروم للكرام وخوابيه

..... أضحت لاجله غادة اغريقية يوم رحيله ( في الترحال عودة واياب، ولكن في الرحيل غياب، ويقيني انك قصدت الثانية)

..... فأكتستهما رداءا ( كلمة رداء هنا أبلغ تعبيرا من الفستان. ورداء المسيح فيه معنى الخلاص والتحرر من الموت، وهذا ما يجب قوله يا مازن لانك تقول في هذا المنحى " من أنت يا امرأة أحبت بهذا القدر ؟ ... وآمنت بحب ينقل الجبال." ألا ترى كيف انك سبرت في جمال اغوار خاصة بالانجيل ؟

..... أيا امرأة تعبرين بحار العالم ولا تبتلين. ( هنا الجمع أبلغ من المفرد)

..... مغبوط هو بالرغم من آلامه ( كلمة محظوظ هنا خدشت جمال المعنى الذي تسعى القصيدة اليه)

مع أطيب التحيات
جورج جحى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق