الاثنين، 9 نوفمبر 2009

حب ما بعد القبور



بقلم مازن ح. عبود


تعشقه حتى لو استحال عظاما، واشلاء تنطرها بوابات القبور الموصدة.
رقصت...غنت، حلمت به، وصنعت لعينيّه حكومة حريات في السجن العربي الكبير.
له الجائزة والذكرى والمهرجان...
اما هي فامرأة و حكومة ولهانة، تراقص طيفه في كل دقيقة.
حالمة مازالت تنتظره في ليالي الصيف سميرا ونديما!!!
مازالت تنتظره كي يحملها في زيارة ليلية الى محلاته واشيائه.

يأخذها فيعرض لها كيف ان بيروت تتنفس ليلا، وكيف ان للقمر عينان ولسان وآذان...
يعرض لها كيف ان للمدائن ارواح وللتاريخ اجنحة تمتد حتى الى الحاضر والمستقبل.
يشاركها طفولته، وولعه، وحلم عودته الى ارضه المسلوبة.

ومازالت هي تعشق عينيه، عشق عنب الكروم لعصير الخوابي.
عشق ورود الارض لقطرات الندى.
اضحت لاجله ممثلة اغريقية في يوم ترحاله.
ايا موتا فجرّت الجسد اربا دون ان تتلف العشق!!!

كانت امرأة ولهانة، احبت حتى النشوة!! كانت منه وله...
من انت يا امرأة احبت بهذا القدر، وآمنت بحب ينقل الجبال، ففعلت...
من انت يا جبيّلية احبت زرقة البحر واديم السماء، فأكتستهما فستانا!!!
من تكونين كي يتسع جسدك النحيل لكل هذا الحب وقلبك لكل تلك الاحلام والذكريات.
ايا امرأة تعبرين بحر العالم ولاتبتلين،
تعبرين كأنك حكاية في عصر انقطعت فيه الحكايات الى غير رجعة.

حكاية تحاكي حكاية، وروح تنسكب في جسد!!!
اضحت هي عيده والموسم والقضية،
عاش فيها فغلب القاتل والجلاّد،
غلب بها الموت والتنين فأضحى جاورجيوس البيروتي اللدي.

محظوظ هو بالرغم من كل آلامه وفظاعة موته!!!
محظوظ بك يا عروس كلمته ونهاره
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق