الخميس، 7 يوليو 2011

كتاب مازن عبّود : "جنَينِه مِن عِنّا"



د. سليم الصايغ
الخميس 07 تموز 2011
http://aljoumhouria.com/articles/print_article/5636

"ذكريات صَبي المحلّة لـ مازن عبّود، قصة خارجة من تحت أقدام الأرز، فيها الحلم من الطفولة الى الشباب، وهو حلم يجسّد الحرية والوطن والإنسان والكرامة والمحبة والسخاء". هكذا بدأ معالي الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ كلمته في هذا الكتاب، وأضاف: "نعم، إن قصتك يا عزيزي مازن، خارجة من تحت أقدام الأرز، والأرز عندك فعل رجاء بالاستحقاق اللبناني لأرز الرب.

أنت الذي كتبت أن الله قد خاصم اللبنانيين لأنهم لم يدركوا نعمة هذه العطية الثوراتية، وقصتك ملوّنة بسحر المخيّلة... والمخيلة في قلمك مجذوبة دائما نحو خدمة الجمال في التصوير والأناقة في التعبير.

وقصّتك مغروسة في دنيا الذكرى، والذكرى في مفهومك قيامة دائمة.

وقصتك فيها حلم الأطفال الدائم، فأنت تعد أن الميلاد منذ ألفي سنة باقٍ، وسيتكرّر كل سنة. الحلم من كتابك يفلت من جنّة الطفولة ليعمّ الكون، بمن فيه الكبار والصغار...حلم الطفولة عندك هو حلم الطفل في كل منّا، في حلم الطفل نشوة ومحبة وبساطة وبراءة، أمّا حلم الكبار منا، ومن الحلم ما قتل.

وقصّتك تعطي الزبدة من كل من نحب، ونريد ونرجو.

وهكذا عندك، خرجت من التراكم التاريخي، من الفعل وردّة الفعل. في قصتك تحوّل التراكم الى تفاعل، والاستذكار الى أمثولة، والوصف الى تحليل، والإطار الى مضمون، والإناء الى زيت، والمزهرية المجردة الى جنينة من عندنا... في قلمك أعطيت القارئ أمثولة كيف تكون الإحاطة، بالعام وبالخاص، بالشامل والدقيق، بفقه المعنى الدفين للعبارة المختارة بعناية، والبُعد المادي واللامادي لمدلولاتها.



في كتابك لخّصت بإبداع كيف تكون الذاكرة الجماعية، من الفرد الى الجماعة ومن الجماعة الى الفرد. إن الذاكرة الجماعية بكل سحرها وخيالها، هي التي تؤسس للخصوصية الثقافية.

وبالتالي يرتقي هذا العمل من القصص المسلّي للتاريخ المعيوش، الى الإرشاد الثقافي، وكدنا نقول الرسولي، لكلّ مَن عَنت له القرية شيئا، والجبل شيئا، والوطن شيئا.

وعندما نتكلّم عن الثقافة اللبنانية، من الشخصية اللبنانية نضع نقاط اعتلامك حول العادات والتقاليد.

فإذا أنت مُدرِكٌ للعادات والطقوس الكنسية، ولأسبابها الموجبة فلسفيا ولاهوتيا، فإذا بك تربط بسهولة مدهشة بين القيامة ومعانيها ولوحات الحكم الأخير في الفاتيكان حيث المسيح قادم على الغيوم على سبيل المثال.

إن العادات معك تعود بسرعة لتعيق براثمة الأرض والبخور وترانيح الشكر الى الله والسموات والأرض.

وبهذا، غدوت معلما للثقافة حتما، وكذلك محجبا لها. متى آتي أهمّ بالصعود فورا الى دوما، لعلّني أرى ما قد شرحت ووصفت، وأفقه كل معاني ما حَلّلت.

ويشدنا الى ذلك الأسلوب الساخر، الطريف الرشيق، مع الحكمة التي تأتي دائما لتصنع القارئ لحظة قبل أن يبتسم لحظات.

ما أرى هو فائض كبير من المحبة، محبة الأشياء، كما هي الناس بالمفرد وبالجمع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق