الجمعة، 19 أبريل 2013

ايمان القانون، وداعا!!!

ايمانها بالقانون تخطى حدود حمص، ومرجعيون وكل لبنان وتوابعه، من انغام.  اضيئت لاجلها شمعوع في الجبل المقدس في ارض اوديسايوس وكل الاساطير.  هي الانامل الالهية التي استعارتها من الخالق فنسجت لنا احلاما واشواقا ونغمات.  والنغمات حكايات مشرقية.  رحلت ايمان الى حيث ما ارادت ان ترحل باكرا لكن ليس لانها لا تحب عالم النغم بل لانها عشقت زوجها وابنتيها.  فأحبت ان تمكث معهم زمانا  كي يكبروا.  ضربت على وترها اللحن الاخير فبكت عليها "ليلى" في غنوة زكي ناصيف التي انتجتها اناملك .  ايمان اجلس اليوم وانغامك من حولي مع قهوتي كما يطيب لي عند كل صباح حين اشعر انّ العالم يهتزّ من حولي.  فعزفك دواء.  يعطل سم الرسائل المرسلة الى اوباما.  ويشفي جراح مصابي انفجاري بوسطن وتكساس.  ايمان  يا مهندسة القانون التي لعبت لفيروز انغامها كما لم يلعب لها قبلا.  اراك ترحلين اليوم وشموعك الخمس والاربعون تتقد فنا.  تطفئين شمعتك الارضية من غير ان ينطفأ النغم او تستكين المحبة والذكريات. 
ايمان لا تخشي الموت.  فرئيس الملائكة غفرائيل يصلي من اجلك اين ما حلّ.  وقد سحرت عالمه.  فأسلمك الى ملائكته.  خلقك ربه كي تعزفي للعذراء مريم يوم بشرها بولادة يسوع.  وها انّ القدير يسترجعك الى حيث كنت تنخطفين منذ طفوليتك، منذ اعوامك السبع، كي تتولدي عزفا يبلسم الجروح.  فالخالق مولع بالجمال على ما يبدو.  وها هو يستأثر بك مجددا.  يفرح بك لانّ الومضة في فكره صارت امرأة والمرأة اضحت نغما فكيفت اجواء كوكب متخبط. 
قلت لي على هامش عشاء نهاية الصيف الماضي: "شهوة اشتهيتها ان اصعد الى "دوما" قبل نهاية المشوار.  فأعاين كيف يفاجئ القمر القرميد فيدهشه.  شهوة اشتهيتها ان اتلمس روح الازمنة تغمر عبق الامكنة".  الا انّ الشتاء وافى كما رحلة العذاب.  فمضيت دون ان تحققي امنيتك يا عازفة الالهة في عالم الخيال والاحلام.   
كان لنا امرأة من نغم.  وقد كان للانكليز امرأة من فولاذ.  ودّعوا امرأتهم غروب امس على طريقتهم.  ونحن سنودعها على طريقتنا بخفر وصمت.  اعذريني بريطانيا العظمى، لاني اعشق النغم اكثر من الفولاذ.  احب سيدتك.  الا اني اعشق تلك العازفة، زوجة صديقي واخي.  اعشق اناملها وموسيقاها.  
"ايمان القانون"، كلا لم يغلبك المرض. لا بل انت غلبته بنغمك، واستكنت.  رحلت الى حيث خططت ان ترحلي، حيث كل الانغام والترانيم.  رحلت الى حيث كنت تركبين الاوتار فتمضين وتعودين بأجمل اللمسات والنغمات.  مسكينة الاوتار فقد تيتمت.  ايمان يا امرأة عرفتها اكثر من نغمها ومن قصص زوجها، لا ترجعي اناملك الى الواهب بل ابقها عندنا.  فنحن نحتاج الى انامل وقصص ونغمات.  نعم، تحتاج الضيعة الى "ليلى" والقمر والحكايات. 
"ايمان" يا امرأة خطّت الزمن بنغمات.  اذهبي الى ضيعتك، الى عالمك.  وستبقين في يقيني نغما التهمه مع قهوتي الصباحية حين يعصف العالم من حولي، فأستكين. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق