الثلاثاء، 14 فبراير 2012

اجتماع باريس للاطراف المتعاقدين في معاهدة برشلونة تدابير موجعة واهداف طموحة

اجتماع باريس للاطراف المتعاقدين في معاهدة برشلونة تدابير موجعة واهداف طموحة... ولبنان يعود الى طاولة الاجتماعات بعد غياب قسري!! حضرت الى باريس بناء لدعوة برنامج الامم المتحدة للبيئة-خطة المتوسط من اجل المشاركة في اجتماع الاطراف المتعاقدة في معاهدة برشلونة السابع عشر بحضور ممثلي سبعة عشر دولة من حوض المتوسط وشركاء الخطة من منظمات دولية ومجتمع مدني. غالبية وزراء دول الربيع العربي حضرت الاجتماع . ولبنان عاد الى الاجتماع بعد طول غياب. وتغيّبت سوريا الرسمية التي حضر عنها مندوب عن المجتمع المدني الاخضر. لبنان حضر لكن ليس على المستوى الوزاري، على الرغم من وجود وزير البيئة الاستاذ ناظم الخوري في باريس خلال انعقاد المؤتمر، ولا حتى على مستوى مدير عام، بل على مستوى رئيس مصلحة بشخص المهندسة سناء السيروان. اما المجتمع المدني اللبناني فلم يغب عن الساحة. فكان حاضرا من خلال السيدة سوسن بو فخر الدين المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية وخلالي. المهندسة سيروان في كلمة لبنان المرتجلة اثارت مجددا موضوع التعويض عن البقعة النفطية الا انها لم تنل الدعم المطلوب لادراج موضوع التعويضات على توصيات ورقة باريس. فحضور لبنان الرسمي كان ضعيفا على الرغم من جهود المهندسة سيروان المشكورة. كما كان ملفتا موضوع تخلف لبنان عن ارسال تقارير المتابعة المتعلقة بمعاهدة برشلونة على الرغم من وجود لبناني في الموقع الثاني في امانة سر المعاهدة. عنيت بذلك السيد حبيب هبر الذي يشغل حاليا منصب نائب منسق خطة المتوسط. السيد الهبر في لقاء خاص دعا الحكومة اللبنانية الى التصديق على البروتوكالات التي التزمت بها، كما الى ارسال التقارير اسوة بسائر الاطراف المتعاقدة. خلال الاجتماعات المقفلة للمؤتمر حضرت الازمة الاقتصادية بقوة، كما الصعوبات المالية التي تعانيها الخطة. وقد تطرقت نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة السيدة امينة محمد الى الموضوع، في الجلسة الافتتاحية، معتبرة انّ الخطة قد تعاملت بشكل جيد مع هذه الازمة عبر تنفيذ خطة انعاش شملت المزيد من خطط التخفيض والترشيد. كما حضر موضوع اعداد ورقة لمؤتمر التنمية المستدامة (ريو + 20) العام المقبل. هذا وقد اعتبر مندوب الدولة المضيفة فرنسا- السفير جان بيير تيبو، الذي استلم رئاسة الدورة من ممثل المغرب السيد محمد بن يحيى، بأنّ اعادة هيكلة الخطة هو امر حيوي ل"تكييف عملها مع التحديات الراهنة" ومنها الربيع العربي. كما اعتبر تيبو انّ من شأن اعلان باريس ان يدعو الى الى تقدم حقيقي في مجالات عدة كالاقتصاد الازرق (المتعلق بالبحار) والاقتصاد الاخضر على حد سواء، الامر الذي يستدعي تطوير نماذج اقتصادية جديدة وتحويل التركيز نحو اتفاقيات محددة. كلمة السيدة ماريا لويسا سيلفا ميخياس- منسقة الخطة اتت حول التحديات البيئية في المتوسط. السيدة ميخياس اعتربت في حديث خاص بأنّ على لبنان ان يفّعل حضوره في الخطة اسوة بسائر دول المتوسط. الحدث الابرز في الاجتماع كان تبرع الاتحاد الاوروبي بمبلغ يقدر بحوالي المليون دولار امريكي لتغطية جزء من عجز الخطة شريطة ان يقوم مندوب من الاتحاد بحضور كل الاجتماعات المالية ذات الصلة. اعلان باريس اتى كي يدعوا المشاركين الى ضرورة الاستثمار في مفاعيل الازمة المالية بشكل ايجابي، ومنها: ارساء اسس اقتصادات خضراء وزرقاء وتعزيز التعاون ما بين الاطراف المتعاقدة لحماية البيئة البحرية في المتوسط من التلوث. وبدا واضحا رغبة المؤتمرين في ايجاد آليات لتفعيل عمل خطة المتوسط جهة تطوير وتنفيذ وتتبع الاهداف الموضوعة ليس فقط على الصعيد الاقليمي بل على الصعيد الوطني ايضا. الا انّ اعلان باريس (ورقة المؤتمر) اغفل اثارة موضوع الخلافات حول التنقيب عن البترول والغاز في مياه المتوسط في الشرق الاوسط وتأثيراته ذلك على البيئة البحرية في المتوسط. كما لم يتطرق بشكل مباشر الى آليات التنسيق لتحديد المسؤوليات في حال حصول كوارث بحرية جراء الخلافات او ابان التنقيب، مكتفيا بما تضمنه البروتوكول الخاص بالموضوع في المعاهدة. انتهى اجتماع باريس وعاد كل الى بلده. الا انّ الموضوع الابرز هو لما لا يفعل لبنان حضوره في مثل هذه المنتديات؟؟ وبخاصة ان الخطة كانت له خير ملجا عندما تعرض لاعتداء البقعة النفطية ابان حرب تموز. فمتى تتبدل المشاركة اللبنانية، فتضحي فعالة على غرار المشاركة الاسبانية التي كانت الاهم والافعل في المؤتمر؟؟ ام انه لدى الحكومات في لبنان استراتيجيات وسياسات اخرى تتمركز حول النكد والزبائنية؟؟ لقد اضحى مطلوبا ان يتم تسليط الاضواء على مسائل اخرى تعطي زخما وحضورا عالميا ايجابيا للبلد. لقد اضحى مطلوبا اخفات الاضواء قليلا على صراع الديوك الهادف الى اثبات الذكورية وكسب الشارع والشارع المضاد على حساب البلد. مازن ح. عبّود باريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق