الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

Ghaza Environmental Situation


الحرب الفعلية بدأت الآن بمعناها البيئي التدميري


اسرائيل رمت القطاع بنصف مخزونها واستخدمت اسلحة محظرة


تقارير وفد ايطالي اظهرت وجود مواد مسرطنة ومسببة للعقم


وطنية - 22/12/2010 عقد الخبير البيئي مازن عبود مؤتمرا صحافيا في وزارة الاعلام، في حضور مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص ممثلا الوزير الدكتور طارق متري والمدير العام لوزارة البيئة بيرج هتجيان، وسلط عبود الضوء على التقرير الاولي حول الجولة الاستطلاعية التي قام بها وتجمع الاطباء في لبنان للوضع البيئي في قطاع غزة وجمع المعلومات اللازمة في هذا الاطار.


ورحب قصاص بالاعلاميين وبعبود "الناشط البيئي الذي يسعى لمصالحة اللبنانيين مع بيئتهم ليجعل منها بيئة غير ملوثة وسليمة ونظيفة، خصوصا انها تعاني مشاكل كثيرة لا عد لها ولا حصر، وقد تفوق بخطورتها كل المشاكل التي يعانيها اللبنانيون هذه الايام".


ثم تحدث عبود عن الاهداف والظروف التي احاطت بزيارة الوفد ما بين السادس عشر والتاسع عشر من كانون الاول الحالي، فأشار الى "اللقاءات التي تمت مع رئيس سلطة جودة البيئة الدكتور كامل ابراهيم، رئيس بلدية خان يونس الاستاذ محمد جواد عبد الخالق الفرا ومدير وحدة المشاريع والتخطيط المهندس بهاء الدين الآغا، مدير التعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتور مدحت عباس ووزير الصحة في حكومة حماس الدكتور باسم نعيم".


وقال: "قمنا بعدد من الجولات الميدانية على عدد من المواقع للاطلاع على بعض المشاريع ومشكلات القطاع والوسائل التي يعتمدها الفلسطينيون لمواجهة وتحدي الوضع القائم في قطاع غزة التي تشكل منبسطا من الارض تبلغ مساحته 365 كلم مربعا أي ما يعادل 1,33 في المئة من مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتتمتع بمناخ هو مزيج من المناخ الصحراوي والجاف ومناخ البحر المتوسط الرطب مع رياح شمالية غربية بسرعة منخفضة جدا.

اما السواد الاكبر من تربة غزة فهو رملي وتقدر كمية الامطار التي يتلقاها القطاع سنويا ب 120 مليون متر مكعب تمتص الارض منها ما يناهز الاربعين مليونا، علما ان اقتصاد غزة هو ريعي يقوم على المساعدات التي تعتمدها الحكومة لتغطية النفقات الى حدود 85 في المئة. وتشكل ثلث اراضي القطاع منطقة عازلة ما بين غزة واسرائيل والكثافة السكانية هي 4010 افراد في الكلم المربع الواحد، وتصل الى حدود عشرة الاف في مخيم جباليا مما يجعل القطاع من اكثر الامكنة كثافة سكانية في العالم. ويتوالد اهل القطاع بمعدل وسطي يفوق 35 في المئة مما يهدد بانفجار سكاني كبير وخطر داهم على الموارد الطبيعية في هذه البقعة الصغيرة مما يعني مشاكل بيئية حقيقية في الصرف الصحي والنفايات وغيرها".


واشار الى "محاور ثلاثة يتضمنها المؤتمر، اولها تأثيرات الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في كانون الاول 2008 واستمرت حتى 18 كانون الثاني 2009، فكان ان طالت تأثيراتها المحيط الطبيعي للقطاع كما البنى التحتية مثل محطات الضخ وشبكات توزيع المياه ومحطات تكرير المياه المبتذلة ومكب النفايات الصلبة والثروة السمكية والحيوانية والزراعية، وبلغت مساحة الاراضي التي جرفت خلال العدوان 18520 دونما من الزيتون والنخيل بما يقدر بمليون و400 الف شجرة، مع الاشارة الى ان عشرين بالمئة من البالغين و30 بالمائة من اطفال غزة يعانون مشاكل نفسية".


ولفت الى ان "خسائر الاقتصاد الفلسطيني نتيجة العدوان على غزة قدرت بأربعة مليارات دولار اميركي على الاقل، فقد تم تدمير 14 بالمئة من المباني بشكل كلي و17 بالمئة من الاراضي الزراعية. فكان ان تهدم 5000 الاف منزل و300 منشأة صناعية و110 مقرات حكومية و100 مسجد بشكل كلي وخمسين الف وحدة سكنية بشكل جزئي، فتراكم آلاف الاطنان من النفايات الصلبة في الطرق، هذا بالاضافة الى تسعة آلاف طن من النفايات الطبية.

واقفل موقع فرز ومكب طمر النفايات المعروف بمكب GTZ فترة ما بعد الحرب لتواجده في المنطقة العازلة مع اسرائيل. كما دمرت اسرائيل المختبرات والاجهزة العلمية في القطاع بشكل منهجي وذلك بهدف منع قياس وتحديد الملوثات التي حوتها الاسلحة الاسرائيلية التي استعملت في الحرب".


واشار الى ان "اسرائيل رمت على غزة نصف مخزونها العسكري أي ثلاث ملايين كليوغرام من الذخائر، ما يقدر بكيلوغرام للشخص الواحد و8220 كليوغراما لكل متر مربع من مساحة القطاع، وتشير بعض التقارير المرتكزة على فحص الجثث والاصابات والتربة، الى ان العدو استخدم عددا من الاسلحة المحظرة عالميا كقنابل الفوسفور الابيض وقنابل الدايم والاسلحة التي تحوي اليورانيوم المخصب.
وعلى ما يبدو فإن اسرائيل قد تقصدت ضرب البيئة ومقومات الحياة الغزية بدليل استهداف محطة تكرير الصرف الصحي في غزة مثلا، المعروفة بمحطة الشيخ عجلين، مما تسبب بتلوث 55 دونما من الاراضي المجاورة للمحطة، وبدليل جرف الاراضي الزراعية وشبكات المياه".


وتحدث عبود عن مشكلة "المياه في القطاع المحاصر مما يعني احتمال فقدان المياه العذبة بعد بضع سنوات، علما ان التقارير تشير الى ان المياه غير صالحة للاستخدام المنزلي او للشرب"، مشيرا الى ان "الحرب الفعلية بدأت الان بمعناها البيئي التدميري خصوصا المواد المسرطنة التي ظهرت بعد معاينة جثث الشهداء الفلسطينيين كما الاصابات والتربة من قبل وفد مؤسسة "جازيلا" الايطالية، وطرح الوفد السؤال حول امكان استعمال اسرائيل المواد السامة والمسرطنة في حربها ضد غزة مع ظهور حالات تشوه كبيرة عند اطفال وسكان غزة.

واظهرت التقارير التي وضعها الوفد وجود مواد مسرطنة مثل اليورانيوم والكاديوم والمركوري والكروم والنيكل والكوبلت والنحاس على جثث الشهداء الفلسطينيين والجرحى مما يؤدي الى الاصابة بالسرطان وتشوه الانسجة، اضافة الى مواد يمتصها الجلد مثل الالومنيوم والكروم وغيرها ومواد تؤثر على معدلات التوالد مسببة نقص الخصوبة والعقم مما يعني ان الغزيون يعيشون الان في محيط سام للغاية، أي ان اسرائيل استخدمت اسلحة محظرة دوليا في حربها على غزة".


واشار الى تخوفه من ان "تحدث مثل هذه التجربة في لبنان"، مشددا على "الوعي الانساني لاننا معرضون لحرب اسرائيلية على الاراضي اللبنانية قد تستخدم فيها المواد المسرطنة ذاتها التي استعملتها في عدوانها على غزة". وتمنى متوجها الى منظمة الصحة العالمية "ارسال وفد الى غزة للاطلاع ميدانيا على واقع القطاع".


ولفت الى "مدينة تحت الارض توازي مدينة غزة فوق الارض وبالتالي لا تستطيع اسرائيل متابعة تحركات حماس العسكرية"، موضحا انه بنى استنتاجه على "ما رواه الغزيون الذين بنوا الانفاق تحت الارض تخوفا من خطر سلاح الجو الاسرائيلي"، معتبرا ان "الحصار يعطي نتيجة عكسية وعلى دول العالم اعادة النظر في هذا الاطار"، مشيرا الى "الوسائل التي يلجأ اليها الغزيون للتأقلم مع الوضع القائم على الصعيد الزراعي والبيئي مثل زراعة اشجار او نباتات لا تحتاج الى الري لتوفير المياه".


واشار عبود الى "ضغوط يتعرض لها الوفد الايطالي الذي قام بالمسح الميداني لطمس الحقائق التي يتضمنها التقرير وهو ما اشار اليه وزير الصحة في حكومة حماس الدكتور باسم نعيم".


==========س.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق