الاثنين، 26 ديسمبر 2011

في الحوار مع القندلفت في شؤون الطائفةبقلم مازن ح. عبّود وكان ان بلغ القندلفت منير شتات اخبار حول خلافات ما بين الاحبار في الكرسي الانطاكي وعكرة مع العلمانيين حول الادوار في كنيسة انطاكيا العظمى. فاستاء من حصول المناكفات الى هذا الحد ومن ان تكون مثل هذه الاخبار قد بدأت تتسرب الى الاعلام. فكان ان التقيته في حديقة منزله حيث كان يشعل ويمضغ ويشتم ويلتهم دخان سيكارته.
فقال: "اعلم يا مازن انّ عندك بعض الاطلاع في امور الكنيسة. وانا لااستغرب، فقد ادركتك منذ صغرك صبيا متميزا. اما انا، فكما تعلم وترى، شيخ فقد معظم نظره واضحى عاجزا عن التنقل مسافات طويلة. وانّ لا قدرة لدي على التفاعل لمعرفة ما قد جرى ويجري في كرسي بطرس وبولس في انطاكيا". فقلت له "هات، تفضل يا معلم منير". قال: "سمعت انّ عكرة ما تحصل في الطائفة. وقد اضحت امور جماعتنا طابة يتسلى بها الساسة والمتنفذون في الاعلام. وهذا لا يجوز في الشرع الكنسي. لقد كانت تحصل عكرات في ايامنا. الا ان عدد العارفين بها كانو قلة. وقد كنّا نحفظ تلك الاخبار كي لا تخرج الى العلن، فيتعثر المؤمنون. وكما تعلم فلقد عملت سائقا لبعض بطاركة الطائفة ولاسقفية طرابلس زمنا طويلا. واني حتى الان مازلت اتكتم عن الكثير من المسائل الصغرى والكبرى. فهي من اسرار الطائفة، وحتى "زوزو" ابن اخي، صديقك واقرب الناس اليّ، لا يعلم بها". ثمّ راح ينظر للبعيد تارة، وفي عينيّ تارة اخرى. ثمّ راح يتأوه على البطريرك طحّان وابو رجيلة. ويتذكر ازمنة المطارنة بشير وقربان وابافانيوس وسماحة وغيرهم ممن شكلوا ابطال ساحته، يوم كان فتيا. ثمّ اردف "آه ايام... ايام يا منير!!! المهم، شو الاوضاع اليوم؟". فأجبته: "نعم، تغيرت الايام يا معلم منير عما عهدت. فأضحت سرعة السيارة اكثر من ماية وعشرين كيلومترا بالساعة. وحل ّ Blackberry مكان هاتف المانيفيل. وانّ لذلك تأثيرات كبرى على سرعة انتشار الاخبار. لذا، فانّ ما كان مجهولا بالامس قد اضحى معلوما اليوم..". فهزّ برأسه قائلا: "هاي هاي... دعني من عصركم. وهلمّ نعود الى جماعتنا والموضوع الاساس. ما القصة؟ هل صحيح انّ سيدنا مطران بيروت على سرير الموت، والكل يتباطح على وراثته؟". فقلت :" بحسب علمي انّ المطران اصيب بوعكة صحية وهو يتعافى منها ليس الا" ثمّ اردف: " ما القصة؟ هل انّ البطريرك هو من فريق الثامن من آذار ومطران بيروت من الفريق المعاكس، كما سمعت "نجيب لزَق" يقول في السوق نهار امس. لذلك فانّ ثمة مسعى لاقالة حبر العاصمة، وتجريده من صلاحياته؟". فأجبت: " كما تعلم يا منير فانّ البطريرك هو بطريرك، ولا ينتمي الا الى كنيسته. ثمّ انّ لا احد في كنيستنا، كما تعلم، يستطيع ان يجرد رئيس كهنة من موقعه الا الموت (ما عاذ الله) او في حال خروجه عن تعاليم المجامع المسكونية. وهذا لم يحدث". فقال: "بلا، بلا، نعرف...". وتابع: "ثمّ، يا اخي، ما قصة جماعتك العلمانيين هذه الايام. وقد علمت انهم يتكتلون اغمارا، اغمار، عند كل زاوية من زوايا الساحة، كبزاق المرج بعد العاصفة الاولى. وقد بلغني انّ الشباب يهاجمون بعضهم بعضا بلا كلل. ويعرضون سبابهم على صفحات الجرائد و"الانطر نيت". اما عندهم عملة، الا هذه الشغلة؟ هذا لا يجوز!!! ابلغهم يا مازنا انّ الطائفة ليست اوروبا في الحرب الباردة ولا مطران بيروت "تيتو" ولا البطريرك "ستالين". حرام يا اخي هذا الشغل، والله حرام...". فقلت: "مما لا شك به انّ ثمة مشكلات تلمّ بجماعتنا في هذه الايام جراء "خطايا الاحبار وجهالات الشعب". وكما تعلم يا معلم منير، فانّ ادوار جماعتنا راحت تتراجع على الساحة الوطنية حتى اضحينا مثل "خيال الزريعة". وقد انفجر الوضع اليوم. وهذا ما ادى الى تدخل البطريرك شخصيا. وقد اعطى لبنان هذه الايام اهمية اكبر، بفعل ما يجري في الشام، لحل المسائل". فأجاب: "اما كانت الازمة تتأجل قليلا، كي نعلم يا اخي، ما ستتمخض عنه الاوضاع في الشام؟ ". فأجبت بأنّ الانفجار يحصل " من دون اذن او دستور عادة". الا اني طمأنته عن سلامة العلاقات ما بين الاحبار وابيهم البطريرك". فاستكان. وعرّج في الحديث على حبر الابرشية الذي قال عنه بانه ذهب خالص، قبل ان يخلص الى: انّ "المشكلة انّ بعض الاحبار قد اضحو متاريسا لبعض الساسة. والمطلوب هو العكس في بلد مذهبي، كلبنان!! ما يحصل عندنا اليوم فيه ضرر كبير علينا. لذا، فعلى المرجعيات الاوروثوذكسية ان تقرب الكنيسة العلوية، وان تتناسى بعضا من اداء الكنيسة الارضية. كما على الاكليروس ان يتركوا للعلمانيين معالجة مسائلهم، فلا يتجاوزوا حدّ السلطة". فأحسست عندها انّ ثمة من ينطق بلسانه، فجزعت واستكنت. وتمنيت لو انه كان من اهل الصالونات الراقية كي تحلق فكرته بعيدا... ثم نادى على اهل داره ان يحضروا القهوة، صارخا: "قهوة للاستاذ يا جماعة". فشربت من مرارة قهوة "منير" المشرقية. ثمّ بصقنا معا على الشيطان بناء لطلبه، قبل ان يستدعي جارته "حميدة" التي قال عنها بأنها تبصّر جيدا. سائلا اياها قراءة فنجانه المغمور اخبارا واحاديثا لا تنتهي. اما انا فرحت اقرأ في فنجاني غدا لم تتضح معالمه بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق