الجمعة، 10 يناير 2014

الفايز بوك يغزو كفرنسيان


ابلغت بأنّ الحكي قد اضحى الكترونيا وبانّ معظم غسيل قرية "كفرنسيان" من اخبار البنات (الله يستر عليهنّ) والنساء والرجال والاطفال والشيوخ والشبيبة والكهنة والاحبار كما الرهبان والراهبات قد اضحى ينشر فور خروجه من المغسل الى  الفايسبوك.  كما قيل لها بانّ من ليس له حساب على الفايسبوك هو غير موجود ببساطة.  فراحت تدوّي، حتى قيل بانّ صوتها سمع في "مالطة" : "تصوروا انّ "فافا"، وشهرتها وارثها، غير موجودة في "كفرنسيان"، وذلك لانها لا تتقن الضرب على لوحة، ايعقل؟؟".

  والفكرة بذاتها تسببت لها بنكسة عاطفية وازت تلك الناتجة عن دخولها عمر اليأس.  وهي التي قررت ان تستقيل من مكتب البريد قبل وصولها الى التقاعد كي تبقي سرا عمرها.  ومازالت تتمارض مرة في الشهر مع شراء كل ما يلزم، كي يقال بانها مازالت "امراة".

اعتقدت انّ "فايزة" العائدة من تلك البلاد، والتي سلبتها حبيبها وابحرت معه، هي علّة المشكلة.  فقررت "فافا" ان تصارع للبقاء والانضمام الى عصر "فايزة" (كما كانت تقول) اي عصر "الفايسبوك".  لكن قبل ان تتخذ قرارها الاخير، ارادت ان تتحرى عن فايزة وجبنة "البوك" التي احبها الجميع في "كفرنسيان"، بلدة الخرفانين حتى الشراهة.  وراحت تبحث عن علاقة "فايزة" بجبنة "البوك" و"العالم الالكتروني والقصص.  استدعت "جوجو" ابن "رورو" واستشارته بالموضوع.  الا انها ما اقتنعت بما ابلغها اياه عن اصل وفصل "الفايز بوك".  نهرته واتهمته بالهبل الذي تولده العلوم.  ولعنت الجامعات وهدر الاموال.  وراحت تحاضر في الموضوع.  فهي تبحث عمّ يدعم نظريتها لا عمّ ينسفها بتفاهات كما كانت تقول.

ودخلت الى عالم "الفايز بوك".  فوجدت اخبارا واناسا وقصصا وصورا.  حتى تعطل دماغها وتلعثمت ذاكرتها.  فاضحت تتلو للناس خطبا غير مفهومة.  حتى قيل فيها انها تتلو خطبا "مخلوطة"، مصنوعة من جمل كلماتها جميلة لكن غير مترابطة البتة بعضها ببعض.  ما زاد حزنها انها وجدت انّ الرجال قد اضحوا يثرثرون ويتجملون اكثر من النساء.  فابدت تخوفها من فقدان الجنس اللطيف لميزاتهنّ التفاضلية.

قرأت هناك قصصا مقتبسة عن قصصها.  وصورا بيانية من بناة افكارها منشورة على الصفحات دون ان يتم ذكر المصدر.  قررت رفع دعوى لدى الحاكم المنفرد.  فنظم ضبط بالموضوع وحفظ في الادراج.  فالملف كان فوق قدرة "الكركون"، وبخاصة ان الشخصيات المثيرة للاهتمام كانت وهمية. 

فقررت "فافا" اخذ حقها بيدها وبالوسائل المشروعة.  فكان ان انتظرت مرور "فايزة" في الحي كي تخلع نعلها وترفعه في وجه من كانت في يقينها علة المشاكل.  لم تلجأ الى وسائل اكثر شراسة ودموية للانتقام.  فللاهداف النبيلة ووسائل نبيلة ايضا.  وهدفها هو اصلاح "كفرنسيان". 

ابلغت الجميع انّ "الفايزة بوك" يزيد من معدلات الخرف المقيم في "كفرنسيان".  وهو لزوم ما لا يلزم استحضاره من امريكا في مثل هذه الظروف.   اضحت تنطق دررا وتحاضر ضد تلك الموضة.  لا لاقتناع فلسفي بل لانّ تلك الموضة قد انتزعت منها ورقة الاخبار.  والحقتها بأناس اخر من "كفرنسيان" يتقنون استعمال التلفون الذكي دون ان يكونوا اذكياء على شاكلتها.   فبحسبها انّ ما يجري هو مخيف، ومناف لكل انواع الاخلاق التي عرفتها.  وانّ في الامر مؤآمرة حيكت ضدها وضد نخبة "كفرنسيان" في دول القرار العظمى، منذ سنوات.    وقد اتفق معها على توصيف المشكلة واسبابها "حنّا" محلل المحلة المذكورة ومفكرها العظيم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق